يُعدّ سوق السيارات المستعملة في السعودية أحد أكبر الأسواق في المنطقة العربية، حيث يُساهم بشكلٍ كبيرٍ في تنشيط الاقتصاد الوطنيّ وتوفير فرص عملٍ مُتنوّعةٍ، وتشهد الفترة الأخيرة نمواً كبيراً لهذا السوق في المملكة لأسباب عديدة، كما أن التنافسيه فيه أصبحت أكبر بكثير من ذي قبل، وفي السطور التالية، سنأخذكم في جولة مفصلة على هذا السوق الهام في المملكة.
عوامل نمو سوق السيارات المستعملة في السعودية
تشهد هذه السوق نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعةً بِعواملَ مُتعدّدةٍ، منها:
1- ارتفاع أسعار السيارات الجديدة: حيثيُعدّ ارتفاع أسعار السيارات الجديدة أحد أهمّ العوامل التي تُحفّز المستهلكين على اللجوء إلى شراء السيارات المستعملة كبديلٍ أكثر اقتصاديةً، فقد شهدت أسعار السيارات الجديدة في السعودية ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ويرجع ذلك إلى عواملَ مُتعدّدةٍ، منها:
- ازدياد الطلب العالمي على السيارات: أدّى ازدياد الطلب العالمي على السيارات إلى زيادة أسعارها، ممّا انعكس على أسعار السيارات في السعودية.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج: أدّى ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل أسعار المواد الخامّة وأجور العمال، إلى زيادة أسعار السيارات.
- نقص أشباه الموصلات: أدّى نقص أشباه الموصلات، وهي مكوناتٌ إلكترونيةٌ أساسيةٌ في صناعة السيارات، إلى تباطؤ إنتاج السيارات وارتفاع أسعارها
2- ازدياد الوعي بأهمية البيئة: حيث يُساهم شراء السيارات المستعملة في تقليل كمية النفايات المُنتجة وحماية البيئة، فمع ازدياد الوعي بأهمية البيئة، أصبح العديد من المستهلكين يُفضّلون شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة، وذلك لِتقليل بصمتهم الكربونية ودعم الاستدامة.
3- تنوع خيارات التمويل: حيث تُوفّر العديد من البنوك وشركات التمويل في السعودية برامجَ تمويليةً مُيسّرةً لشراء السيارات المستعملة، ممّا يُسهّل على المستهلكين اقتناءها، وتشمل هذه البرامج عادةً فوائدًا مُخفضةً وفترات سدادٍ طويلةً، ممّا يجعلها خيارًا مُغريًا للكثيرين.
4- انتشار ثقافة الاستهلاك المُستدام: يُساهم انتشار ثقافة الاستهلاك المُستدام في زيادة الوعي بأهمية شراء المنتجات المُستعملة، بما في ذلك السيارات، فمع ازدياد الوعي بِمخاطر الإسراف والاستهلاك المُفرط، أصبح العديد من المستهلكين يُفضّلون شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة، وذلك لِتقليل استهلاك الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة.
5- تحسين نوعية السيارات المستعملة: حيث أصبحت السيارات المستعملة اليوم أكثر موثوقيةً وكفاءةً من أيّ وقتٍ مضى، فمع تطوّر تقنيات تصنيع السيارات وتحسين جودة المواد المستخدمة، وأصبحت السيارات المستعملة قادرةً على السير لِمسافاتٍ طويلةٍ دون الحاجة إلى إصلاحاتٍ مُكلفةٍ.
اقرأ أيضاً: الإطارات المستعملة و7 أسباب تجعل شراءها مغامرة خطيرة
6- سهولة عملية الشراء والبيع: حيث تُوفّر التكنولوجيا الحديثة أدواتٍ سهلةً لِشراء وبيع السيارات المستعملة عبر الإنترنت، فمن خلال المواقع الإلكترونية والتطبيقات المُتخصّصة، ويمكن للمستهلكين البحث عن السيارات المستعملة ومقارنة الأسعار والتواصل مع البائعين بسهولةٍ ويسرٍ.
7- ازدياد عدد السكان: حيث يُساهم ازدياد عدد السكان في السعودية في زيادة الطلب على السيارات، ممّا يُؤثّر إيجابًا على سوق السيارات المستعملة، فمع ازدياد عدد السكان، يزداد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى شراء سياراتٍ، ممّا يُؤدّي إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة بِسبب أسعارها المُنخفضة نسبيًا.
8- انتشار ثقافة إعادة البيع: حيث أصبحت ثقافة إعادة بيع السيارات أكثر شيوعًا في السعودية في السنوات الأخيرة، فمع ازدياد الوعي بأهمية الاستهلاك المُستدام، وأصبح العديد من الأشخاص يُفضّلون إعادة بيع سياراتهم بعد استخدامها لفترةٍ مُعيّنةٍ بدلاً من التخلص منها، وذلك يُساهم في زيادة المعروض من السيارات المستعملة في السوق.
9- تغيرات أنماط المستهلك: حيث تتغير أنماط المستهلكين بشكلٍ سريعٍ، وأصبح العديد من الأشخاص يُفضّلون شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة لِعدّة أسبابٍ، منها:
- الرغبة في تجربة موديلاتٍ جديدةٍ بِتكلفةٍ أقلّ: يُمكن للمستهلكين شراء سياراتٍ مستعملةٍ حديثةٍ بِأسعارٍ أقلّ بكثيرٍ من أسعار السيارات الجديدة، ممّا يُتيح لهم تجربة موديلاتٍ جديدةٍ دون الحاجة إلى دفع مبالغَ كبيرةٍ.
- الاهتمام بالقيمة مقابل المال: يُركز العديد من المستهلكين على الحصول على أفضل قيمةٍ مقابل أموالهم، وغالبًا ما تُوفّر السيارات المستعملة قيمةً أفضلَ من السيارات الجديدة.
- الرغبة في تجنّب الانخفاض الفوري في القيمة: تُفقد السيارات الجديدة قيمةً كبيرةً في أول عامٍ أو عامين من استخدامها، وذلك يُعدّ عاملًا مُهمًا يُحفّز بعض المستهلكين على شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة.
10- تأثيرات جائحة كورونا: حيث أدّت جائحة كورونا إلى حدوث بعض التغييرات في أنماط المستهلكين، ممّا أثر بشكلٍ إيجابيٍّ على سوق السيارات المستعملة، فمع تزايد القلق بشأن الصحة العامة، أصبح العديد من الأشخاص يُفضّلون استخدام سياراتهم الخاصة بدلاً من وسائل النقل العام، وذلك أدّى إلى زيادة الطلب على السيارات، بما في ذلك السيارات المستعملة.
حجم سوق السيارات المستعملة في السعودية
بلغ حجم سوق السيارات المستعملة في السعودية عام 2021 4.91 مليار دولار أمريكيّ، ومن المتوقّع أن يصل إلى 8.69 مليار دولار أمريكيّ بحلول عام 2027، بمعدّل نموّ سنويٍّ مركبٍ يُقدّر بـ 7.36%، وتبلغ مكونات السوق المستعملة في السعودية من:
- المعارض: تُعدّ المعارض من أهمّ قنوات بيع السيارات المستعملة، حيث تُوفّر للمستهلكين مجموعةً واسعةً من الخيارات تحت سقفٍ واحدٍ.
- المواقع الإلكترونية: تُوفّر المواقع الإلكترونية، مثل حراج ومستعمل وجديد منصةً سهلةً لشراء وبيع السيارات المستعملة مع إمكانية المقارنة بين الأسعار والمواصفات.
- يُمكن شراء السيارات المستعملة مباشرةً من الأفراد، ممّا قد يُوفّر بعض المال، ولكن يتطلّب ذلك من المشتري توخّي الحذر والتأكد من حالة السيارة.
اقرأ أيضاً: المسعود للسيارات تطلق عروض حصرية على سيارات إنفينيتي و رينو المستعملة المعتمدة
أنواع السيارات في سوق السيارات المستعملة في السعودية
تُباع مختلف أنواع السيارات المستعملة في السعودية، بما في ذلك:
- السيارات السيدان: تُعدّ السيارات السيدان من أكثر أنواع السيارات المستعملة شيوعًا في السعودية، وذلك لِما تتمتع به من كفاءةٍ في استهلاك الوقود ورحابةٍ في المساحة الداخلية.
- سيارات الدفع الرباعي (SUV): تُعدّ سيارات الدفع الرباعي خيارًا مُفضّلًا لدى الكثيرين في السعودية، وذلك لِما تتمتع به من قدرةٍ على التحمّل وقوةٍ على الطرق الوعرة.
- سيارات البيك أب: تُستخدم سيارات البيك أب في مختلف المجالات، مثل النقل التجاري والبناء والزراعة.
- الدراجات النارية: تُعدّ الدراجات النارية خيارًا اقتصاديًاً وسهل الاستخدام للتنقل في المدن.
وهذه نصائح لشراء سيارة مستعملة:
- تحديد الميزانية: من المهمّ تحديد الميزانية قبل البدء في البحث عن سيارة مستعملة.
- اختيار نوع السيارة: يجب اختيار نوع السيارة المُناسب للاحتياجات والاستخدام.
- التحقق من حالة السيارة: يجب التأكد من حالة السيارة بشكلٍ دقيقٍ قبل الشراء، بما في ذلك المحرك والهيكل والكهرباء.
- فحص السجلّ: يجب فحص سجلّ السيارة للتأكد من خلوّها من أيّ حوادثٍ أو إصلاحاتٍ كبيرةٍ.
- التفاوض على السعر: من المهمّ التفاوض على السعر للحصول على أفضل صفقةٍ ممكنةٍ.
مستقبل سوق السيارات المستعملة في السعودية
يتمتّع سوق السيارات المستعملة في السعودية بِآفاقٍ واعدةٍ للنموّ في السنوات القادمة، مدفوعًا بِعواملَ مُتعدّدةٍ، منها:
- ازدياد عدد السكّان: يُساهم ازدياد عدد السكّان في السعودية في زيادة الطلب على السيارات، ممّا يُؤثّر إيجابًا على سوق السيارات المستعملة.
- انتشار ثقافة الاستهلاك المُستدام: يُساهم انتشار ثقافة الاستهلاك المُستدام في زيادة الوعي بأهمية شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة، ممّا يُؤثّر إيجابًا على سوق السيارات المستعملة.
- تطوّر التكنولوجيا: يُساهم تطوّر التكنولوجيا في تسهيل عملية شراء وبيع السيارات المستعملة، ممّا يُؤدّي إلى زيادة الطلب عليها.
اقرأ أيضاً: قبل شرائك لسيارة كهربائية مستعملة، اسأل عن 6 أشياء مهمة
التحديات التي تواجه سوق السيارات المستعملة:
وعلى الرغم من إيجابياته، يواجه سوق السيارات المستعملة في السعودية بعض التحديات، منها:
- نقص البيانات: تُعاني سوق السيارات المستعملة من نقصٍ في البيانات المُتعلّقة بحالة السيارات وأسعارها، ممّا قد يُؤدّي إلى صعوبة اتّخاذ القرارات المُناسبة من قبل المشترين.
- الاحتيال: يُمكن أن يتعرّض المشترون لِعمليات الاحتيال عند شراء السيارات المستعملة، ممّا يتطلّب توخّي الحذر والتأكد من صحة المعلومات.
- قوانين ولوائح غير مُحدّثة: قد تكون القوانين واللوائح المُنظّمة لسوق السيارات المستعملة غير مُحدّثةٍ أو غير مُطبّقةٍ بشكلٍ فعّالٍ، ممّا قد يُؤدّي إلى بعض المشكلات.
شاهد أيضاً:
المصدر: مواقع متنوعة