نشأة وتطور القوات الجوية الملكية السعودية يحكيها متحف صقر الجزيرة للطيران

نشأة وتطور القوات الجوية الملكية السعودية يحكيها متحف صقر الجزيرة للطيران

نشأة وتطور القوات الجوية الملكية السعودية يحكيها متحف صقر الجزيرة للطيران

قصة البداية ومراحل التطور للقوات الجوية الملكية السعودية، نستحضر تفاصيلها وتسلسلها الزمني في ” متحف صقر الجزيرة للطيران ” بالرياض ، فدلالة الاسم مقترنة بقائد ملحمة توحيد هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وباني النهضة الحديثة الذي أيقن أهمية الطيران في حماية الوطن بما يتناسب مع مسار التطور والتقدم في مجال الصناعات العسكرية .

الزائر للمتحف الذي افتتح في السابع من شوال 1419 هـ ، متزامناً مع الذكرى المئوية لتوحيد المملكة، يمضى في رحلة مشوقة يسبر أغوار تاريخ قواتنا الجوية من النشأة وما تلاها من محطات نحو التطور والتحديث في مجال تأهيل الطيارين ونوعية الطائرات المستخدمة ،فعبر سبع مراحلة متتابعة تروي قصة الطيران في المملكة .

المرحلة الأولى : مرحلة ما قبل التأسيس 1333هـ – 1343هـ الموافق 1914 – 1925م، ويعود ظهور الطائرات في سماء شبه الجزيرة العربية إلى عام 1333هـ الموافق 1914م ، حيث قامت إحدى الطائرات الإنجليزية المائية بالتحليق فوق مدينة جدة، وخلال عامي 1334هـ 1335هـ / 1916م 1917 م، قامت بضع طائرات من سلاح الطيران الملكي البريطاني بعمليات هجومية لدعم حكومة الشريف ضد الأتراك، وخلال تلك المرحلة حلّق الملازم أول طيار عربي عبدالسلام سرحان، من أهالي مكة المكرمة في سماء جدة لمدة (20) دقيقة في يوم الأربعاء 25 شعبان 1341هـ الموافق 11 أبريل 1923م كما نجح الطيار حسن ناظر من أهالي المدينة المنورة بالتحليق في سماء مدينة جدة في 3 محرم 1343هـ الموافق 8 أغسطس 1924م .

نشأة وتطور القوات الجوية الملكية السعودية يحكيها متحف صقر الجزيرة للطيران

وفي عام  1343هـ / 1924م واجهت قوات الملك عبدالعزيز الطائرات للمرة الأولى أثناء معركة الطائف، إذ كانت طائرات الخصم تقوم بطلعات استكشاف فوق مواقع جيش الملك عبدالعزيز، وكانت المرة الثانية خلال حصار جدة في عام 1344هـ / 1925م، حيث سقطت إحدى الطائرات أثناء تحليقها في رحلة استطلاعية وانفجرت الثانية في السماء نتيجة خطأ في توصيل مشعل القنابل (الفيوز) التي كانت تحملها ، فيما غنمت قوات الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ثماني طائرات منها ست طراز ( DH9) خمس منها كانت تحتاج إلى جهد كبير في الإصلاح وواحدة قابلة للإصلاح والطيران لمسافات قصيرة، أما الباقي فلم ينظر في أمر إصلاحها نظرا للتكلفة المالية المترتبة على ذلك.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التأسيس 1344 – 1373 هـ الموافق 1925 – 1954م ، إذ صدر أمر ملكي بتاريخ 23 / 6 / 1344هـ / 1925م قبل توحيد المملكة العربية السعودية، بتأسيس قوة طيران باسم ” قوة الطيران الحجازية النجدية ” وانطلاقاً من اهتمام الملك عبدالعزيز بامتلاك قوة جوية تحمي سماء الوطن قرر – رحمه الله – بتاريخ 29 رجب 1348هـ الموافق 30 ديسمبر 1929م ، شراء أربع طائرات بريطانية الصنع من طراز ( ويستلا ند وابتي مارك / 2 ) ذات الجناحين وتعد من أحدث الطائرات المستخدمة آنذاك ، وأعد لها أول مطار في جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية .

وخلال هذه الحقبة أنشئت أول مدرسة للطيران وتحديداً في عام 1349هـ / 1930م ، ونظراً لكثرة الحوادث والصعوبات الفنية في الصيانة والحصول على قطع الغيار توقفت أعمال المدرسة ،وخلال تلك الفترة أسست جمعية الطيران العربية في 5 شعبان 1349هـ الموافق 25 ديسمبر 1930م في مكة المكرمة وبدأت في مختلف المدن جمع التبرعات لشراء الطائرات وتشجيع الشباب على تعلم الطيران ، حيث تم إيفاد أول بعثة قوامها عشرة أفراد لتلقي علوم الطيران في إيطاليا في 2 ذي الحجة 1353هـ الموافق 7 مارس 1935م فكانوا أول طيارين سعوديين يحصلون على شهادات دولية في مجال الطيران .

نشأة وتطور القوات الجوية الملكية السعودية يحكيها متحف صقر الجزيرة للطيران

وأهدي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – في عام 1364هـ / 1945م من الرئيس الأمريكي روزفلت طائرة من طراز ( داكوتا – دوجلاس – دي سي 3 ) لتكون النواة الأولى للطيران المدني في المملكة ، فيما واصل الملك المؤسس جهوده نحو تطوير الطيران الحربي ففي رجب 1364هـ / يوليو 1945م طلب – رحمه الله – رسميا من الحكومة البريطانية عرضا لتطوير وتدريب أطقم الطيران، وجرى ابتعاث أول عشرة خريجين سعوديين بعد أن تم تدريبهم في الطائف إلى بريطانيا في عام 1368هـ / 1949هـ حيث استكملوا دراستهم بنجاح وتخرجوا بتاريخ 8 جمادى الأولى 1372هـ الموافق 23 يناير 1953م ،وسبق ذلك في 7/ 7 / 1371هـ الموافق 1 أبريل 1952م تغيير مسمى وزارة الدفاع ، إلى وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة وأصبحت تضم الطيران الحربي والطيران المدني .


Exit mobile version