الإنتاج العالمي من السيارات يعجز عن سد احتياجات عالم يتكاثر

الإنتاج العالمي من السيارات يعجز عن سد احتياجات عالم يتكاثر

قبل أن يطوي عام 2022 صفحته الأخيره أعلنت منظمة الأمم المتحده للسكان أن عدد سكان العالم أصبح  8 مليارات نسمة . عام 2000  كان عدد سكان العالم 6 مليارات نسمة ، مايعني أن العالم ازداد بمقدار ملياري نسمة في عقدين على الأكثر  . لو استمرت الزيادة السكانية للعالم بهذه المتوالية فإن الارض ستضيق بسكانها قريبا ، وقد يصل البشر فوق اليابسة عام 2050 إلى أكثر من 10 مليارات نسمه .. السؤال الكبير الآن : اذا كانت صناعة السيارات تواجه أزمات متلاحقة منذ قرابة الخمس سنوات أبرزها مشكلة عدم الوفاء بحاجة الأسواق من السيارات الجديده ، فهل ستصل الصناعة الى حد العجز والشلل عن تلبية الطلب العالمي عليها خلال العقدين القادمين ؟

مشكلات كونية ضربت صناعة السيارات

مؤشرات خطرة لنقص الانتاج العالمي من السيارات

المشكلات العالمية الحالية التي ضربت صناعة السيارات في مقتل تمثلت في الاغلاق بسبب كورونا خلال عامين وأكثر 2020 – 2021 وجزء من 2022  ، وترتب على الإغلاق بسبب الجائحة مشكلة سلاسل التوريد ، ونقص الرقائق الاليكترونية ” أشباه الموصلات ” وارتفاع التأمين على النقل . كل هذه العوامل ترتب عليها نقص المعروض من السيارات بكل فئاتها ، والأمر الثاني ارتفاع اسعار السيارات بشكل يهدد الأسواق .

الحرب الروسية الاوكرانية

الحرب الروسية الاوكرانية تلقي بظلالها على صناعة السيارات

وما ان انتهت او كادت أن تنتهي أزمة كورونا إلا واشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية والمستمرة منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي – أي أنها بعد أسابيع قليلة ستكمل عامها الأول . خطورة الحرب الروسية الاوكرانية على صناعة السيارات أنها بمثابة نار في قلب أوروبا ، وأوروبا من أكبر القارات المنتجة للسيارات ، ومن أكبر الأسواق التي تستهلك منتج هذه الصناعة . من هنا قد ندرك خطورة استمرار هذه الحرب على صناعة السيارات ، خاصة بعد انسحاب كثير من شركات السيارات العالمية من روسيا ، وأيضا أزمة الطاقة التي تسببت بها الحرب مما أدى إلى ارتفاع جنوني بأسعار الغاز .

عقبات أمام التحول نحو السيارات الكهربائية

بين الكهرباء والغاز تقف صناعة السيارات

لاحت في الأفق في العقد الأخير بوادر تحول في تاريخ التنقل بالعالم من خلال البدء بانتاج السيارات الكهربائية على نطاق واسع ، ولكن أمام الأزمات العالمية الحالية فإن هذا التحول يواجه معوقات مؤثرة ، لعل أبرزها مشاكل التضخم التي تضرب الاقتصاديات العالمية خاصة في أوروبا وأمريكا نفسها ، ويضاف أليها ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية ، وعدم قدرة كل الدول على تمويل عقود شرائها وتأسيس بنية تحتية لخدماتها  .. الصين كبلد في مقدمة منتجي السيارات في العالم اليوم ، تتهدده مخاطر قد تؤثر بقوة على الانتاج الصيني من السيارات ، وابرز هذه المشكلات ، مايمكن أن نعتبره قنبله مؤجلة الانفجار تتمثل في الوضع بتايوان ، واحتمالية أن تتحول التحرشات المختلفة حول هذه الجزيرة إلى حرب تشبه الحرب الروسية الاوكرانية ..

آسيا مفرخة العالم والصين الصانع الأكبر للسيارات

ايقاع التزايد السكاني اسرع بكثير من ايقاع انتاج السيارات

لو نظرنا إلى قارة آسيا وحدها سنجد بداية أن هذا الجزء من العالم يتركز به أكثر من 60 % من سكان الكرة الأرضية ، وهناك تحول اجتماعي كبير بالكثير من الدول الآسيوية بشكل بات يسمح لفئات الطبقات الوسطى من عمال وموظفين ومهنيين بشراء سيارات جديده ، مثلهم مثل نظرائهم من فئات المجتمع الأمريكي والأوروبي  . السؤال هنا : هل تستطيع صناعة السيارات بوضعها الحالي أن تسد حاجة هذه المجتمعات سريعة النمو والتكاثر !  وإذا كان عدد السيارات بالعالم حوالي 57 مليون سيارة ، وهو عدد ليس كافيا لاحتياجات 8 مليارات نسمه ، فما الذي ستكون عليه الصورة والواقع وقت أن يصبح عدد سكان العالم 10 مليارات في 2050 ! أكثر من نصفهم في آسيا .

استراليا والكوريتان وأفريقيا وصناعة السيارات

آسيويا أيضا هناك اشكاليات لافته ، لعل ابرزها أن قارة مثل استراليا تعتبر من أكبر مستهلكي السيارات ، ولكنها لاتصنف كقارة منتجة للسيارات ، كذلك القارة الأفريقية ثاني أكثر قارات الدنيا اكتظاظا بالسكان ، ليست على الاطلاق من منتجي السيارات في العالم . وعندما نتوقف متأملين ماعليه الحال بكوريا الجنوبية سنجد أن هذا البلد بات خامس أكبر منتجي السيارات في العالم بنصيب يقدر ب 3.5 مليون سيارة سنويا وفق احصائيات 2021 ، ولكن ماذا لو أن هناك كوريا واحده لاكوريتين !  ماذا لو حل السلام وأصبحت هناك كوريا واحدة دون تعبير جنوبية وشمالية ؟ بالتأكيد كان التصنيف العالمي لأكبر منتجي السيارات في العالم سيختلف كثيرا ، وكانت كوريا الموحده ربما القوة الأولى أو الثانية في الانتاج العالمي للسيارات .

كوريا واحده قد تغير قواعد صناعة السيارات

شركة “وارنتي وايز” العالمية للبحوث  تقول أحدث تقاريرها إن شركات هوندا وتويوتا وسوزوكي وكيا وهيونداي من أفضل خمس علامات تجارية  موثوقية في العالم ، لكن اذا كانت الموثوقية غاية هذه الشركات ، فإنها تظل بلا أهمية دون انتاج يكفي سد حاجة الطلب ، ومعروف أن هذه الشركات تواجه مثل غيرها مشكة تراجع في جداول التسليم ، اضافة لايقاعها البطيء في التحول نحو الطاقة النظيفة ..  

2023  عام جديد تنتقل اليه أزمات قديمه

خلاصة القول إن صناعة السيارات في العالم اتضح أنها الأكثر تأثرا بدرجة حرارة السياسة ودروبها الوعره ، ولاسبيل لانتعاش حقيقي لهذه الصناعة إلا في مناخ استقرار عالمي ، وهو ما نتطلع إليه ونعمل من أجله حتى وإن بدا بعيدا .

 

اقرأ ايضا 

صناعة السيارات تواجه تحديات كبيره في 2023

نيران الحرب تلفح شركات صناعة السيارات


Exit mobile version