لن يكون مستغربًا عندما نصف نيسان بأنها تمر حاليًا بفترة صعبة، حيث أن الشركة اليابانية تكافح منذ فترة طويلة لتصحيح أوضاعها، ومن المؤكد أن المشكلة التي بدأت مع رحيل الرئيس السابق كارلوس غصن كان لها دور كبير في هذه الوضع، هذا بالإضافة إلى جائحة فيروس كورونا، ونتيجة لكل هذه المعطيات، يخطط المسؤولون رفيعي المستوى بالشركة في إجراء بعض التغييرات للتكييف مع الواقع الجديد.
تخفيض أرقام المبيعات بشكل كبير
تقول بعض المصادر المقربة من نسيان كما نقلت رويترز، إن الشركة ستخفض بشكل كبير أرقام المبيعات السنوية المستهدفة بمقدار مليون سيارة وذلك ضمن خطة إعادة هيكلة جديدة من المقرر الإعلان عنها في مايو، وبعبارة أخرى، ستضع العلامة اليابانية هدفًا جديدًا وهو بيع خمسة ملايين سيارة سنويًا والذي يعد انخفاضًا وضاحًا بالمقارنة مع الرقم السابق المقدر بستة ملايين سيارة والذي قد تم تحديده بواسطة الرئيس التنفيذي السابق هيروتو سايكاوا، وكلا الرقمين يعتبر أقل كثيرًا من رغبة غصن والتي كانت تهدف إلى الوصول إلى 8 ملايين سيارة مباعة سنويًا.
إعادة هيكلة الشركة والتخلي عن نسبة من العمالة
من المتوقع أن تستمر خطة إعادة الهيكلة حتى مارس 2023، حيث ستتحول نيسان بشكل فعال إلى شركة أصغر لصناعة السيارات وذلك بسبب خفضها لأرقام المبيعات المستهدفة وهو الأمر الذي سيكون له تأثير واضح في جميع أنحاء الشركة، وتعتقد رويترز أنه من الممكن إغلاق ثلاثة أو أربعة مصانع في خضم هذه المرحلة، وهو الأمر الذي سيتم ترجمته إلى التخلي عن آلاف الوظائف خصوصًا بعد الخطة المعلنة بالفعل لخفض القوى العاملة بنسبة 10%.
تفشي فيروس كورونا يزيد الأمر صعوبة على نسيان
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر كبير قوله بأن هدف المبيعات الجديد المشار إليه وهو خمسة ملايين سيارة قد ينخفض أكثر في ضوء تفشي فيروس كورونا، في حين اعترف شخص آخر مطلع على أجندة نيسان بأن الشركة لم تنجح أبدًا في بيع أكثر من خمسة ملايين سيارة سنويًا بشكل مستمر على الرغم من تحديد أهداف متفائلة تصل إلى 7-8 مليون سيارة مباعة لعدة سنوات، وبالطبع هذه الأرقام المرتفعة لا يمكن اعتبارها سوى مجرد أمنيات في هذه المرحلة حاليًا، لذلك، تأخذ نسيان في الاعتبار كونها ستتحول مع الوقت إلى شركة أصغر.
أكبر خسائر ربع سنوية للشركة منذ وقت وطويل
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، ما مدى سوء الوضع في نيسان؟ حسنًا، سجلت شركة صناعة السيارات أكبر خسارة ربع سنوية منذ 10 سنوات، وبلغت قيمة الخسارة 238 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 892 مليون ريال سعودي، وذلك في الربع الأخير من العام الماضي، وتقول التقارير الصحفية أن الصانع الياباني يسعى حاليًا إلى الحصول على خط ائتمان بقيمة 4.6 مليار دولار (17.25 مليار ريال سعودي) وذلك للمساعدة في عبور هذه الأوقات العصيبة التي تمر بصناعة السيارات عمومًا بسبب تفشي فيروس كورونا.
وفي حال تمكنت نسيان من تأمين بعض السيولة، فسيكون لذلك دور أساسي في إطلاق بعض المنتجات الجديدة الحيوية لهذا العام، بما في ذلك الجيل القادم من روج سبورت أو قشقاي كما يطلق عليها في بعض المناطق، وكذلك النسخة المحدثة من إكس تريل، والبيك أب الجديدة “فرونتير”، وعلى ما يبدو فإن موديل Z الجديد قيد التطوير حاليًا، على الرغم من توقعات المبيعات المنخفضة للسيارة الرياضية.