حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

كتب – كامل عبد الفتاح 

130 سنة تقريبا على قصة السيارات في مصر والتي ارتبط بها انشاء نادي السيارات الملكي .. قصة أول سيارة دخلت مصر بدأت عام  1890 في عهد الخديوي توفيق أحد حكام الأسرة العلوية وحفيد  محمد على باشا .. أول سيارة كانت باسم الأمير عباس حلمي الثاني بن الخديوي توفيق بن اسماعيل  ،  والذي أصبح خديوي مصر من 8 يناير 1892    حتى عزله في 19 ديسمبر 1914 . كانت السيارات في سنواتها الأولي حكرا على أمراء أسرة محمد على وكبار الأثرياء أبناء الطبقة العليا في مصر .. ومن الطريف أن المصريين عندما شاهدوا أول عربة تندفع بدون حصان أو حمار يجرها هربوا من أمامها ووصفوها بالعفريت اعتقادا من العامة أن عربة تسير وحدها بلا حصان هي فعل من عمل الشيطان ، وحتى هذا الوقت المبكر كانت السيارات الفرنسية هي السائدة في القاهرة والاسكندرية  مثل ماركات بانار ليفاسور، ودايون بوتون، ومع بداية القرن العشرين 1900 أي بعد 10 سنوات من دخول أول سيارة  وصل عدد السيارات في القاهرة 110 سيارة وفي الأسكندرية 56 سيارة ومعنى ذلك ان معدل استيراد السيارات في العام الواحد خلال هذه الفترة كان 10 سيارات تدخل القاهرة وست سيارات من نصيب الاسكندرية ..

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

كان المصريون لايطلقون كلمة سيارة على أي عربة وانما ” أوتوموبيل ” وهي كلمة فرنسية تعني عربة أو سيارة ، وكان ذلك طبيعيا لأن كل السيارات التي دخلت مصر منذ عام 1890 فرنسية الصنع .. بدأ أهل القاهرة والاسكندرية يعتادون على السيارات وهي تتحرك بعد 10 سنوات من البداية وكثرت السيارات في الشوارع ونتيجة لانتشارها كان لا بد من تنظيم حركتها وإصدار تراخيصها، حيث أصدر حكمدار القاهرة قراراً ينظم سرعة السيارات، بحيث لا تزيد على 20 كيلومترا/ الساعة، وكان استخراج الرخصة يتكلف نحو 10 قروش أي مايعادل الآن هلله واحدة ، وكانت أول حادثة مرورية عام 1904، عندما اصطدم الأمير محمد علي توفيق بعربة كارو تحمل أخشابا .. وبعد ما أصبح في مصر مايقرب من 200 سيارة عام 1905 كان من الطبيعي أن يظهر مجتمع جديد من ملاك السيارات وكان أفراده كما قلنا من صفوة المجتمع ، ومن هنا ظهرت فكرة تأسيس نادي يلتقي فيه ملاك السيارات وبالفعل تحولت الفكرة الي واقع وأنشأ نادي السيارات عام 1905 وكان من أوائل المؤسسين للمنظمة الدولية للسيارات FIA سنة 1922 ويعتبرنادي السيارات من أبرز وأقدم اندية السيارات فى العالم ويرجع الفضل الاكبر فى إنشائه لمسانده من نادى السيارات الفرنسى وأنشئ النادى برعاية الخديوى عباس حلمي الثاني   ..

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

أصبح “الأوتوموبيل”  نجما مدويا في شوارع وميادين العاصمة المصرية يشاهده البسطاء ويتعجبون له ويستقله الأغنياء والموسرون الذين سارع أغلبهم لامتلاك هذا الاختراع ” الألفرنكة” – أي من صنع الفرنجة –   وكان أشهر من امتلك الأوتوموبيل آنذاك الخديو عباس حلمي الثاني، وشقيقه الأمير محمد علي، وحرص بعض من صفوة المجتمع الأغنياء من المصريين والأجانب على امتلاك السيارات من باب الوجاهة الاجتماعية، لتظهر في المجتمع المصري الراقي فئة جديدة، هي “ملاك السيارات”، الذين اجتمعوا برعاية من نادي السيارات الفرنسي على فكرة تأسيس نادٍ للسيارات، كان ميلاده الأول عام 1905 برئاسة الأمير عزيز حسن، واتخذ النادي في البداية مقرًا له بشارع الشواربى بمنطقة وسط القاهرة، فيما كان الغرض من تأسيسه هو جمع محبي ” الأوتومبيلات ”  من المصريين والأجانب، وأخذ النادي على عاتقه تعليم أعضائه مهارات القيادة مع تعريفهم بأجزاء السيارة وطريقة عملها. كان الغرض من انشاء النادى هو جمع محبى الأوتومبيلات من المصريين والأجانب المقيمين وبالطبع كان الشرط الاساسى للانضمام للنادى هو أمتلاك سيارة ولذلك ظل عدد اعضائه قليل ، ومن وقت  إنشاء النادى وهو يتولى تنظيم العديد من السباقات منها أول سباق للسيارات وأقيم بشبرا سنة 1905 وسباق ثانى عند سفح الهرم وثالث فى هليوبوليس سنة 1908 ورابع سنة 1911 .

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

عام 1914 اشتعلت الحرب العالمية الأولي ومثل كل الدول التي كانت في الحرب أو على صلة بمجرياتها أغلق نادي السيارات لأن الصناعة عالميا تحولت لميادين الحرب في أوروبا ، وفى عام 1913 سافر الأمير عزيز حسن للانضمام إلى الجيش العثمانى فى حرب البلقان، وكانت الحرب العالمية الأولى قد شارفت على الاندلاع فتحولت معظم مصانع السيارات لإنتاج الأسلحة في أوروبا، لذا توقف النادى عن مزاولة نشاطه وأغلق أبوابه ، وبعد نهاية الحرب عام 1918 أثيرت فكرة نادى السيارات مرة تانيه فى أوائل العشرينات من القرن الماضى مع ازدياد انتشار السيارات فى أنحاء مصر و بالفعل بدأت محاولات جادة منذ سنة 1920 – للإنشاء الثانى للنادى على ايد الكتير من عشاق السيارات و منهم الخواجة   اليكس كومانوس  الذي كان مديرا للنادى وقبل الاعلان عن الإنشاء التانى للنادى كان لا بد من استشارة الملك فؤاد  ووافق الملك على خروج النادى للنور وانعم على النادى الجديد بلقب ملكى ليصبح الاسم“نادى السيارات الملكى “،وأنشئ فى ذلك التوقيت فى 27 ابريل سنة 1924 فى مبناه الحالى بشارع قصر النيل المهدى من الاميرة فاطمة أسماعيل أبنة الخديوي اسماعيل  وتولى رئسة النادى الأمير محمد علي  ولى العهد الذي كان من أوائل  من أدخلوا السياره لمصر و تأسس النادى بـ 81 عضو وصلوا الآن الي  أكثر من 4500 عضو عامل وثلاثة أضعاف هذا الرقم كأعضاء منتسبين .

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

من أهم أنشطة نادي السيارات الملكي في مطلع عشرينيات القرن الماضي تنظيم اول معرض للسيارات فى مصر فى فبراير 1927 وسنة 1947 وفي عام  1950 وكان من مهام النادي وقتذاك  تشجيع السياحة بالاضافة الى للاهتمام بالطرق و المشاركة فى اصلاحها علاوة على تنظيم معارض السيارات والسباقات ومعاونة أعضائه على انهاء اجراءات الجمارك على سياراتهم و استخراج تراخيص المرور المحلية و الدولية علاوة على الاهتمام بتحديد اسعار المواد البتروليه مثل البنزين و الزيوت إضافة الى التعاون مع السلطات المختصة لمراعاة قواعد المرور و تنفيذها . أقام النادى فروع له فى بورسعيد و الاسماعيلية و الاسكندرية و بكل فرع سكرتارية خاصة للاستعلامات و تقديم الخدمات للأعضاء وللأجانب ، كما اقام فى كل موانى مصر و ميناء مارسيليا الفرنسى وكلاء يهتمون بتسهيل مختلف الاجراءات لكل أصحاب السيارات ويكونوا فى خدمتهم عند كل سفر أو وصول للسفن .

 فى اوائل الخمسينيات من القرن الماضى تولى محمد سلطان باشا رياسة لجنة المرور واللى ساهمت فى إدخال احدث النظم و الوسائل المتبعة فى العالم لتنظيم المرور وحركة المشاة إضافة لتزويد بعض الشوارع بالعلامات الارشادية و إشارات المرور الكهربية و كانت اختراعا مبهرا فى الفترة دى، كمان إنشئت اللجنة لجنة فنيه مهمتها التنسيق مع السلطات و مساعدة الكونستبلات و رجال المرور على اداء مهامهم و قامت اللجنة دى بإنشاء جمعية تعاونية لرجال المرور تعينهم على تحمل أعباء الحياة و كانت لفتة انسانية وكمان سائقى التاكسى قام النادى بتوفير الخدمات ليهم و منها تقديم زى موحد لنسبة كبيرة منهم حيث وفر النادى لهم 600 بالطو و غطاء للراس لبعض السائقين سنة 1951 كنموذج يحتذى به هؤلاء السائقين حتى يتوحد زيهم و يظهرون بالمظهر اللائق بهم و بسمعة مصر أمام السياح و الضيوف .

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

ظل النادى بمسماه (نادى السيارات الملكى) حتى قيام ثورة يوليو 1952 ثم تغير أسمة فى سنة 1953 ليصبح (نادى السيارات المصرى)  ومن أهم لجان  النادي لجنة للطرق برياسة الفريد مقار   بك وقامت بالكثير من الانجازات منها تنظيم المرور بطريق مصر – اسكندريه الصحراوى و تأمين مرور السيارات فيه و أقامت 4 مراكز كبيرة للاسعاف و الحقت بكل منها جراج لإصلاح السيارات المعطلة على الطريق عند تعرضها لحادث ، كمان قام النادى بانتاج بعض الافلام السينمائية للتوعية بمخاطر مخالفة قواعد المرور .

كان هناك نادي منفصل خاص بالرحلات يسمى(نادى الرحلات المصرى) تم تأسيسة سنة 1948 وكان تابع للشباب والرياضة وفي سنة 1967 صدر قرار وزارى من وزارة الشباب بدمج نــادى الرحلات فى نادى السيارات المصرى وأصبح إسمه نادى السيــارات والرحلات المصرى وظل يتبع وزارة الشباب ( المجلس الأعلى للشباب والرياضة آنذاك ) لغاية سنة 1971 .وفى 16 ديسمبر 1971 صدر القرار الجمهورى بتخويـل وزارة السياحة سلطة الإشراف والرقابـة على نادى السيارات والرحلات المصرى وإعتبارها الجهة الادارية بعدما برز ان الدور السياحى للنادى يغلب على الدور الرياضى .

 

حكاية العفاريت التي شجعت على تأسيس أول نادي للسيارات في مصر 1905

تعاقب على رئاسة نادى السيارات والرحلات المصرى إعتبار من سنة 1924 حتى اليوم نخبة من  الشخصيات العامة والسياسيه من أبرزهم الأمير محمد علي  ( 1924–1923 ) ، الامير عمر طوسون   (1932–1938) ، السيد محمد باشا طاهر (1939–1942  ) الأمير حسن طوسون  (1942–1947) ،  الأمير عباس حليم  (1947–1953) ،  السيد محمد باشا سلطان (1953–1962) ، الفريق أحمد حليم إمام (1962–1968) ،  المهندس حسن ناجى (1968–1971) ، لواء طبيب محمد عبد الحميد مرتجى (1971–1983) ، الاستاذ محى الدين أبو شادى (1983– 1995) ،  الاستاذ نعمان العلايلى (1995–2002) . اليوم وبحكم تطور الحياة واختلاف نوعية ورغبات الأعضاء، فقد أصبح يهدف إلى نشر الوعي السياحي بالسيارات وتنظيم إقامة الراليات وأنشطة سباقات السيارات والكارتينج والدراجات النارية بصفته الممثل الرسمي الوحيد في مصر للاتحادات الدولية للسياحة والسيارات، ومؤخراً استحدث النادي نشاطاً جديداً وهو عروض ومسابقات السيارات الكلاسيكية التاريخية، حيث تقوم الإدارة الخاصة بتلك السيارات بتنظيم فعاليات والمشاركة في العديد من معارض السيارات الحديثة كان آخرها معرض القاهرة الدولى عام 2014


Exit mobile version