يعتبر وجود الكاميرات داخل السيارة هذه الأيام شيئاً عادياً، فمثلاً يقوم الصحفيون باستخدام عدد من الكاميرات أثناء استعراض السيارة من الداخل، ودعونا لا ننسى الآلاف من مدوني يوتيوب الذين يستخدمون الكاميرات في كل مكان في حياتهم، ولكن في النهاية نحن نعلم ما يحدث للقطات المسجلة سواءً يتم رفعها على اليوتيوب أو استخدامها في التقارير الصحفية، أما بالنسبة لكاميرات فولفو الجديدة الموجهة نحو السائق، وهي كاميرات اختيارية ستتوفر لبعض السيارات في طرازات عام 2019، فهي ليست لهذا الغرض بالتأكيد.
وقد أطلقت التقارير الصحفية عليها اسم كاميرات التجسس، كما أفادت أنها لن تتوفر بشكل قياسي، ولكن ستكون عنصراً اختيارياً، وقد أفادت التقارير أن المسؤول الرقمي لشركة فولفو، عاطف رفيق، قال بأنه سيتم إطلاق الكاميرات خلال الـ 12 شهراً المقبلة، وقال: “يمكن للكاميرات تحديد مستويات الجلوكوز للسائق، لذا يمكنها استدعاء أحد أفراد أسرته أو المستشفى إذا كانت لديه مشاكل صحية.”
باختصار، تعتزم شركة فولفو تشغيل الكاميرات كنوع من أنظمة السلامة للسائق، من خلال مراقبة سلوكه، وبناءً على ما تراه يمكنها بعد ذلك اتخاذ خطوات لتأمين السائق، بشرط احتواء السيارة على التقنيات اللازمة لذلك بالطبع.
وقد استخدمت الشركة هذه الكاميرات من قبل في برنامج Drive Me لتطوير أنظمة السيارات ذاتية القيادة واختبارها، ومن الناحية النظرية، قد تقوم السيارات المستقبلية ذات أنظمة القيادة الذاتية بمراقبة السائق من خلال هذه الكاميرات، واستناداً على ما تراه، فإذا كانت حالة طارئة أو السائق في حالة خمول، فقد تفعل السيارة بشكل آلي أنظمة القيادة الذاتية.
كما ذكرت شركة فولفو استخداماً آخر للكاميرات الموجهة نحو السائق، وهي التعرف على الوجه، حيث يمكن التعرف على السائق وضبط اعدادات السيارة وفقاً لذلك مثل وضعية المقعد والمرآة وتفضيلات درجة الحرارة وإعدادات التطبيق وغيرها.
وإذا تساءلت عما إذا كانت هذه الكاميرات يمكنها التجسس علينا، فقد ذكرت التقارير أن البيانات المسجلة لا يتم مشاركتها خارج السيارة، ولكن السؤال الأهم الآن، هل يمكن اختراق هذه البيانات واستخدامها ضدك؟
وفي الختام ليس هناك شك في أن التكنولوجيا تجعل القيادة أفضل، ولكن على الرغم من ذلك يمكننا بالتأكيد ان نفهم لماذا قد تكون في بعض الأحيان غير مريحة للسائق، والآن، هل ترغب في الحصول على هذه التقنية الجديدة؟ شاركنا برأيك.