هل تدفع السيارات المكدسة بالمخازن الوكلاء لخفض أسعار موديلات 2020
للعام الرابع على التوالي لاتزال مخازن السيارات تتكدس بموديلات أعوام سابقة ، مايعطل الأمل في أن موديلات عام جديد قد تحرك حالة الركود بالأسواق .. مبيعات السيارات في تراجع ملحوظ بأكثر الأسواق حيوية وقوة والنشاط كالسوق الصيني مثلا وهو الأكبر عالميا .. شركات كبرى تغلق عددا من مصانعها وتقلل من العمالة – منها جنرال موتورز وفورد وحتى هوندا اليابانيه التي أعلنت عن إغلاق مصنعها في سويندون، إنجلترا، وتسريح 3500 عامل، فيما قالت “نيسان” إنها تراجعت عن بناء منشأة لإنتاج سيارات الدفع الرباعي “إكس ترايل” في سندرلاند الإنجليزية. سعوديا وعربيا تراجعت المبيعات تأثرا بالظروف الاقليمية والدولية وشبح الركود الاقتصادي الذي يضرب أكبر الاقتصاديات العالمية ويربط كثيرون بين هذا الانخفاض المتواصل لمبيعات السيارات وانصراف الكثيرين عن استبدال سياراتهم بموديلات جديدة وبين تراجع البنوك عن تمويل السيارات خصوصا لمن تخضع رواتبهم لاقتطاع أقساط شهرية تزيد على 50 % ، ، ولجوء الكثيرين إلى استبدال سياراتهم الفارهة بسيارات اقتصادية.
الأسواق العربية
على مستوى الأسواق العربية فان الركود العالمي ينعكس علينا بكل تأكيد .. تراجع مبيعات السيارات هو العنوان المشترك بين الأسواق في المملكة العربية السعودية والاممارات العربية المتحده والسوق المصري ، وفي كل الأسواق العربية تقريبا .. سعوديا شهدت أسعار السيارات منذ بداية العام الجاري 2019 ركوداً كبيراً بسبب عزوف الكثيرين عن استبدال سياراتهم القديمة، وتحفظ البنوك عن تمويل السيارات خصوصا لمن تخضع رواتبهم لاقتطاع أقساط شهرية تزيد على 50 % إضافة لعدم استطاعة الكثيرين استبدال سياراتهم القديمه( الاستعمال الافتراضي من 3 الي 5 سنوات ) بأخرى جديدة بعكس ما كان في السابق، ولجوء الكثيرين إلى استبدال سياراتهم الفارهة بسيارات متوسطه وصغيره أكثر اقتصادية في استهلاك الوقود وأقل سعرا . المتوقع أن يستمر ركود المبيعات ، مما سيدفع الوكلاء لتصريف ما لديهم من مخزونات وبأقل الأسعار تفادياً لظهور موديلات جديدة تعمل على توفير الوقود ما سيعرضهم لخسائر أكبر إذا لم يقوموا بتصريف ما لديهم والاستجابة لمطالبات المستهلك. ومن المتوقع انخفاض أسعار السيارات في السوق قريباً خصوصاً تلك التي بحجم 6 و8 سلندر .
مخازن مكدسه
مع الركود في مبيعات السيارات بعكس توقعات حتى الوكلاء كان من نتيجته الطبيعية تكدس الموديلات السابقة بالمخازن ، وهو ماطرح سؤالا مهما – اذا كانت مويلات 2019 مكدسه بالمخازن وموديلات 2020 تزاحمها من الآن – فهل سيترتب على هذا الوضع انخفاض حتمي في أسعار السيارات سواء موديلات 2020 أو 2019 ؟ كثير من المحللين يرون ان خفض أسعار السيارات وتقليل هامش الربح أصبح أمرا حتميا لن يهرب منه أحد . ومن الأسباب القوية التي تفرض على الوكلاء اعادة النظر في سياساتهم التسويقية لأن الأسباب التي تجمعت ويربطها البعض بانخفاض مبيعات السيارات لاتزال قائمة ومنها تطبيق ضريبة القيمة المضافة، ورسوم العمالة، وتوطين قطاع منافذ البيع، وتراجع معدلات العمالة الوافدة، وزيادة أسعار الوقود، وكثرة الخيارات البديلة خاصة تطبيقات شركات السيارات التي تقدم خدمات التنقل للمواطنين في كل مكان ، والنتيجة الطبيعية لكل ذلك تكدس كثير من الموديلات االسابقه في مخازن وكالات السيارات.
الكبار يتألمون ..
صحيح أن السوق الصيني الآن هو الأكبر عالميا في انتاج ومبيعات السيارات ولكن سيظل السوق الأمريكي مثل ترمومتر يقيس حرارة الأسواق العالمية من عدمها ، وعندما تتراجع المبيعات في الولايات المتحدة ، ويتم غلق العديد من المصانع ، ومن أمريكا الي اوروبا سنجد تراجعا ملحوظا على الطلب في أسواق السيارات وتتواتر الأخبار عن الكثير من المصانع الأوروبية المهددة بالغلق بعدما سجلت انخفاضات كبيرة واضطرت لتسريح الآلاف من العاملين . وبعد اغلاق جنرال موتورز سبعة مصانع قالت السيده مارى بارا رئيسة مجلس ادارة الشركة ندرك أن علينا استباق تغيرات السوق وأذواق المستهلكين لتكون مؤسستنا في موقع جيد لتحقيق النجاحات على الأجل البعيد” . وقررت “فورد” تقليص حجم عملياتها وخفض آلاف الوظائف في أوروبا، وتسعى “جاكوار لاند روفر” لخفض 5 آلاف وظيفة في بريطانيا. وشهد سوق السيارات الصينية، تراجعاً ملحوظاً، في أبريل الماضي، بنسبة 14.6 %، مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي، لتسجل تراجعاً للشهر العاشر على التوالي. وعلى نفس الوتيره أكد اتحاد مصنعي السيارات في الصين أن مبيعات السيارات في بلدهم ( السوق الأكبر عالميا ) انخفضت 14.6 %، في أبريل 2019 ، مقارنةً بنفس الشهر من العام 2018 ، لتسجل تراجعاً للشهر العاشر على التوالي، وذكر الاتحاد أن المبيعات هبطت إلى 1.98 مليون سيارة. وجاء ذلك إثر هبوط بنسبة 5.2 % في مارس، و14 % في فبراير، فضلاً عن تسجيل أول انكماش سنوي منذ التسعينات في العام الماضي، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي والحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وتخفض شركات صناعة السيارات الأسعار في الصين، بعد أن طبقت الحكومة تخفيضات ضريبية لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي.
هل الكهربائية هي الحل ؟
في مواجهة حقيقة الركود بأسواق السيارات في العالم كان لابد من الاتجاه بالتفكير ناحية الاستثمارات الضخمة في السيارات الكهربائية والهجين وذاتية القيادة – والسؤال – هل هنا يبدأ الحل وتبدأ نسمات نشاط يعقب الركود في الاقتصاد العالمي ؟ ولو حدث ذلك من قبل المصنعين الكبار فما الذي يمكن توقعه بالاسواق المستورده والمستهلكة ؟ في أمريكا مثلا تراجع الطلب على السيارات الجديده رغم استمرار الإنفاق الاستهلاكي على سلع التجزئة. وفي المملكة مثلا ورغم التفاؤل بتمكين المرأة من استخراج رخصة قيادة تسمح لها بشراء وقيادة ماتحب من سيارات لم يحدث تأثيراً كبيراً على المبيعات ومازالت مبيعات السيارات تشهد تراجعا – والسؤال هل سيدفع هذا الواقع الوكالات الى تخفيض الأسعار وتقديم عروض تنافسية من أجل تصريف ما لديهم من استوكات خاصة أن موديلات 2020 بدأت فى الوصول تباعا للأسواق . وفي تصريحات سابقة قال السيد خالد الجفالي رئيس مجموعة الجفالي – وكلاء مرسيدس بنز بالمملكة العربية السعودية أن نسبة انخفاض مبيعات السوق من السيارات خلال العامين الماضيين بلغت 20 في المئة، والسوق لازالت تعاني من حالة ركود، ولم تتحسن كثيرا مع السماح بقيادة المرأة للسياره . تصريحات الجفالي تعطى مؤشرا الي مدى التراجع في مبيعات السيارات والي أهمية تبني سياسات تسويقية جديده تساعد الأسواق على استعادة عافيتها.