في أكتوبر 2024، أظهرت التقارير أن مرسيدس-بنز لم تحقق أي مبيعات من طراز EQE الكهربائي بالكامل في الصين، على الرغم من تقديم خصومات تصل إلى 50%. هذا الرقم بخصوص مرسيدس بنز EQE عندما نضعه في سياق سوق السيارات الكهربائية في الصين، الذي وصل إلى رقم قياسي جديد مع بيع 1.3 مليون سيارة كهربائية خلال نفس الشهر. فكيف وصلت مرسيدس-بنز إلى هذا الوضع؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه من هذا التحول؟
أسباب انخفاض مبيعات مرسيدس-بنز EQE في الصين
1- التسعير
رغم الخصومات الكبيرة التي قدمتها مرسيدس-بنز على EQE، لم تستطع منافسة الأسعار التنافسية التي تقدمها الشركات المحلية مثل BYD وGeely. هذه الشركات تقدم سيارات كهربائية عالية الجودة بأسعار أقل بكثير، ما يجعل السيارات الأوروبية تبدو غير مجدية من الناحية الاقتصادية للمستهلك الصيني.
• على سبيل المثال، BYD تقدم سيارات كهربائية تتراوح أسعارها بين 20,000 و30,000 دولار، مقارنة بأسعار مرسيدس-بنز EQE التي تبدأ من حوالي 70,000 دولار قبل الخصومات.
2 – التكنولوجيا
تأخرت مرسيدس-بنز في مجالات رئيسية مثل مدى البطارية، سرعة الشحن، والتكامل البرمجي. في المقابل، الشركات الصينية مثل NIO وXPeng تركز بشكل كبير على هذه النقاط، مما يجعلها أكثر جذبًا للعملاء.
• بطاريات السيارات الصينية غالبًا ما توفر مدى أطول وشحن أسرع. كما تقدم شركات مثل XPeng ميزات مبتكرة مثل القيادة الذاتية المتقدمة التي تتفوق على ما تقدمه مرسيدس-بنز.
3 – الميزات الذكية
المستهلك الصيني يُعرف بأنه من بين الأكثر تطلبًا في العالم عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والاتصال. السيارات المحلية تُركز على أنظمة معلومات وترفيه متقدمة وتكامل ذكي مع الأجهزة المنزلية، بينما تبدو أنظمة مرسيدس-بنز أقل تطورًا مقارنةً بالمنافسين المحليين.
مقارنة مع الشركات الصينية: التفوق المحلي
BYD
• تمتاز BYD بتوفير مجموعة متنوعة من الطرازات بأسعار معقولة مع تقنية بطاريات متقدمة تعتمد على خلايا LFP، التي توفر أمانًا وفعالية أكبر.
• تركيزها على تقنيات صديقة للبيئة جعلها من الخيارات المفضلة للعملاء.
شركة NIO
• تشتهر NIO ببرنامج “استبدال البطارية” الذي يُمكن العملاء من تبديل البطاريات في دقائق.
• تقدم ميزات مبتكرة مثل القيادة الذاتية والتفاعل الصوتي الذكي.
شركة XPeng
• طرازاتها مثل G9 وP7 تُظهر تقدمًا واضحًا في أنظمة القيادة الذاتية والترفيه المتكامل.
• تعتمد على تحديثات برمجية مستمرة ترفع من قيمة السيارات مع مرور الوقت.
التحديات التي تواجه المصنعين الأوروبيين
1 – تغيير السوق العالمي
الصين الآن تقود ثورة السيارات الكهربائية، حيث تستحوذ الشركات المحلية على الحصة الأكبر من السوق. هذه الديناميكية تُجبر الشركات الأوروبية على إعادة التفكير في استراتيجياتها.
2 – فقدان الابتكار
في العقد الأخير، بدت الشركات الأوروبية متأخرة في مجالات حيوية مثل البرمجيات، ما يجعلها تبدو كأنها “نوكيا” في مواجهة الهواتف الذكية الحديثة.
3 – التكاليف التشغيلية
العلامات الأوروبية تواجه تكاليف أعلى في الإنتاج، ما يجعل من الصعب عليها المنافسة مع الشركات الصينية التي تمتلك سلاسل إمداد أكثر كفاءة.
هل خسرت الشركات الأوروبية السباق؟
في ظل الهيمنة الصينية الواضحة، يبدو أن الشركات الأوروبية تواجه تحديات حقيقية للبقاء في المنافسة. ما لم تُبادر هذه الشركات بتطوير تقنيات جديدة، خفض التكاليف، وفهم احتياجات السوق الصيني، فإنها قد تجد نفسها متأخرة بشكل لا يمكن تداركه.
التوصيات:
1 – التكيف مع السوق المحلي: يجب أن تركز الشركات الأوروبية على تقديم سيارات تلبي احتياجات العملاء الصينيين، بما في ذلك السعر المعقول والتكنولوجيا المتقدمة.
2 – الشراكات المحلية: الدخول في شراكات مع شركات صينية يمكن أن يُساعد في تحسين التواجد بالسوق.
3 – الابتكار في البرمجيات: التركيز على تطوير الأنظمة الذكية والبرمجيات لضمان بقاء المنتجات قادرة على المنافسة.
الخلاصة
بينما تحقق الصين أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية، تواجه الشركات الأوروبية مثل مرسيدس-بنز صعوبات كبيرة للبقاء في المنافسة. السوق الصيني يمثل تحديًا وفرصة في الوقت ذاته، ومن الواضح أن الشركات التي ستنجح هي تلك التي تُقدم مزيجًا من السعر التنافسي، التكنولوجيا المتقدمة، والميزات الذكية. الوقت الآن هو العامل الحاسم، فهل ستتمكن الشركات الأوروبية من اللحاق بالركب أم أن القيادة ستبقى في يد الشركات الصينية؟