خاص / سعودي أوتو :
شركات السيارات الأمريكية الكبرى تقول بأن هناك حوالي 1.2 تريليون دولار ما بين انفاق وتخصيص قد تحقق في السنوات العشرين الماضية من أجل التحول بصناعة السيارات نحو العصر الكهربائي وكتابة النهاية لمحركات الغاز . على الجانب الآخر يري خبراء كبار بعالم الصناعة أن التحول يحتاج إلى 100 عام ليتحقق بالكامل ونقول بأن العالم يخلو من محركات الغاز ويعيش بدفع محركات الكهرباء. تخطط وكالة حماية البيئة الأمريكية للإعلان عن معايير صارمة جديدة لانبعاثات العوادم لإجبار صناعة السيارات على التخلص التدريجي من بيع السيارات التي تعمل بمحركات الغاز.
إنها خطوة طموحة ومحفوفة بالمخاطر من قبل إدارة بايدن لتعزيز أهدافها المناخية من خلال تعزيز بيع السيارات الكهربائية مع الدخول أيضًا في نهاية عصر محرك الاحتراق الداخلي (ICE)..
هل يمكن الموت النهائي لمحركات الغاز
لكن الأمر لن يكون سهلاً مثل حظر بيع السيارات التي تعمل بمحركات الغاز أو إلزام الشركات ببيع المركبات ذات المحركات الكهربائية فقط. وبدلا من ذلك، فإن قواعد وكالة حماية البيئة الجديدة ستضع حدا للانبعاثات على إجمالي عدد السيارات الجديدة التي تبيعها كل شركة صناعة سيارات خلال عام واحد. ومن شأن هذا الحد أن يضمن بشكل أساسي أن ثلثي المركبات التي تم بيعها في الولايات المتحدة بحلول عام 2032 ستكون سيارات كهربائية، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة نيويورك تايمز . ومن المتوقع أن يتم نشر التفاصيل الكاملة لاحقا.
التغير التاريخي في صناعة السيارات بأمريكا
وستكون الجهود المبذولة لجعل هذا حقيقة واقعة هائلة للغاية. لقد شرعت شركات صناعة السيارات بالفعل في السير على الطريق نحو المزيد من مبيعات السيارات الكهربائية، لكن المركبات الكهربائية لا تزال تمثل جزءًا صغيرًا فقط من سوق السيارات الإجمالي في الولايات المتحدة. إن نقلها من ما هي عليه اليوم، عند حوالي 7% من مبيعات السيارات الجديدة، إلى حيث تريدها إدارة بايدن، أي ما يقرب من 68% من إجمالي مبيعات السيارات، سيكون مختلفًا عن أي شيء تمت محاولته على الإطلاق في تاريخ صناعة السيارات الممتد 150 عامًا.
مبيعات السيارات الكهربائية في يناير الماضي
لنأخذ شهر يناير الماضي على سبيل المثال: شكلت السيارات الكهربائية 7.83% من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة، مع بيع 66,416 سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات و14,143 سيارة هجينة. وشهد الشهر نفسه أيضًا بيع 950.000 مركبة خفيفة جديدة من طراز( محركات الغاز ) ICE، بالإضافة إلى ما يقرب من 3 ملايين مركبة أخرى مستعملة تعمل بمحركات الغاز .
ماذا ستفعل إدارة بايدن حتى موعد الانتخابات الرئاسية
وتحاول وكالة حماية البيئة في عهد الرئيس بايدن بشكل أساسي قلب هذه الأرقام. لا ينبغي أن يكون أي من هذا بمثابة مفاجأة لصانعي السياسات أو صانعي السيارات، وفقًا لكريس هارتو، كبير محللي السياسات لشؤون النقل والطاقة في Consumer Reports. لقد أشارت وكالة حماية البيئة إلى أن هذه المعايير الجديدة ستصدر هذا الربيع منذ فترة وتتوافق تقريبًا مع أهداف بايدن المناخية. مباشرة بعد توليه منصبه، وقع الرئيس على أمر تنفيذي يوضح رؤيته بأن تكون نصف مبيعات السيارات الجديدة خالية من انبعاثات العوادم بحلول عام 2030.
فوضى التحول القسري نحو السيارات الكهربائية
أما بالنسبة لمدى الفوضى التي سيكون عليها هذا التحول، فإن الكثير سيعتمد على كيفية استجابة صناعة السيارات . ومن الواضح أن التحولات التكنولوجية تميل إلى الفوضى عندما تفشل الشركات في الاستجابة بفعالية للتحولات السريعة في طلب المستهلكين”. “إن شركات صناعة السيارات التي تستجيب بشكل أكثر مرونة للتغيرات في طلب المستهلك ستكون الأكثر نجاحا، وأولئك الذين لا يستجيبون لذلك قد يجدون أنفسهم متخلفين بسرعة.”
تجربة كاليفورنيا
في العام الماضي، أصدر مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا قواعد جديدة تم نشرها لأول مرة من قبل الحاكم جافين نيوسوم في عام 2020 ، والتي تتطلب أن تكون 100 بالمائة من السيارات الجديدة المباعة في الولاية خالية من انبعاثات الكربون بحلول عام 2035. كاليفورنيا هي أكبر سوق للسيارات في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الشركات في العالم، وتميل قواعد الانبعاثات التي تتبناها الولاية إلى الانتشار إلى بقية البلاد.
الجمهوريون ضد توجهات بايدن بخص السيارات الكهربائية
والواقع أن ولايات أخرى حذت منذ ذلك الحين حذو كاليفورنيا في تحديد مواعيد نهائية للتخلص التدريجي من بيع سيارات محركات الغاز، بما في ذلك ماريلاند، وماساتشوستس، ونيوجيرسي، ونيويورك، وأوريجون، وواشنطن. لكن حتماً، سيتعين على الحكومة الفيدرالية أن تتبنى أسلوباً مختلفاً. من المحتمل أن الرئيس جو بايدن لا يريد أن يعرض نفسه للكثير من الانتقادات من خلال إصدار أمر تنفيذي يحظر بيع سيارات محركات الغاز.
ويقاوم الجمهوريون بالفعل مسعى الرئيس لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية، وإن كان ذلك بشكل غير متماسك إلى حد ما . وبدلاً من ذلك، فإننا نحصل على “غازات دفيئة جديدة للمركبات الخفيفة (GHG) وقواعد انبعاثات قياسية لطراز العام 2027 حتى 2032” – وهو ما لا ينطق تمامًا.
قوانين الائتمان الضريبي المعطلة لانطلاقة السيارات الكهربائية
يأتي اقتراح وكالة حماية البيئة في أعقاب القواعد الجديدة التي أصدرتها وزارة الخزانة بشأن المركبات المؤهلة للحصول على ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار تم إقرارها كجزء من قانون خفض التضخم لعام 2022. وتعالج القواعد الجديدة القضايا العالقة المتعلقة بمصدر المعادن المهمة الموجودة فيها. داخل بطارية السيارة الكهربائية ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى عدد أقل من السيارات الكهربائية المؤهلة للحصول على الرصيد.
العملاء سيحددون اتجاهات السيارات المناسبة لهم
على مدى السنوات القليلة المقبلة على الأقل، سيكون العائق الرئيسي أمام اعتماد السيارات الكهربائية هو المعروض من السيارات”. “لا يمكن للمستهلكين شراء المركبات التي لا تصنعها شركات صناعة السيارات. ستساعد هذه المعايير على ضمان قيام شركات صناعة السيارات بتقديم أنواع المركبات التي يريدها المستهلكون بالفعل.
من المحتمل أن بايدن لا يريد أن يعرض نفسه للكثير من الانتقادات من خلال إصدار أمر تنفيذي يحظر بيع سيارات الغاز
تحالف الإبداع في صناعة السيارات
صناعة السيارات تستعد بالفعل للأخبار الكبيرة. في السادس من إبريل الماضي ، أطلق تحالف الإبداع في صناعة السيارات، والذي يمثل عملياً كل شركات السيارات الكبرى، مذكرة إلى أعضائه توضح ما يعرفه عن القواعد المقبلة لوكالة حماية البيئة.
ينص التحالف على أن القواعد الجديدة “ستؤدي إلى معايير أكثر صرامة للغازات الدفيئة ومعايير الانبعاثات أكثر من أي وقت مضى”، مع الخذ في الاعتبار أن شركات السيارات تقول أنها أنفقت بالفعل أو التزمت بإنفاقها (ما يقدر بنحو 1.2 تريليون دولار في المجموع). على التحول EV.
100 عام من أجل التغيير الكامل
صناعة السيارات فخورة بهذا الرقم، و تتحدث عنها كثيرًا في خطابها الإعلامي وعلاقاتها العامة. ومن المؤكد أنه رقم كبير! لكن شركات صناعة السيارات لا تتبنى تمامًا جهود الإدارة لفرض تحول أسرع للمركبات الكهربائية. نادراً ما تتحمس المصالح الخاصة للأنظمة الجديدة. وبدلاً من ذلك، فإنهم يحذرون من مستقبل “مليء بالتحديات” في المستقبل مع دخول قواعد الإدارة حيز التنفيذ.
وخلصت مذكرة التحالف إلى أن “هذا يتطلب تغييراً هائلاً على مدى 100 عام في القاعدة الصناعية الأمريكية والطريقة التي يقود بها الأمريكيون سياراتهم”. “يلزم إجراء تقييم واضح لاستعداد السوق. بطبيعة الحال، لدى وكالة حماية البيئة مخاوف أكبر من ما إذا كانت صناعة السيارات تعتقد أن قواعدها الجديدة ستكون مجدية. تعد وسائل النقل مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الكربون، ومعظمها نتيجة لتلوث عوادم السيارات. لا يهم أزمة المناخ ما إذا كان سوق السيارات جاهزًا أم لا. المستقبل يُكتب الآن، وبالنسبة لمركبات( الاحتراق الداخلي بمحركات الغاز ) ICE، فإن أيامها أصبحت معدودة.