تتزايد وتيرة الترقب مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الرابعة من رالي داكار السعودية 2023، بعد 10 أيام من الآن، حيث يتوقع عشاق رياضة المحركات منافسات حامية الوطيس في جميع الفئات لا سيما مع مشاركة أبرز الأسماء والفرق من 68 دولة حول العالم.
ويختبر المشاركون في رالي داكار السعودية أقسى التجارب في رياضة المحركات على مدار 16 يوماً في تحدي الصحراء المهيبة للمملكة بتضاريسها القاسية لاختبار قدرتهم على التحمل لمسافة إجمالية تتخطى 8500 كيلومتر، وذلك مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة، خلال الفترة من 31 ديسمبر الجاري وحتى 15 يناير 2023.
وللعام الثاني على التوالي، يوفر رالي داكار السعودية فرصة مثالية للمصنعين لعرض تقنيات ديناميكية جديدة في ظل أقسى الظروف، وبما يدعم التزام السعودية ورالي داكار المشترك بجهود تعزيز الاستدامة في المستقبل بهدف إيجاد حلول لخفض الانبعاثات، وبما يواكب رؤية المملكة 2030 والرامية لخلق مستقبل أكثر استدامة.
وكان رالي داكار قد كشف في العام 2021 عن برنامجه الشامل لانتقال الطاقة تحت مسمّى “مستقبل داكار”، حيث تستهدف خطة الانتقال التدريجي بشكل أساسي على مرحلتَين، هي تحويل محركات سيارات وشاحنات السباق وتزويد معسكر المبيت “البيفواك” بمصادر متجدّدة للطاقة.
وعلى صعيد المركبات، يسعى رالي داكار السعودية للحفاظ على دوره كمختبر مفتوح للتحقق من التقدّم التقني الذي يقوم به المصنّعون وتحفيزهم على دفع عملية تطوير مزيج من المركبات التي تعمل إما بمحركات كهربائية أو هجينة أو التي تعمل بالهيدروجين في المستقبل. وشهد السباق في عام 2022 إطلاق فئة “تي 1 إي” للسيارات والشاحنات الهجينة، وتعتبر هذه الفئة بمثابة المرحلة الأولى في المستقبل، حيث سيتم دعم جميع فئات في رالي داكار السعودية بمحركات منخفضة الانبعاثات بحلول عام 2030.
جهود تعزيز الاستدامة
وحققت فئة السيارات إنجازاً جديداً في رالي داكار السعودية 2022، حين تمكنت مركبات تعمل بالطاقة البديلة من المنافسة على الصدارة، بل والفوز بأربع مراحل مع ثلاثة سائقين مختلفين. وقدّمت سيارة “آودي آر.أس كيو إي-ترون” مثالاً يحتذى للفرق المصنعّة والمستقلة التي تسعى لاعتماد تقنيات الحدّ من الانبعاثات الكربونية وهو مجال بحثي يلمسُ حرفياً جميع جوانب المنافسة في الرالي، حيث قرر العديد من الفرق استخدام الوقود الحيوي، ما يقلص بالتالي من الانبعاثات الكربونية لمركباتهم بما يقارب 40 % بحلول النسخة المقبلة. وأخيراً، سيتم إلزام فرق النخبة المشاركة بمركبات ذات انبعاثات كربونية منخفضة بحلول 2026.
ويستخدم فريق آودي سبورت سيارة “آودي آر.أس كيو إي-ترون” الجديدة وذلك خلال مشاركته الثانية في رالي داكار السعودية، وتتضمن مرحلة التطوير الثانية للمركبة، تحسينات عديدة في مجال إدارة الطاقة للمحرك الكهربائي وناقل الحركة، إضافة إلى تحسينات في الناحية الانسيابية مع خفض مركز الجاذبية للمركبة، إضافة إلى الوقود المُتطور المستدام والمستخلص من المخلفات والبقايا العضوية التي لا تدخل في منتجات الطعام. وستشارك العلامة الألمانية العريقة بثلاث سيارات “آودي آر.أس كيو إي-ترون” خلال نسخة رالي داكار السعودية 2023 بقيادة ماتياس إيكستروم وإميل بيركفيست، وستيفان بيترهانسيل وإدوارد بولانيه، وكارلوس ساينز ولوكاس كروز.
وتبرز نسخة هذا العام بمسارات جديدة تضم مختلف أنواع التضاريس، وسينطلق المشاركون من مدينة ينبع على شواطيء البحر الأحمر وصولاً إلى الدمام على ساحل الخليج العربي ومروراً بالعلا وحائل والدوادمي والرياض، وحرض، والربع الخالي وشيبة والهفوف والدمام.
وسيتضمن المسار مرحلة ماراثونية واحدة في منطقة الربع الخالي، وهي المرحلة التي تتطلب التعامل بشكل استراتيجي وبقوة ذهنية وبدنية عالية للمشاركين بالرالي لضمان استمرارهم وبقائهم ضمن دائرة المنافسة على مراكز متقدمة بدون خسارة الكثير من الوقت، حيث يخوض المتسابقون لها دون أي مركبات مساعدة أو مشاركة أحد أعضاء الفريق أو طاقم المساعدة.
ومن المقرر أن يبدأ المشاركون في الوصول إلى المملكة يومي 27 و28 ديسمبر المقبل على أن تقام المرحلة التمهيدية وحفل الافتتاح يوم 31 ديسمبر، قبل انطلاق المنافسات الرسمية يوم 1 يناير.