الكاتلايزر أو المحول الحفاز – هو الاسم المجهول لدي الجميع، لا ابالغ اذا قلت انه من اكثر الاجهزة اثارة للجدل واكثرها غموضا واغلاها ثمنا نعم لا تستغربوا اذا علمتم ان سعره من 400 الى 1500 دولار لانه يحتوي على البلاتين والروديوم (اغلى من الذهب)ولكن سوف تستغربون اكثر اذا علمتم ان هذا الجهاز موجود في سيارتكم، دعوني احاول تبسيط الموضوع قدر الامكان للراغبين بالمعرفة.
في حال الاحتراق المثالي لخليط البنزين والهواء الذي تحدثت عنه سابقا بنسبة 1/14.7 فان الغازات التي ستنتج عن الاحتراق هي ثاني اوكسيد الكربون CO2، والنتروجين N2، وهما غازين موجودين في الهواء ولا ضرر منهما، هذا اذا كان الاحتراق مثاليا والبنزين مثاليا والمحرك مثاليا وهي حالة نادرة الحدوث فبمجرد تقادم السيارة قليلا يبدأ ظهور غاز CO اول اوكسيد الكربون شديد السمية بالاضافة الى اكاسيد الرصاص من البنزين السيئ، بالاضافة الى ابخرة زيوت المحركات لدى حرقها للزيت.
هنا وحفاظا على البيئة اجبرت شركات السيارات بتزويد سياراتها بالكاتلايزر، وهو عبارة عن علبة معدنية (دابو) متصلة بأنبوب (الاكزوز) تدعى المحوّل الحفّاز catalytic converter ذي الشعب الثلاث التي يعمل كل منها على معالجة واحدة من مجموعات الغازات الضارة التي ذكرتها ويتألف كل منهما من خلايا خزفية سيراميكية تشبه خلايا النحل الشمعية، ولكنها مطلية بطبقة رقيقة من معدن محفّز عادة ما يكون البلاتين أو الروديوم أو البالاديوم، وكلها من المعادن الثمينة(وهذا سبب غلاء المحفز، ولمن لايعلم منكم فان الفخارة التي يقوم بعض الميكانيكية بافراغها من مادتها يباع الكيلو منها بسعر غالي).
عملية تحويل الغازات السامة لا تتم الا اذا ارتفعت درجة حرارة الشكمان لذلك لاينصح بتحمية السيارة ابدا صباحا وهي واقفة لانها تستهلك وقود وتنتج غازات سامة ولذلك يتم تركيب هذا المحفز وسط السيارة (غالبا تحت كرسي مرافق السائق)، ليتم تحميته بسرعة لقربه من المحرك ووظيفته كيميائية بحتة بحيث تقوم بتحويل الغازات السامة الناتجة من احتراق الوقود .الى ثاني اوكسيد الكربون CO2 غير السام والى H2O اي الماء وهو احد اسباب تقاطر الماء من شكمان السيارة.
النتيجة انه مع تقادم عمر السيارة وكثرة الكربون والرصاص ونواتج احتراق زيوت المحركات تبدأ الخلايا السداسية ضمن الفخارة بالانسداد الجزئي ثم الانسداد الكامل وتبدأ تظهر مشاكلها بشكل واضح ومن أهمها :
ارتباك عمل المحرك، اضاءة لمبة الصيانة بسبب تحسس حساس الاوكسجين للغازات الراجعة اليه، عدم الانتظام بعمل المحرك ورجفان بسبب القراءة الخاطئة التي يعطيها حساس الاوكسجين للكمبيوتر، ارتفاع درجة حرارة السيارة نتيحة ماسبق، ضعف اداء السيارة .
والحل المثالي هو تغيير الفخارة ولكن ثمنها غالية، وسانقل لكم تجارب مراكز صيانة حيث قامو ببعض المحاولات لاصلاحها ونجحت بالطريقة التالية:
1 – فك الدابو الذي يحويها واخراجه خارج السيارة و اغلاق احد طرفيه وملئه بعلبتين او ثلاثة من منظف الكربرتور من الطرف الاخر وتركها عدة ساعات مع التحريك كل ساعة بقوة (رجها).
2 – افراغ مادة المنظف ثم تعبئتها بالبنزين ورجها جيدا افراغها وتكرار هذه العملية عدة مرات حسب استجابة الفخارة لمرور الهواء فيها.
3 – افراغها بالنهاية وتعريضها لتيار هواء من كمبرسور هواء لفترة طويلة حتى يتبخر كل البنزين.
4 – اعادة تركيبها كما كانت اما براغي او لحام.
ومن خلال ماشاهداتنا الخاصة اتضح أنه في بعض الحالات استهوى الشباب الموضوع وقاموا بالغاء الخزان بالكامل اوافراغه من محتوياته وتركه فارغ وهنا ترتب على ذلك حالتين، الحالة الاولى :في بعض السيارات مر الامر مرور الكرام واشتغلت السيارة رغم مشاكل افراغ المادة لانها سببت ارتفاع صوت السيارة وخصوصا داخل المقصورة بس عوضه نسبيا تحسن باداء ونشاط السيارة.
أما مع الحالة الثانية للاسف في سيارات وبالذات الفاخرة ذات التقنية العالية كانت مزودة بمجموعة حساسات قبل وبعد الفخارة وترسل اشارات الى كمبيوتر السيارة باداء الفخارة وتنقيتها للهواء، وقد اكتشف في حساسين واحد قبل الفخارة وواحد بعدها وانه من الضروري لكي تعمل السيارة بشكل سليم فلابد أن الحساسين يقوموا بإعطاء قيمتين مختلفتين بمعنى التي قبل الفخارة لازم يعطي أنه توجد غازات ملوثة والتاني الذي يتلو الفخارة لازم يعطي أنه لم يوجد غازات ملوثة فالكمبيوتر بهذه الحالة يعطي أوامره بدقة، لكن بعد تفريغ الفخارة اصبح الحساسين يعطو نفس النتيجة لان نفس الغاز اصبح يمر عليهم، هنا يقوم الكمبيوتر بفهم العطل ويرفض العمل حتى يعود إلى الحالة الطبيعية او يقوم بضعف وعدم انتظام في محرك السيارة.
واخيرا للحفاظ على الفخارة يجب ان يتم وفق مايلي:
1 – الصيانة الدورية للمحرك بشكل جيد من تنظيف صمامات وحساسات وفلاتر هواء وزيت وبنزين وقشط.
2 – اصلاح المحرك الذي يحرق زيت فورا وعدم تأخيره.
3 – عدم استعمال بنزين مشكوك بامره، وأخيرا تاكيد أن الفخارة إذا تعطلت لا يمكن تعويضها نهائيا.