دفعت أزمة فيروس كورونا الدولة المصرية للتخطيط الجدى في توطين صناعة السيارات المصريه بعدما توقفت مصانع تجميع السيارات في مصر عن العمل بشكل كبير بسبب توقف استيراد مكونات السيارات من الخارج خاصة من الصين عقب توقف كل عمليات النقل الجوي والبري والبحري على اثر وباء كورونا العالمي .. ويأتي اتجاه الدولة المصريه في الفترة القادمة لتوطين صناعة السيارات عملا برؤية مصر 2030 والتي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب انتخابة لفترة رئاسية أولي عام 2014 ثم عجلت بتنفيذها تداعيات ازمة كورونا وماكشفت عنه من ضرورة الاعتماد على الانتاج المحلي الكامل .. ويأتي هذا الاتجاه بهدف زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة من غاز طبيعى وكهرباء كبديل للوقود التقليدى، وكذلك لتشجيع توطين صناعة وسائل النقل والصناعات المغذية لها محلياً، أملا في الوصول لأكبر قدر من نسب التصنيع والإنتاج المحلى للسيارات ومركبات النقل الجماعى وذلك تحقيقا لرؤية مستقبلية تستهدفها الدولة المصريه .
خطط مابعد تجميع السيارات بمصر :
وفي لقاءات متعدده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمجموعة اقتصادية محدده معنية بهذا الأمر ، كان اخرها يوم الثاني عشر من مارس الماضي وكان التركيز الأكبر على أهمية تعميق التصنيع المحلى والحفاظ على الاستثمارات الحالية وجذب استثمارات أجنبية . وفي سبيل تحقيق تلك الأهداف فان الحكومة المصريه معنية حاليا بإعداد البنية التحتية اللازمة، وتوفير البيئة التشريعية والحوافز الاستثمارية ذات الصلة بتوطين صناعة السيارات في مصر ، وكذلك اعتماد آليات تحفيز الطلب على السيارات الكهربائية والتى تعمل بالغاز الطبيعى. ومن جانبه كشف اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي،عقب اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين أنه قد تم الانتهاء من وضع استراتيجة ورؤية كاملة لصناعة السيارات، والسيارات الكهربائية، مشيرا إلى أنه سيتم الحفاظ على الصناعات الموجودة المرتبطة بالسيارات العادية، لأن عملية التحول إلى السيارات الكهربائية ستحتاج إلى وقت أطول
19 شركة تصنع وتجمع السيارات بمصر :
صناعة السيارات فى مصر تضم اكثر من170 شركة منها 19 شركة تقوم بتصنيع وتجميع السيارات بأنواعها مابين تجميع سيارات الركوب، الأتوبيسات والميكرو والميني باص وسيارات النقل، و300 ورشة بالإضافة إلى أكثر من 150 شركة تعمل في مجال تصنيع عدد من مكونات السيارات حيث تقوم هذه الشركات بتوريد المكونات إلى شركات تجميع السيارات كذلك التصدير للخارج بقيمة تصل إلى 700مليون دولار سنويا. ويعمل بصناعة وتجارة وصيانة وتصليح السيارات اكثر من 170 الف مصرى. و تستوعب السوق اكثر من 100 الف سيارة سنويا بحجم بيزنس يصل الى 44 مليارات جنيه سنويا.
تاريخ صناعة السيارات في مصر :
بدأت صناعة السيارات رسميا في مصر في منتصف خمسينيات القرن الماضي وكانت شركة فورد الأمريكية هي أول شركة عالمية أنشأت لها مصنع بمصر وتحديدا بمدينة الاسكندريه لإنتاج وتجميع السيارات التي نذكر نذكر منها حاليا ” انجليا ” ، ثم انشأت شركة ثم شركة جورج حاوي كجزء من شركة وسائل النقل الخفيف فيما بعد والتي أنتجت السيارة رمسيس بمحرك وهى سيارة ألمانية في الأساس وأنتج منها ألاف الوحدات في تلك الفترة وظلت هذه الشركات تعمل حتى أوائل الستينات عندما صدرت قرارات التأميم وتم تصفيتها جميعا .