كان من المفترض أن تدوم لمدة 90 يوماً فقط في بيئة المريخ القاسية، ولكن المركبة الفضائية Opportunity التابعة لناسا تحدت كل الصعاب وظلت تعمل لمدة 15 عام تقريباً.
والآن أعلنت وكالة ناسا للفضاء أن مهمة المركبة انتهت رسمياً، حيث لم يتمكن علماء وكالة الطيران والفضاء “ناسا” من التواصل معها منذ 10 يونيو 2018 الماضي، وذلك عندما غطت عاصفة ترابية على سطح الكوكب موقع الروبوت، ولقد بذلت ناسا كل ما في وسعها لإعادة الاتصال بها، حيث أرسلت أكثر من ألف أمر منذ الصيف الماضي.
ويوم الثلاثاء الماضي، قام المهندسون في منشأة عمليات رحلات الفضاء في مختبرات ناسا بمحاولة أخيرة غير ناجحة للتواصل مع Opportunity.
وأجبرت وكالة الفضاء الدولية على إعلان انتهاء مهمة الروبوت الذي بحجم عربة الجولف، وذلك بعد أن استكشف سطح المريخ لمدة 15 سنة، حيث قرر مهندسو ناسا أن احتمالية تلقي إشارة هي أقل من أن تستمر في جهود الإنعاش.
يذكر ان مركبة ناسا صممت لتقضي 90 يوماً فقط بالمريخ، ( اليوم الواحد على المريخ يساوي يوم واحد و37 دقيقة على الأرض) ، وأن تسافر مسافة 1,000 متر فقط، وتجاوزت جميع التوقعات بقدرتها على التحمل والقيمة العلمية لها وطول والعمر، ولكنها لم تتجاوز متوسط العمر المتوقع فقط، ولكنها سافرت لأكثر من 45 كيلومتراً، في الوقت التي وصلت فيه إلى مكان استراحتها النهائية على سطح المريخ، والذي كان اسمه بيرسبيرانس فالي.
وقال جيم برايدنستين، مدير ناسا: “إنه بسبب فائدة Opportunity الكبيرة، سيكون هناك يوم يكون فيه رواد فضائنا الشجعان على سطح المريخ، وعندما نصل إلى ذلك اليوم، سيكون جزء كبير من الفضل للرجال والنساء الذين طوروا Opportunity، حيث تجاوزت كل الصعاب وقامت بالكثير من عمليات الاستكشاف”.
لقد كانت مهمة Opportunity واحدة من أنجح وأسرع المهمات من نوعها، مما ساعدت في وضع الأساس لعودة ناسا مرة أخرى إلى الكوكب الأحمر، حيث أرسلت المركبة أكثر من 217,000 صورة إلى الأرض، بما في ذلك 15 صورة بانورامية ملونة 360 درجة، وقامت بتحليل سطح 52 صخرة، ووجدت الهيماتيت وهو معدن يتشكل في الماء، واكتشفت مؤشرات قوية على وجود مياه في السابق، والتي تشبه المياه الصالحة للشرب في بركة أو بحيرة على الأرض في منطقة إنديفور كريتر.
