قبل عقد من الزمان لو قيل لأحدهم أن السيارات تقود نفسها لكان ذلك دربًا من الخيال، بينما في عصرنا هذا فقد وصل عدد قليل من الشركات المصنعة بالفعل إلى المستوى 3 من القيادة الذاتية، وهو أكثر من منتصف الطريق نحو هدف بناء مركبات ذاتية القيادة بالكامل. يرتفع المعيار المقبول عالميًا إلى المستوى 5، حيث لم يعد السائق مطلوبًا. تتطور تكنولوجيا السيارات بسرعة، لا سيما في قطاع الكهرباء.
ما فائدة القيادة الذاتية؟
لا يهتم الكثير من الأجيال الحالية من الناس بملكية السيارات. إنهم يرون السيارات ذاتية القيادة بمثابة فوز كبير لأنها ستكون وسيلة النقل الأكثر كفاءة. لا يمكن للجمهور الحالي المهتم بشراء السيارات استيعاب فكرة أن تقنية القيادة الذاتية تستبعد الاحتياج لسائق بشري، لكن هذه الآراء تتضاءل بسرعة.
تعد أنظمة القيادة الآلية الخطوة الكبيرة التالية للأمام، لذلك من المهم معرفة مزايا وعيوب السيارات ذاتية القيادة.
مصطلحات القيادة الذاتية ومستوياتها
تحمل المركبات ذاتية القيادة العديد من الأسماء، لكن هذا الاسم أصبح الأكثر شهرة بسبب تسلا، على الرغم من الانتقاد الذي وجه لصانع السيارات الأمريكي عدة مرات لاستخدامه المصطلح دون أن يكون لديه تقنية ترقى إلى مستوى الاستقلال التام. من بين المصطلحات الأخرى هي السيارات ذاتية القيادة والسيارات بدون سائق والسيارات الآلية.
تتطلب الاستقلالية وجود ذكاء اصطناعي قادر على التعلم والتكيف، بينما تستجيب السيارات الآلية لموقف ما باستخدام البرمجة من صنع الإنسان فقط. يمكن تحديث هذه البرمجة بمرور الوقت، ولكن في نهاية اليوم، يمكن لما يسمى بالمركبة المستقلة – كما هو معروف في الغالب – أن تفعل ما يطلبه سطر من التعليمات البرمجية فقط. وخير مثال على ذلك هو ميزة مساعدة السائق المتقدمة المعروفة بالفرملة التلقائية.
بينما قد يبدو الأمر كما لو أن السيارة ذاتية القيادة، إلا أنها مجرد استجابات لمجموعة من الأسئلة الموضوعة مسبقًا ويتم ذلك في غمضة عين. هل يوجد أحد المشاة أمام السيارة؟ نعم. هل الإنسان خلف عجلة القيادة ينتبه؟ لا. هل سيتضرر واحد أو أكثر من المارة إذا لم يتم استخدام الفرامل الآن؟ نعم. وبعد ذلك يتم استخدام المكابح.
السيارات المزودة بميزات القيادة المتقدمة هذه هي المستوى 2. هذه الأنظمة مسؤولة عن الحد من حوادث السيارات، ولكن لا يزال السائق بحاجة إلى أن يكون مسؤولاً عن السيارة في جميع الأوقات.
المستوى 3 هو أعلى مستوى وصل إليه صناع السيارات حتى الآن؛ ومع ذلك، فهو مجرد مستوى أعلى من الأتمتة. يمكن للسيارة مراقبة محيطها والتسارع والفرملة والتوجيه وتغيير الحارات. في بعض المناطق التي يسمح فيها ذلك، يمكن للسائق إزالة يديه.
المستوى 4 هو المرحلة التي تصل فيها السيارات إلى الاستقلالية الفعلية. هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه السيارة في التفكير بنفسها، ويمكنها تحليل المواقف المعقدة والعمل على حلها. ومع ذلك، لا تزال السيارة ذاتية القيادة من المستوى 4 بحاجة إلى عجلة قيادة حتى يتمكن السائق من تولي الأمر في حالة تعثر السيارة.
المستوى 5 يزيل الخطأ البشري تمامًا. لا تحتاج السيارة إلى عجلة قيادة لأنها تستطيع أن تفعل كل ما يستطيع الإنسان القيام به دون خطأ بشري، مثل القيادة المشتتة، والغضب على الطريق، والقيادة فوق حدود السرعة، وفقدان السيطرة.
وحتى يصل صانعو السيارات إلى المستوى 5، لا يمكن استخدام مصطلحات مثل السيارات ذاتية القيادة والسيارات ذاتية القيادة. ونظرًا لعدم وجود التكنولوجيا بعد، سيظل السائقون البشريون موجودين لبعض الوقت، فإن إيجابيات وسلبيات السيارة ذاتية القيادة التي سنذكرها كلها نظرية.
إيجابيات سيارات القيادة الذاتية
وفقًا لإدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة، يعد الأمان أحد المزايا الرئيسية للسيارات ذاتية القيادة. وتقول إن أكثر من 90٪ من حوادث المرور ناتجة عن خطأ بشري، لذلك فسيكون انخفاض معدل حوادث الطرق أول الإيجابيات.
ستكون المركبات المستقلة أيضًا أكثر صداقة للبيئة، ويمكن أن تقلل هذه السيارات من الانبعاثات.
ستعرف السيارة بالضبط السرعة التي تحتاجها للتحرك لتقليل الازدحام، مما يزيد من تدفق حركة المرور، وسيكون توفير الوقود هائلاً، سواء كانت السيارة تعمل بالوقود الأحفوري أو الكهرباء. لذلك، يعد تقليل الانبعاثات ميزة كبيرة للمركبات ذاتية القيادة.
سلبيات تقنيات القيادة الذاتية
أما سلبيات السيارات ذاتية القيادة فهي واضحة وغير واضحة. في حين أنها قد تجعل الطرق أكثر أمانًا، فبدون الاتصال بأنظمة المعلومات، تظل السلامة المحسنة في المناطق الريفية غير فعالة، فكيف ستتعامل هذه السيارات مع الممرات الضيقة أو الطرق بدون خطوط مرسومة بوضوح
كما أنها قد تتسبب في فقدان الوظائف على سبيل المثال، سيفقد سائقي سيارات الأجرة وظائفهم لأن شركات خدمات التنقل بالأجرة ستشتري المركبات التي لا تحتاج إلى سائقين. السيارات لا تمرض أو تحتاج إلى عطلة. لن تتطلب خدمات التوصيل أيضًا بشرًا. بمجرد ترقية المركبات ذاتية القيادة. سيفقد سائقو الحافلات وظائفهم لأن المسؤولين عن النقل العام سيتوصلون إلى نفس النتيجة.
تشكل التكنولوجيا الذاتية أيضًا تهديدًا أمنيًا من زوايا متعددة. علي الرغم من أن صانعي السيارات سيستخدمون الأمان المتقدم لمنع اختراق السيارة، غير أنه من المتوقع أن تتصل هذه السيارات بكميات كبيرة من الخوادم الخارجية، وربما حتى المركبات الأخرى على الطريق. هذا قد يجعلهم عرضة للخطر.
ستحتوي السيارات أيضًا على أجهزة كمبيوتر أكثر من أي وقت مضى، مما يعرضها لخطر أكبر على المتسللين. ومن المحتمل أن يحصلوا على معلومات البطاقات الائتمانية التي قد يستخدمها الركاب لدفع تكاليف الشحن أو الاشتراك في خدمات البث والترفيه.
هل يجب أن نخاف من السيارات ذاتية القيادة؟
القيادة بشكل عام تعد أحد ملامح الحرية التي لن يتنازل عنها المرء طوعا. وبالنظر إلى فقدان الوظائف المحتملة، فإن المركبات ذاتية القيادة مخيفة جدًا. بينما على العكس من ذلك، يمكن للمركبات الآلية تحسين جودة الحياة إذا تمكن المصنعون من جعلها تعمل بشكل صحيح على مدى فترة طويلة.
في الوقت الحالي، لا يمكن رؤية مستقبل القيادة الذاتية من المستوي الـ 5 الذي يتم فيه القضاء على القيادة تمامًا. في أفضل الأحوال، سيقوم المستوى 4 بجميع المهام العادية، بينما يمكن للسائق تولي الأمر عندما تصبح الرحلة أكثر إثارة.
