غالباً ما تكون السلامة على الطرق موضوعاً هاماً ومحل حديث ونقاش دائم، حيث أنها تعتبر واحدة من أسباب الوفاة الكبيرة في العالم هذه الأيام، حيث يقول تقرير جديد أن 1.35 مليون شخص يموتون على الطريق سنوياً بسبب حوادث السيارات، وهذا رقم مخيف، فهذا العدد الكبير يفوق عدد سكان بعض البلدان الأوروبية أو الآسيوية الصغيرة.
والتقرير المذكور هو أحدث التقارير التي تتحدث حول الوضع العالمي للسلامة على الطرق من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، والذي يكشف عن أن السبب الرئيسي للوفاة على سطح الأرض من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 29 عام هو حوادث السيارات، والشيء الإيجابي الوحيد في هذا التقرير ذو الـ 424 صفحة! هو أن معدلات الوفيات بالنسبة لعدد سكان العالم قد استقرت في السنوات الأخيرة ولم تتزايد.
وعلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدانوم غبريسوس قائلاً: “هذه الوفيات هي ثمن غير مقبول للتنقل”، وأضاف: “لا يوجد عذر للمتقاعسين، هذه مشكلة يلزم لها حلول عاجلة، وهذا التقرير هو دعوة للحكومات والشركات لاتخاذ إجراءات أكبر بكثير لزيادة السلامة على الطرق”، وبالتأكيد نحن نتفق تماماً معه.
وكقاعدة عامة، فإن خطر الوفاة على الطرق أعلى بثلاث مرات تقريباً في البلدات ذات الدخل المنخفض مقارنة بالبلدان الأكثر ثراءً، حيث أن أعلى معدل هو 26.6 حالة وفاة لكل 100,000 من السكان في أفريقيا بينما الأدنى هو 9.3 لكل 100,000 في أوروبا، وقد أظهر التقرير السابق لمنظمة الصحة العالمية لعام 2015، أن الأمريكيتان وأوروبا وغرب المحيط الهادئ، قد انخفض فيها معدلات الوفيات على الطرق.
وتقول الدراسة أن المشاة وراكبي الدراجات يمثلون حوالي 26% من الوفيات الناجمة عن حوادث السير، وهذا الرقم مرتفع بشكل خاص في أفريقيا حيث يصل إلى 44% وشرق البحر المتوسط حيث يبلغ 36%، ومن ناحية أخرى يمثل راكبو الدراجات النارية وركاب السيارات حوالي 28% من الوفيات على الطرق.
وأضاف مايكل بلومبرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة بلومبرج الخيرية، والسفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية، قائلا: “إن السلامة على الطرق هي قضية لا تصل إلى أي مكان بالقرب من الاهتمام الذي تستحقه، وهي بالفعل واحدة من فرصنا العظيمة لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم”.
الكشف عن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات سنويا
