هوندا تكشف عن تقنية التقاطع الذكي

قامت شركة هوندا بتركيب كاميرات فوق أربع محطات توقف عند زوايا أحد الشوارع الرئيسية بالجادة الخامسة في ماريزفيل بولاية أوهايو الأمريكية، كجزء من برنامج تجريبي باسم “Piolt” بقيمة مليوني دولار يهدف للمساعدة في تطوير تقنية القيادة الذاتية في السيارات، ويمثل المشروع أول تقاطع ذكي في العالم وهو تعاون مشترك بين مدينة ماريزفيل ووكالة “درايف أوهايو” المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية بالولاية.

وتُسمى التقنية المستخدمة باسم “المركبة هي كل شيء” أو V2X، وتتمكن الكاميرات المعلقة من رصد مركبات الطوارئ مثل الإسعاف وغيرها وكذلك حركة المشاة، والمخترقين المحتملين للضوء الأحمر من على بعد 100 متر أو في حدود المربع السكني، كما يُمكنها تحذير السائقين من الحواجز التي لا يمكنهم رؤيتها عند الالتفاف مثلاً حول أحد الابنية، وتم تركيب هذه الكاميرات بالفعل يوم 17 من فبراير الماضي.

وقال جيم كيلر، كبير المهندسين في شركة هوندا للأبحاث والتطوير بالأمريكتين، “إن الجزء الأساسي من هذه التقنية هو قدرتها على الشعور بأشياء لا يمكن للسائق رؤيتها، حيث سيكون لديها القدرة على القيام بأشياء لا تستطيع أعيننا ولا آذاننا فعلها، لذا فإن هذه التقنية تنقلنا إلى ما هو أبعد مما قد يقدمه أي مستشعر أخر موجود في المركبة”.

فيما قال سو باي، المهندس الرئيسي لقطاع البحث والتطوير لدى هوندا بالأمريكتين: “إن التقاطع الموجود في التجربة يحتوي على مبان مرتفعة حتى خمسة طوابق في كل ركن من أركانه الأربعة، كما يحتوي على حركة مشاة كثيفة نسبياً، مما يجعله موقعًا مثاليًا للاختبار”.

وخلال الأشهر الثمانية التي تلت تثبيت الكاميرات، تم استخدامها لتحذير حوالي 200 موظف من شركة هوندا والعاملين بمصنع التجميع القريب من التقاطع ممن لديهم شاشات عرض علوية HUD في سياراتهم، وتقوم الشركة اليابانية بتنزيل البيانات من هذه الشاشات المختلفة لتسجيل تجارب موظفيها مع تقنية V2X.

وحتى الآن، لا يوجد موعد نهائي محدد لوقف البرنامج التجريبي، إلا أن هوندا قامت بعرض تقنية V2X للتقاطع الذكي للصحفيين والسياسيين، بما في ذلك حاكم الولاية جون كاسيش، يوم الخميس الماضي، وشمل العرض إظهار دور التقنية في التعامل مع بعض المواقف.

في الموقف الأول، يقترب سائق هوندا من تقاطع مزدحم، وتعرض شاشة HUD خاصته علامة لمرور المشاة عندما يقوم السوق بالانعطاف لليمين، ولزيادة التأكيد، لا يتم الاعتماد فقط على التحذير البصري، بل يتم أيضًا إصدار صوت محوسب داخل السيارة لتنبيه السائق إلى أنه سيواجه ممرًا للمشاة عند الانعطاف.

وفي الموقف الثاني، يحذر النظام السائق من وجود سيارة طوارئ قادمة والتي كانت تحديدًا سيارة إسعاف في هذا المثال.

أما في الموقف الثالث، يقترب السائق من الضوء الأخضر في الشارع الرئيسي، قاطعًا شارع الجادة الخامسة، في حين تتسارع سيارة أودي A4 من الجهة اليسرى وتتخطى ضوؤها الأحمر، فيقوم النظام بتحذير سائق هوندا عبر شاشة العرض العلوية وكذلك تحذيره صوتيًا حتى لا يصطدم مع سائق الأودي المُخالف.

ومن الجدير بالذكر أن عرض تقنية التقاطع الذكي من هوندا لا يرتبط بما أعلنته الشركة اليابانية يوم الأربعاء الماضي أنها ستشترك في مشروع مستقبلي مع جنرال موتورز فيما يخص برنامج شركة كروز للقيادة الذاتية، ويشمل هذا المشروع قيام المجموعة الأمريكية بالتعاون مع كروز بتقديم تقنيات القيادة الذاتية المختلفة، بينما تقوم هوندا بتصميم السيارة والتي ستكون ذات حجم صغير ولكن مع رحابة داخلية مقبولة.

وعلى الرغم من أن التقاطع الذكي يُعد أحد أنواع التقنيات التي يُمكنها أن تُنقذ العديد من الأرواح، إلا أنها ليست بهذه الأهمية، وهذا بسبب أن الكاميرات المُركبة على إشارات المرور ستتمكن من التواصل مع السيارات والشاحنات التي سيتم إنتاجها قريباً مع تقنية V2X ولكن في نفس الوقت ما بين 80 إلى 90% من السيارات الجديدة يتم بناءها بدون هذه التقنية من الأساس، مما يعني أن الغالبية العظمى لن تستفيد من ذلك، فيما أشار تيد كلاوس، نائب رئيس هوندا للبحوث الاستراتيجية بالأمريكتين، أن الشركة اليابانية ستلتزم أمام مجتمع هندسة السيارات “SAE” بطرح طرازات مع نظام مساعد السائق  المتقدم من المستوى الثالث “ADAS” في 2020، ومن المستوى الرابع في 2025.

وتُعد إضافة شاشة العرض العلوية HUD للسيارات شيئًا هامًا لجعل تقنية V2X ممكنة، إلا أن ذلك سيكلف الكثير من المال في بداية الأمر، ولكن نتوقع أن تنخفض التكاليف مع زيادة الإنتاج على مستوى واسع، أما بالنسبة للكاميرات الذكية للتقاطعات، فستكون متاحة للمدن والولايات المستعدة للإنفاق على هذه التقنية لجعل شوارعها أكثر أمانًا سواءً للمشاة أو لسائقي السيارات، وهذا هو السبب الذي يجعل هوندا تعتبر ماريزفيل وولاية أوهايو شركاء في المشروع حيث أبدى مسؤولوها رغبتهم في دعم هذه التقنية، وحتى الآن لا توجد أية خطط مُعلنة لتوسيع نطاق البرنامج التجريبي، في حين أشار “كيلر” كبير المهندسين، إلى أنه يمكن زيادة إمكانيات هذه التقنية لتستوعب المدن الأكبر حجماً وحركات المرور الأكثر كثافة.

وقال الحاكم كاسيش، أنه كأب لبنتين واللتان تخرجتا مؤخرًا من المدرسة الثانوية للالتحاق بالجامعة، فإنه يتطلع إلى حركة مرور أكثر أماناً وأكثر آلية.

وأضاف: “سيكون أطفالنا أكثر أمانًا، وكذلك نحن سواءً كسائقين أو كمشاة، كما ستفتح هذه التقنية الباب لمجموعة جديدة من الوظائف ذات رواتب مناسبة”، في إشارة إلى الحاجة إلى تركيب وصيانة مثل هذه المعدات بشكل دوري، ومن المعلوم أن ولاية أوهايو تُعتبر في المقدمة فيما يخص دفع العديد من التقنيات إلى الأمام في بعض الأوقات.
كما تحدث جون بوزلا (الرئيس والمدير التنفيذي لرابطة شركات صناعة السيارات العالمية بواشنطن العاصمة) إلى كاسيش أثناء عرض التقاطع الذكي، حيث قام بإهدائه صحيفة معدنية على شكل لوحة ترخيص مزخرفة وتحمل اسم كاسيش عليها.


Exit mobile version