قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

 

معادلة صعبة وتحدي كبير يواجه التطور الهائل في صناعة السيارات ، ويتمثل التحدي في أمرين – الأول أن تكنولوجيا الاتصال والتحكم الآلي بالمركبات والتواصل الشبكي فيما بينها تسير بخطى أسرع من التطور الصناعي أو الميكانيكي للسيارات ، ولكن في المقابل فان المكونات الميكانيكية للسيارة أطول عمرا من تقنيات الاتصال التي أصبحت المتحكم الأول بالمركبة ، أما التحدي الثاني والأخطر فهو أنه مادامت السيارات تتواصل شبكيا من خلال تطبيقات انترنتية فان مهددات الاختراق والقرصنة كثيرة ويمكن أن تهدد يوما ما مدنا بالكامل بالشلل اذا استطاع قراصنة وقف عمل السيارات من خلال فك شفرات برامج ادارتها .. 

القراصنة اخترقوا الجيب بأمريكا

قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

ويسود عالم السياراتحاليا بعض التصورات المخيفة بشأن قدرة القراصنة على اختراق أنظمة السيارة والتحكم فيها عن بعد، بعدما تمكن الباحثان ميلر وكريس فالاسيك من السيطرة على إحدى سيارات جيب في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 3 سنوات ، وفرضا على السائق مناورات لم يتمكن من التحكم فيها. وقام الباحثان بالتحكم في سيارة جيب عن طريق الإشارات اللاسلكية مع تشغيل مكيف الهواء وفتح النوافذ الكهربائية، وانحرفت السيارة عن الطريق؛ نظرا لتوقف وظيفة دواسة الوقود . 

من جانبه أشار شتيفان روميل، رئيس قسم الاستراتيجية وتطوير الأمان بشركة كونتينينتال المغذية لصناعة السيارات، إلى أن عمليات اختراق السيارة تتطلب المزيد من الجهد والمعرفة والتكاليف الباهظة ، ومع تزايد تزايد أعداد السيارات، التي تعتمد على الأنظمة الشبكية؛ فمن  المتوقع حتى 2025 أن تتضمن كل سيارة جديدة خدمة الوصول إلى شبكة الإنترنت، ويعني مفهوم الشبكية الكاملة أن السيارات يمكنها الاتصال مع بعضها البعض أو مع التجهيزات البينية التحتية مثل إشارات المرور. وحسب تقديرات شتيفان روميل بشركة كونتينينتال فان كل سيارة يتم التصريح بها في أوروبا حاليا تتوفر بها وظيفة اتصال بنظام الطوارئ E-Call، وبالتالي يتوفر اتصال بالشبكة”. ووفقا لتقديرات الخبير الألماني فإنه من المتوقع خلال الخمس سنوات القادمة وجود أكثر من 100 مليون سيارة شبكية على الطرقات. 

بالسيارة 150 مليون سطر من الشفرة

قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

من جانبه قال جيوسيبي فاراندا، خبير استشاري في مجال الأمن السيبراني في شركة Karamba Security “إن الإلكترونيات أصبحت أمراً أساسياً للتحكم في السيارة ،  ونشهد تحولاً كبيراً من الأجهزة إلى البرمجيات في صناعة السيارات، مع اعتماد المركبات الحديثة الآن على 100 إلى 150 مليون سطر من الشفرة. وأدى هذا التحول من الأجهزة إلى البرمجيات المقترن بزيادة توصيلية المركبات إلى عاصفة كاملة من نقاط الضعف الملازمة للأمن السيبراني.” وكان السيد فاراندا يتحدث فيندوة على هامش معرض جينيف  وقال السيد فاراندا “إن صناعة السيارات تقلل من خطورة التحدي الذي يطرحه الأمن السيبراني.” ويمكن للتوصيلية أن تزود الأطراف الماكرة بالنفاذ إلى إلكترونيات التحكم في محرك الاشتعال وزيادة السرعة والتوجيه والفرملة. وإن الهجمات السيبرانية قادرة على تعريض الحياة إلى الخطر وتقويض الثقة في التكنولوجيات الناشئة وتوجيه ضربات كبيرة لسمعة العلامة التجارية لشركات صناعة السيارات. وقال تشاك بروكيش، مدير تنمية الأعمال التجارية الخاصة بالسيارات في شركة Green Hills Software “إن فشل البرمجية ليس خياراً. وينبغي ألا يكون دوراً مهماً، وإنما الدور المهم في إطار أنظمتنا”. وأضاف قائلاً “لن تستطيعوا أبداً تأمين كل سطر من أسطر الشفرة في مركبة ما. ولكن بإمكانكم عزل المكونات وجعل الشفرة صغيرة وقائمة بذاتها بما يكفي.”وحسب تقدير كثير من الخبراء في معرض جينيف الدولي للسيارات فان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتيح لشركات السيارات إضافة ميزات جديدة لمنتجاتها بوتيرة سريعة لكن الأمن لا يزال متخلفاً عن الركب.

تصميم المدن سيتغير

قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

ومن جانبها وفي ندوة خاصة بالأمن السيبراني للسيارات قالت السيدة مانويلا بابادوبول، الشريكة المؤسسِة والمديرة الإدارية لشركة “سانزي” الاستشارية، وهي شركة استشارية عالمية للإدارة والتسويق ، ان السيارة هي المكان الذي نمضي فيه الكثير من الوقت ونستهلك فيه التكنولوجيا ولكن بطريقة ما زالت غير آمنة. وما زلنا نقترف ذنب معاينة الهاتف أثناء قيادتنا للسيارة – لمطالعة نصوصنا، أو لتصفح صفحات الإنترنت والموسيقى. ويعود ذلك إلى أن التفاعل بين السيارة والسائق لا يزال في أول عهده، ولا يزال يجري على الوجه غير الصحيح. وبتحسين تفاعل المستخدم وتكنولوجيا الكلام، لن نحتاج إلى تلمُّس هواتفنا. وتلتحق شركات صناعة السيارات بهذا الركب بخطىً وئيدة. وإذ تغيب تكنولوجيا الكلام عن معظم السيارات، نظل نعوِّل على الهواتف. وهناك أيضاً إشكالات السلامة والأمن التي يتعين النظر فيها، مثل إشكالات الاستراق الحاسوبي. وتدعونا الحاجة لتصميم السيارات مع أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار وجعل المركبات سالمة ومأمونة. وأضافت بابادوبول ان مركبة اليوم والغد تختلف عن المركبات التي أُنتجت منذ 3 سنوات. لذلك يتعين وضع معايير مختلفة، خاصة للسيارات ذاتية القيادة. ونحتاج أيضاً إلى النظر في التشريعات ومسائل مثل كيفية تصميم المدن ومسارب الطرق وأماكن وقوف السيارات.

ثورة الجيل الخامس

قراصنة السيارات يستهدفون 150 مليون سطر من الشفرة بالمركبات الحديثة

قريبا لن يصبح جيل جديد لسيارة ما يعني اصدار صناعي مختلف ولكن الأقرب للواقع أن الأجيال الجديدة من السيارات سترتبط ارتباطا وثيقا بالأجيال الجديدة من الهواتف والحواسب والبرمجيات . انه الغد الذي يوشك أن يأتينا اليوم ، وسوف يدعم إطلاق الجيل الخامس  5G  تسريع حلول السيارات الموصولة وأنظمة النقل الذكية، ولكن هل يمكن لحركة صناعة السيارات أن تجاري سرعة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ جوهانيس سبرينغر، مسؤول البرامج، والمسؤول عن برنامج السيارات المزودة باتصالات الجيل الخامس، والأنظمة القائمة على التكنولوجياT-systems (، في شركة Deutsche Telekom Group ، أخبر الحضورباحدى ندوات معرض جينيف الدولي للسيارات  أن طرح الجيل الخامس  5G الذي يبدأ في الربع الأول من هذا العام  2019 ، سيسير في مسيرة ارتقائية بالنسبة إلى الشركة، لكن من حيث دورات تطوير صناعة السيارات … الأمر مؤجل إلى الغد.” وقال ستيفانو سورينتينو من شركة Ericsson ، الذي يرأس فريق العمل 2 التابع لرابطة السيارات الجيل الخامس   5G  والمعني بمعمارية النظام وتطوير الحلول: “نتلقى أكثر من طلب تجريبي واحد في الأسبوع” من صانعي السيارات الذين يرغبون في تجربة حلول جديدة تدعم الجيل الخامس ، وقال جيمز كولغيت، مدير الشؤون الاستراتيجية، في شركة Williams Grand Prix Engineering Limited : “ تتوجه قطاعات البرمجيات والدفاع والاتصالات كلها نحو قطاع السيارات. ولا يقتصر الأمر على السيارة، بل إنه يتعلق بجميع حلول التنقل. ويشكل اختيار الوتيرة الصحيحة عنصراً أساسياً في ذلك التطور. وأي شيء نفعله الآن يتعين أن يستشرف المستقبل ويتأكد من أنه يواكب عمر السيارة. 


Exit mobile version