تمر تسلا بأوقات عصيبة تتمثل في تحقيقات متتالية، لعل آخرها ما تجريه وزارة العدل الأمريكية فيما إذا كانت العلامة التجارية قد ضللت المستثمرين والمستهلكين بشأن قدرات القيادة الذاتية لمركباتها. إذا أدى ذلك إلى توجيه تهم جنائية، فقد تكون هذه أكبر أزمة تواجهها تسلا على الإطلاق.
يُذكر أن التحقيق الفيدرالي الجاري منذ عام 2021، يركز على ما إذا كانت العلامة التجارية للسيارات الكهربائية قد ارتكبت عمليات احتيال عبر الإنترنت أو احتيال في الأوراق المالية، وهما جريمتان فيدراليتان قد تؤديان إلى اتهامات جنائية.
يركز التحقيق على تصريحات إيلون ماسك رئيس تسلا، التي أشار فيها أن سيارات العلامة التجارية قادرة على القيادة الذاتية بالكامل، وكذلك الكثير من الأمثلة التي يتحدث فيها عن مدى أهمية القيادة الذاتية لمستقبل العلامة التجارية وكيف أن الشركة المصنعة تريد أن تظل رائدة في هذا المجال.
يبحث المحققون أيضًا عن كثب في كيفية تعبير الشركة عن أنظمة الطيار الآلي والقيادة الذاتية الكاملة وما إذا كان من الممكن أن تعطي هذه التمثيلات الانطباع بأن الأنظمة كانت أكثر قدرة مما كانت عليه في الواقع.
تحقيقات القيادة الذاتية لـ تسلا تهدد مستقبلها
يعد التحقيق الذي تجريه وزارة العدل أمرًا خطيرًا لأن تهم الاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال في الأوراق المالية قد أسقطت شركات أخرى تبين أنها ضللت المستثمرين بشأن قدرات التكنولوجيا الخاصة بهم. أحد الأمثلة البارزة في السنوات الأخيرة هو شركة ثيرانوس للتكنولوجيا الصحية، الشركة الناشئة في وادي السيليكون، والتي تبين أنها كذبت بشأن ادعاءاتها بأنها استنبطت اختبارات دم لا تحتاج إلا إلى كميات صغيرة جدًا من الدم علي غير الحقيقة، وأدين مديرها التنفيذي السابق، إليزابيث هولمز، بتهمة الاحتيال والتآمر على المستثمرين وحُكم عليه بالسجن.
في الوقت نفسه، ليس من الواضح ما إذا كان أي شخص في تسلا سيواجه هذا المصير. جدير بالذكر أن التحقيق، الذي لا يقدم دليلا على ارتكاب مخالفات، قد يؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية أو عقوبات مدنية أو عدم اتخاذ أي إجراء. وقال أحد المصادر “إن المدعين بعيدون عن اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدمًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم يقومون بفحص الوثائق الضخمة التي قدمتها تسلا ردًا على مذكرات الاستدعاء”.
ومع ذلك، فإن التحقيقات المزدوجة التي أجرتها وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصة في التكنولوجيا ذاتها التي راهنت عليها شركة تسلا بمستقبلها ليست أمورًا تافهة.
تسلا تواجه منافسات السوق الصيني بتسريح العمال
في عام 2016، نشرت تسلا مقطع فيديو يظهر سيارة موديل X تسير دون تدخل بشري، والذي ثبت في عام 2023 أنه تم تمثيله. يبدو أن الطراز X لم يكن يقود نفسه بالتكنولوجيا التي نشرتها تسلا، وفقًا لتقرير قديم لرويترز نقلاً عن أشوك إلسوامي، مدير برنامج الطيار الآلي في تسلا.
في أواخر أبريل من هذا العام، خلصت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إلى أن نظام مساعدة السائق المتقدم من المستوى الثاني (ADAS) من تسلا، والمعروف باسم الطيار الآلي، لم يكن مسؤولاً عن الحوادث المميتة الـ 13 التي حققت فيها. وخلصت إلى أن ذلك كان سوء استخدام للنظام وأن نظام مشاركة السائق الضعيف لم يكن مناسبًا لقدرات التشغيل المتساهلة في الطيار الآلي، وكان من السهل جدًا تجاوز أنظمة السلامة في تسلا المصممة لمنع سوء الاستخدام.
كانت الأمور غريبة بعض الشيء في تسلا مؤخرًا. قامت شركة صناعة السيارات بتسريح حوالي 10% من قوتها العاملة العالمية، بما في ذلك القسم بأكمله الذي يقف وراء شبكة الشحن الفائقة الموسعة، والتي تعد أكبر وأفضل من أي شبكة شحن أخرى متاحة حاليًا.
يقول إيلون ماسك إنه أراد أن يجعل من هذه الجولة من عمليات التسريح الجماعي للعمال مثالاً لإظهار مدى التزامه بتبسيط أعمال الشركة وخفض التكاليف لتظل قادرة على المنافسة في مواجهة تباطؤ المبيعات وزيادة المنافسة من شركات صناعة السيارات الأخرى، خاصة في الصين.
يمكنكم كذلك متابعة أحدث عروض السيارات بالسوق السعودي وآخر الأخبار بمنصات التواصل الاجتماعي لسعودي أوتو.