تعرف على تاريخ نيسان باترول في السعودية

تعرف على تاريخ نيسان باترول في السعودية

تمكنت نيسان باترول من إنشاء تاريخ حافل لنفسها في المملكة العربية السعودية. ويمكننا القول من أن 65 عاما كانت كفيلة لإحداث…

تمكنت نيسان باترول من إنشاء تاريخ حافل لنفسها في المملكة العربية السعودية. ويمكننا القول من أن 65 عاما كانت كفيلة لإحداث التطور والنمو لكل من المملكة ونيسان باترول اللذين اصبحا اليوم في عمر واحد من الازدهار.

ويعود حضور “باترول” في منطقة الخليج العربي إلى إطلاق أولى سياراتها الأسطورية رباعية الدفع في دولة الكويت، وقد شكل ذلك بداية شغف كبير استمرّ ليومنا هذا بين سكان الصحراء في الجزيرة العربية وسيارة “باترول”.

وبدأت قصة “باترول” عام 1951 عندما تم إطلاق سيارة “باترول 4W60” بمحرك سعة 3,7 ليتر وقوة 75 حصاناً، لتأتي بعدها سيارة 4W66 التي تعمل بمحرك “نيسان سلسلة P” سعة 4 ليتر، والذي ساهم في تعزيز إمكاناتها على الطرقات الصحراوية.

وفي عام 1957، دخلت أول سيارة “نيسان” أسواق الشرق الأوسط بعد أن اكتسبت “باترول” مكانة متميزة بسبب قدرتها على التعامل مع الطرقات التي لم تشهد تطورا بعد. واستطاعت باترول أن تلبي كافة احتياجات سكان المنطقة الذين كانوا يتطلعون الى سيارة تضمن لهم سهولة التنقل والوصول الى آفاق بعيدة مع المحافظة على ارتباطهم العميق بالصحراء. ومن هنا نشأت العلاقة الخاصة بين “باترول” وسكان الصحراء.

وفي عام 1959، طرحت “نيسان” الجيل الثاني من باترول 60 وواصلت بناء على السمعة التي كانت راسخة من السيارة التي ظلت معياراً حقيقياً لقوة التحمل على الطرقات الوعرة. حيث حظيت “باترول 60″ بتحديثات متنوعة مع كل طراز كان يتم طرحه على مدى 20 عاماً، مما عزز جاذبيتها في نفوس عشاق السيارات السعوديين الذين تمكنوا بوضوح من اكتشاف وتوظيف امكانات الباترول المميزة على شتى انواع الدروب بما فيها الصحراوية والتعامل مع مختلف الظروف المناخية القاسية في المنطقة. وبذلك ترسخت العلاقة الخاصة بين السائقين السعوديين و”باترول” كسيارة تتوارثها الأجيال بأعلى مستويات الشغف وباعتبارها واحدة من أفراد الأسرة.

ووصل الجيل الثالث المعروف باسم “باترول إم كيو” أو “باترول 160” في عام 1980، وقد شكل هذا المشهد المتكرر إضافة قيمة من المزايا التي عززت مكانة “باترول” كخيار للقيادة على الطرقات العادية دون المساومة على الملامح الت يعشقها سائقو السيارات رباعية الدفع. ومنذ ذلك الحين بات بمقدور الأسر السعودية القيام بالرحلات الطويلة على امتداد أراضي المملكة براحة تامة، وأصبح مشهد الأطفال على المقعد الخلفي لسيارات “باترول” المحمّلة بالأمتعة على السقف مألوفاً في جميع أنحاء المنطقة.

في عام 1987، تم إطلاق سيارة الجيل الرابع من “باترول” Y60″. وحققت هذه السيارة نجاحاً هائلاً إذ شكلت قفزة نوعيةً على صعيد التطور التقني، إضافةً إلى تعزيز مستويات الراحة حيث تم تجهيز هذا الجيل بتقنية الربط بين محاور العجلات الخلفية، ونظام المحور الحي الخلفي، والمكابح القرصية الخلفية وغيرها من المزايا التقنية الأخرى التي جعلت للباترول مكانة خاصة عند محبي سيارات الدفع الرباعي من خلال إمكاناتها المدهشة على الطرقات الوعرة ومستوياتها الرفيعة من الراحة على الطرق الممهدة.

وفي عام 1997، طرحت الشركة الجيل الخامس “باترول Y61” التي شكلت مرحلة الانتقال إلى العصر الحديث، فقد أوفت “نيسان” بوعودها من خلال نجاح السيارة في مواكبة الاحتياجات المتنامية للعملاء السعوديين ولا سيما على صعيد مستويات الراحة والأداء على الطرقات الوعرة. وحظيت هذه السيارة بإعجاب منقطع النظير لدى عشاق السيارات السعوديين لناحية التصميم المعزز ومستويات الرفاهية والتطور التقني، مما أتاح لهم قيادة السيارة في أماكن يصعب على السيارات الأخرى الوصول إليها. وتم تجهيز “باترول سفاري” بنظام تعليق عالي الأداء مع عجلات وإطارات متينة، فضلاً عن علبة تروس ونظام قوي لنقل الحركة ومحركات جبارة، مما أتاح لها قدرات فائقة لاجتياز الكثبان الرملية وعزز مكانتها كخيار مفضل لدى السائقين السعوديين من أصحاب المهارات العالية والمتطلبات المتنامية باستمرار.

وشهد عام 2010 الظهور العالمي الأول لسيارة الجيل السادس “باترول Y62” في منطقة الخليج العربي، ونجحت هذه السيارة بتقنياتها الثورية المميزة في استقطاب عشاق السيارات السعوديين التواقين إلى اختبار تقنيات مبتكرة وتصاميم متميزة ومستويات رفيعة من الفخامة والراحة لم تكن موجودة في الطرازات السابقة من هذه الفئة. وتم تصميم السيارة لاستقطاب الجيل الجديد من السائقين عبر مزايا فاخرة وسهلة الاستخدام على مختلف أنواع الطرقات العادية والصحراوية. وتم إطلاق السيارة بمحركين الأول من 6 أسطوانات على شكل حرف V سعة 4 ليترات وقوة 275 حصاناً، والثاني من 8 أسطوانات بشكل حرف V سعة 5,6 ليتر، وناقل حركة مزدوج يدوي وأوتوماتيكي من 7 سرعات أو ناقل حركة يدوي من 6 سرعات. وساهمت قوة وأداء السيارة في الارتقاء بمتعة القيادة الصحراوية إلى مستويات جديدة، وبات القيام برحلات في أرجاء المملكة أكثر سهولة.

وكان اختيار منطقة الخليج العربي لإطلاق الجيل السادس من “باترول” للمرة الأولى على مستوى العالم خياراً متعمداً، إذ لطالما تطلع عشاق “باترول” – ولا سيما في المملكة- إلى اختبار مزيد من ابتكارات “نيسان” التي غالباً ما تفي بوعودها عبر الاستماع والاستجابة لمتطلباتهم. وهذا ما دفع الشركة إلى إطلاق سيارة “باترول إصدار الصحراء”، وذلك خصيصاً لمالكي السيارات في منطقة الخليج العربي ممن لديهم شغف كبير بتحدي الكثبان الرملية عبر قيادة سياراتهم.

وللباحثين عن التصميم والأداء المميز على الطرقات المعبدة، استعانت “باترول” بتصاميم ومزايا علامة “نيسمو”. حيث عزز فريق “نيسمو” من قوة المحرك لتصل إلى 428 حصاناً بفضل نخبة من أمهر المهندسين الذين عملوا أيضاً على تحسين مستويات عزم الدوران في السيارة ليتخطى 70% لجهة عدد دورات المحرك. كما ساهمت أجهزة امتصاص الصدمات من شركة “بيلشتاين” في تعزيز مستوى التجاوب وضمان أعلى درجات الراحة، فضلاً عن تعزيز مزايا التصميم بما فيها العجلات المصنوعة من سبائك بقياس 22 بوصة، وتجهيزات الديناميكية الهوائية لجسم السيارة بما يخفض قوى الرفع الإيروديناميكي الى الصفر.

وشكلت سيارات “باترول” الخيار الصحيح منذ إطلاقها في منطقة الخليج العربي، وكان من الطبيعي أن تلفت انتباه السائقين في عالم رياضة السيارات الذين حرصوا على اقتناء هذه السيارة للأغراض الشخصية وكذلك المشاركة في المنافسات الرياضية. ونجحت السيارة في تحقيق نجاح لافت برفقة سائقي راليات السيارات في المنطقة. وبطبيعة الحال نستطيع القول أن “باترول” فرضت هيمنتها على مشهد رياضة السيارات رباعية الدفع في منطقة الخليج العربي متفوقةً على جميع منافسيها بما يؤكد على نجاحها في الجمع بين مزايا السرعة الفائقة وأعلى مستويات الموثوقية والتحمل.

وعدا عن نجاحها في ميدان رياضة السيارات، حققت “باترول” رواجاً واسعاً بين العملاء الذين يثمنون قوتها وأناقة تصميمها في البيئات المدنية من جهة وإمكاناتها الفائقة في البيئة الصحراوية من جهةٍ أخرى. ومن الواضح أن مكانة “باترول” ستبقى راسخة في المملكة العربية السعودية حتى أن اسم “نيسان باترول” بات مرتبطاً بالمملكة، ويجمعهما نظرة متفائلة نحو مستقبلٍ يحمل المزيد من التطور والتقدم بحياة المواطنين السعوديين.

وبهذا الصدد، قال سيمون فريث، المدير التنفيذي لشركة “نيسان العربية السعودية”: “ليس من عادة ’باترول‘ أن تعيش على أمجادها وتحديداً في المملكة العربية السعودية التي تتمتع فيها بشعبية واسعة بين العملاء؛ فهم يطالبون بتطوير طرازهم المفضل من سيارات الدفع الرباعي بصورة مستمرة، سواء في محركها القوي ذي الست أسطوانات أو إنتاج نسخة أقوى من ’نيسمو باترول‘. وبدورها تبدي’ نيسان‘ استعدادها الدائم لسماع آراء العملاء والاستجابة لها بفاعلية كبيرة، فثمة تاريخ مميز وشغف متبادل يجمع بين ’باترول‘ وسائقيها السعوديين. ومن المقدر لهذا النوع من العلاقات الاستمرار، لذلك نتوقع أن تواصل ’باترول‘ ازدهارها في المملكة العربية السعودية مستقبلاً”.

ووصل شغف السعوديون بسيارات “باترول” إلى حد أنهم أصبحوا ينظمون لها قصائد الشعر، وهو أسلوب فني لطالما اشتهر به أهل الصحراء. ولكن هذا الشغف له أسبابه، ونظم الشعر يتيح لعشاق هذه السيارة الإشادة بخصائصها وفعاليتها التي حازت بفضلها على هذه المكانة العزيزة في قلوبهم. وتُعتبر “باترول” إرثاً عائلياً لدى العديد من الأسر السعودية، ولذلك لا تزال العديد من الطرازات التي تعود إلى عقودٍ سابقة تجوب شوارع البلاد بقيادة أصحابها الذين لا يزالون يكنون لها ذات الشغف. ويستمر السعوديون وسيارتهم المحبوبة “باترول” بسرد قصةٍ ملهمة واستثنائية عن أناسٍ مميزين وسياراتٍ فريدة.

 


Exit mobile version