اظهرت البورصات الامريكية ليلة امس ارتفاع قوي لأسهم شركة هيرتز لتاجير السيارات المفلسة بنسبة %1275 !!! ، و اشار محللون ماليون ان السهم استمر في البورصة طوال الوقت وصل الى مستوى 40 سنت والآن 5,5$ دولار .
و في بيان خاص له اعلن الملياردير كارل ايكان انه باع حصته في هيرتز بخسارة كبيرة بعد اعلان افلاس الشركة وطلب الحماية ، لكنه قال انه يدعم مجلس الادارة بطلب الافلاس وانه سيتابع خطة اعادة الهيكلة كي تعود هيرتز شركة عظيمة.
و بجانب هيرتز تناقلت مصادر داخلية لعملاق تأجير السيارات الامريكي آفيس عن خطط قادمة لتسريح آلاف الموظفين والعمال في اميركا الشمالية و استراليا و ذلك بسبب الضائقة المالية التي لحقت بالشركة بسبب أزمة فايروس كورونا المستجد .
و لم تذكر الشركة بعد عن اي خطط للهيكلة او طلب اشهار الافلاس بعد ، حيث تأتي آفيس التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة عام 1946 في المرتبة الثانية اميركيا في قائمة شركات تأجير السيارات بعد هيرتز و التي اعلنت عن هدفها الجديد لاعادة بناء وهيكلة الوضع المالي للشركة ، كما انها وضحت عن وديعتها المالية الخاصة بـ1 مليار دولار اميركي لدعم عملية الهيكلة القادمة و معالجة الديون التي وصلت 17 مليار دولار اميركي بسبب أزمة جائحة كورونا و التي تسبب في تسريح 20,000 موظف = مايعادل = %50 من القوى العاملة بهيرتز .
غرق سوق السيارات المستعملة !
و لم تتضح باقي الخطة الكاملة لاعادة هيكلة هيرتز و لكن ظهر بعض التخوف من بدء الشركة بتصفية اسطول سياراتها لبيعها لحل هيكلة الديون ، حيث من المتوقع ان تتسبب عملية التصفية باغراق سوق السيارات المستعملة باكثر من 570,000 سيارة ! مما سيساهم بانهيار الاسعار و كساد ضخم لسوق السيارات المستعملة و الذي كان ومازال يعاني بسبب أزمة كورونا .
و كانت دخلت أزمة فايروس كورونا الى عالمنا بداية هذا العام كالسيل الجارف للاقتصاد ، و جرفت معها شركات كبيرة لها من العمر قرابة الـ 100 عام من ناحية الافلاس او الاحتضار الحالي ، عملاق تأجير السيارات الشهير هيرتز كان آخر الضحايا في عالم السيارات ، الشركة والتي اكملت عامها المائة قبل عامين تصارع ماليا في الوقت الحالي بحسب التقارير المالية لجريدة وال ستريت جورنال بسبب أزمة وباء كورونا و ما ترتب عليها من توقف اجباري لقطاع المواصلات .
سيولة صعبة
و أضافت المصادر أن الشركة لم يعد بامكانها تسديد المدفوعات الخاصة بتمويل السيارات المملوكة لاساطيلها و هي حاليا في طور المحادثات مع البنوك والشركات الممولة لتقليل الالتزامات ، كما تقوم الشركة الان بعملية تقليل المصاريف الشهرية بعمليات التسريح للموظفين ، افاد مصدر خاص من الشركة انها في محادثات حالية مع حاملي السندات و مالكي اسهمها في البورصة و التوصل الى اتفاق نهائي خلال الاسبوع الاول من مايو / ايار القادم وان لم يوافق الطرفان فقد تتأثر الشركة سلبا .