استطاعت هيونداي في السنوات الأخيرة أن تكتسب سمعة مرموقة كعلامة تنتج سيارات عائلية اقتصادية واعتمادية، لكنها مؤخراً أصبحت تطمح للتفوق في فئة الأداء العالي مع قسم N الرياضي، والآن قطعت هيونداي خطوة مهمة جداً نحو هذا الهدف مع سيارتها RM19، وتمت دعوة فريق سعودي أوتو بقيادة بكر أزهر لتجربة النموذج الأولي من هذه السيارة الرياضية ذات محرك وسطي في صحراء كاليفورنيا.
وتعتبر RM19 هي أحدث سيارة ضمن سلسلة النماذج الاختبارية التي قدمتها الشركة في السنوات الأخيرة، والتي بدأت مع طراز RM14، والآن تسعى هيونداي لإطلاق نسخة إنتاجية من الطراز الجديد يوماً ما، وتم تطوير هيونداي RM19 تحت إشراف ألبرت بيرمان، الرئيس السابق لقسم M الرياضي في BMW والرئيس الحالي لقسم الأبحاث والتطوير في هيونداي، ويحظى بيرمان بسمعة جيدة بدأت مع طراز M3 E30 الشهير، ومؤخراً قدم سيارات مثل كيا ستينجر و جينيسيس G70 و هيونداي فيلوستر N.
تصميم هيونداي RM19 الشرس
تبدو هيونداي RM19 كسيارة سباق حقيقية، فهي تاتي بصدامات رياضية وزوائد ضخمة وجناح رياضي عملاق، ونظراً لأنها تعمل بمحرك وسطي فإن توزيع الوزن سيكون مختلف تماماً، وبالتالي فإن الديناميكا الهوائية بحاجة لأن تتغير هى الأخرى لتواكب هذا الاختلاف في توزيع الوزن، وعلى الرغم من وجود جناح خلفي ضخم، إلا أن النصيب الأكبر من التعديلات الأيروديناميكية كان في الأمام، وذلك لتعويض فرق الوزن، كما حصلت السيارة فتحات تهوية جديدة لتبريد المكابح عالية الأداء من نوع بريمبو.
وفي حال حصلت RM19 على الضوء الأخضر للإنتاج، فبالتأكيد ستتميز بتصميم شرس يعكس أداءها القوي، لكنه على الأرجح سيكون أكثر بساطة وواقعية من النموذج الأولي، أي سيأتي بتصميم ومواصفات تناسب السيارات الإنتاجية.
مقصورة غير مكتملة في RM19
لا تُعتبر RM19 سيارة سباقات حقيقية في الداخل على عكس ما يوحي به التصميم الخارجي للسيارة، وحصلت الهيونداي على مقاعد مخصصة للسباقات وأحزمة أمان خماسية لكل من السائق والراكب الأمامي، كما نجد مقابض تنقيل من ألياف الكربون خلف عجلة القيادة، في حين أن لوحة التحكم تبدو خالية من أية إضافات.
أما بالنسبة للنسخة الإنتاجية، فنتوقع أن تبدو مقاربة لهذه النسخة بشكل كبير ولكن بدون أحزمة الأمان الخماسية، وستبقى المقصورة بدون مقاعد خلفية نظراً لاحتلال المحرك الوسطي هذه المساحة.
ويبدو أن RM19 لن تكون عملية بأي شكل من الأشكال، ليس فقط بالنسبة للركاب، بل أيضاً بالنسبة لسعة التخزين الخلفية، حيث أن المحرك الوسطي التهم هذه المساحة أيضاً، وربما يظن البعض أن الحل سيكون في مساحة تخزين أمامية، إلا أن التعديلات الهوائية جعلت من ذلك أمراً غير ممكناً أيضاً، وذلك بسبب فتحات التهوية الضخمة والبطارية، وكذلك بعض الأغراض الأساسية لصيانة السيارة.
أداء قوي ومحرك شرس
على الرغم من أن محرك هيونداي فيلوستر مأخوذ من طراز TCR المخصص للسباقات، إلا أن محركها التوربو رباعي الأسطوانات سعة لترين لم يحظ بأية تحسينات لرفع مستوى الأداء، ولكن طموحات الصانع الكوري كبيرة مع RM19، لذا قام بإضافة نسخة محسنة من المحرك وشاحن التوربو لتتمكن من التهام قدر أكبر من الهواء.
لم تفصح هيونداي عن تفاصيل كثيرة بخصوص أرقام الأداء، حيث اكتفت بالقول أن السيارة تولد أكثر من 390 حصان، إلا أن النسخة التي قمنا بتجربتها تم تعديلها لتُنتج 360 حصان فقط أثناء قيادتنا لها على مسار الاختبارات، في حين يتصل المحرك بناقل حركة آلي من 6 سرعات مأخوذ أيضاً من TCR، والذي يتميز بسرعة فائقة في التنقيل، لكن هذا الناقل قد لا يتوفر في النسخة الإنتاجية من السيارة، وعلى الأرجح ستحصل RM19 على ناقل الحركة الآلي مزدوج القابض الموجود في النسخة الحالية من فيلوستر.
وبالرغم من تحديد أداء المحرك لتوليد 360 حصان فقط من قوته، إلا أن ذلك كان كافياً لتزويدنا بتجربة قيادة متميزة، وأعطانا لمحة عن العزم الكبير الذي تتمتع به السيارة، حيث تتسارع RM19 من 0 إلى 96 كلم/سا خلال 4 ثوان، قبل أن تأتي الدفعة المذهلة عند 3,500 إلى 4,000 دورة في الدقيقة وهنا يبدأ الأداء المذهل، والجدير بالذكر أن المحرك يتصل بنظام دفع خلفي على عكس فيلوستر المزودة بنظام دفع أمامي، وهو الأمر الذي سيأتي مع بعض المخاطر، حيث أن القوة الكبيرة قد تؤدي لفقدان السائق التحكم بالسيارة على المنعطفات.
وتقول هيونداي أن السرعة القصوى لـ RM19 تصل إلى 250 كلم/سا، ولكننا لسوء الحظ لم نجد الطريق المناسب لمحاولة الوصول إلى هذه السرعة.
هيونداي RM19 سيارة سباق حقيقية
على الرغم من أننا لم نقم بتجربة RM19 على حلبة سباق، إلا أن قيادتها على مسار الاختبارات كانت كافية لتكوين فكرة واضحة عن إمكانيات السيارة، فمن الجولة الأولى على المسار، أظهر نظام ناقل الحركة أداءً شرساً عند التنقيل وبسرعة فائقة، كما أحسسنا بمدى عزم الدوران عند الوصول إلى 3500 دورة في الدقيقة، حيث أن القوة المعززة تأتي متأخرة وعنيفة، وهو الأمر الذي نجده في سيارات التوربو القديمة من تسعينيات القرن الماضي، وهو أمر حماسي بشكل كبير.
الاختلاف في توزيع الوزن الناتج من استبدال المحرك التقليدي بمحرك وسطي ظهر بشكل جلي عند دفع السيارة على المنحنيات المختلفة، وهو ما دفعنا إلى زيادة السرعة بشكل أكبر عن أخذ المنعطفات في اللفة الثانية على المسار، وعندها أحسسنا بالقوة الحقيقية للمحرك.
عملية الفرملة كانت تجربة جامحة هي الأخرى، فهي ليست مثل سيارات السباقات الأخرى، حيث أنها قادرة على الفرملة بشكل سلس، لكن الكبح على السرعات الكبيرة كان قاسي بشكل عام، لكن ردة فعل السيارة كانت ممتازة، حيث تميزت بتحكم مذهل على مختلف المنعطفات، وبالطبع كان للإطارات دور في ذلك إلى جانب نظام التعليق الهوائي المميز.
وبلا شك كانت تجربة هيونداي RM19 مثيرة للإعجاب، حيث من المذهل رؤية سيارة سباق ذات تعليق منخفض لديها القدرة على القيادة بهذه القوة وفي نفس الوقت لا يشعر السائق بكل مطب صغير يمر عليه.
شركة هيونداي لا زالت تدرس إمكانية إنتاج طراز RM19 وطرحه في الأسواق، لكننا بدون تردد نتمنى رؤيتها على الطرقات في أسرع وقت ممكن.
