فيديو: فضيحة كارلوس غصن تهدد إمبراطورية رينو-نيسان-ميتسوبيشي

ألقت السلطات اليابانية يوم الاثنين الماضي القبض على كارلوس غصن، رئيس مجلس الإدارة تحالف رينو-نيسان، بتهمة التهرب الضريبي من خلال عدم التصريح عن قسم كبير من مداخيله الهائلة، حيث تم اعتقاله فور نزوله من طائرته الخاصة في العاصمة اليابانية طوكيو.

وبحسب بيان النيابة العامة اليابانية، فإن غصن تآمر لخفض مداخيله 5 مرات بين يونيو 2011 ويونيو 2015، موضحة أنه صرّح بمبلغ 4.9 مليار ين للسلطات الضريبية، ما يعادل حوالي 37 مليون يورو، في وقت كسب غصن نحو 10 مليارات ين خلال تلك الفترة.

وتمثل هذه القضية تهديد كبير لإمبراطورية رينو-نيسان-ميتسوبيشي، خصوصاً وأن توازن التحالف الثلاثي قائم على ما يبدو على رجل واحد.

وعلى خلفية الأنباء الجديدة، انخفضت أسهم شركة رينو بنسبة 5.5% في التداولات المبكرة، لتكون ضمن الأسهم الأسوأ أداءً في أوروبا، لكن يبدو أن رينو لا تنوي الاستغناء عن غصن، حيث أعلنت يوم الثلاثاء عن تعيين تيري بولوريه رئيساً مؤقتاً لمجلس إدارتها، ليحل محل كارلوس غصن الذي يبقى حتى الآن رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للشركة الفرنسية.

وعلى نقيض رينو، أعلنت نيسان عن إقالة غصن من منصب رئيس مجلس الإدارة رسمياً اليوم الخميس، كما أعلنت شركة ميتسوبيشي أنها ستبحث إمكانية إقالة غصن، الذي يشغل نفس المنصب في الشركة اليابانية.

ولن تؤثر هذه الفضيحة على تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي فقط، بل ستمتد آثارها إلى الحكومتين الفرنسية واليابانية، خصوصاً وأن دولة فرنسا تمتلك 15% من أسهم مجموعة رينو، التي تملك بدورها حصة نسبتها 43.3% من أسهم نيسان، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الصناعة الياباني هيروشيجي سيكو أكدا على أهمية الحفاظ على استقرار التحالف، الذي بات مهدداً في حال لم ينج كارلوس غصن من هذه الفضيحة.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية دعمها لغصن، حيث قالت في بيان صحفي: ” كارلوس غصن هو مواطن لبناني منتشر وهو يمثل إحدى النجاحات اللبنانية في الخارج، والخارجية اللبنانية ستقف إلى جانبه في محنته لتتأكد من حصوله على محاكمة عادلة”.

وأفادت وسائل إعلام يابانية يوم أمس الأربعاء، أن محكمة طوكيو وافقت على تمديد الحجز الاحتياطي لغصن عشرة أيام إضافية.

ولمن لا يعرف كارلوس غصن، فهو رجل أعمال يحمل الجنسية الفرنسية والبرازيلية وينحدر من أصول لبنانية، وهو يعتبر أسطورة في عالم صناعة السيارات، حيث أنقذ علامة نيسان من الإفلاس في عام 2000، بعدما استطاع تحويل الشركة من الخسارة إلى الربحية خلال عام واحد، وأنهى ديوناً بمقدار 20 مليار دولار خلال 3 سنوات فقط. كما عاد غصن إلى الأضواء في عام 2016 بعدما أنقذ علامة ميتسوبيشي موتورز، بموازاة إقامته تحالفاً متيناً مع مجموعة رينو الفرنسية.

وبغض النظر عما يسفر عنه التحقيق، لكن من المؤكد هذه الفضيحة قد هزت أركان المجموعة الأكبر في عالم السيارات وستزعزع استقرار تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي.


Exit mobile version