هل ستحول السيارات الذكيه حياتنا الي عالم رقمي وهل سنغيرها كما نغير الهواتف

هل ستحول السيارات الذكيه حياتنا الي عالم رقمي وهل سنغيرها كما نغير الهواتف

التغيير سريع بأكثر مما نحتمل أحيانا كبشر -، وفي عالم السيارات أصبحت الصناعة أقرب  لتكنولوجيا المعلومات ، أو بمعني آخر صناعة السيارات أصبحت ديجيتال بالاتجاه القوى نحو انتاج المزيد من السيارات الذكية القادرة على التواصل مع السيارات الأخرى وإشارات المرور عن طريق الأنترنت الي الحد الذي يجعلنا نتساءل – هل سيأتي يوم نغير فيه السيارات الرقمية كما نغير هواتفنا . هناك  تعاون واضح بين شركات السيارات وتلك التي تُعنى بشؤون التكنولوجيا ليبقى السؤال ما هو الشكل المتوقع لسيارة المستقبل؟ المؤكد انه قريبا سيتم الاستغناء عن المقود والتحكم  بالسياره  من خلال أوامر صوتية وعن بعد ايضاً. باختصار سيارة اونلاين قادرة على التواصل. سيارة قادرة على التعرف على محيطها وتقود نفسها بنفسها. أما الهدف فهو تقليل الحوادث تماماً كما أعلنت مجموعة من الشركات وليس شركة واحدة، حيث على السيارة معالجة الصور التي ترسلها الكاميرات لها في الوقت الحقيقي .. من الحقائق التتي تحدث بشأنها كبار المسئولين في شركات كبرى مثل مرسيدس وبي ام دبليو أن وسائل النقل في المستقبل تمثل سوقاً متنامية لمطوري البرامج الذين سيعرضون كيف يمكن ان تعمل وسائل النقل مستقبلاً من خلال ارسال السيارات تقارير عن مسارها لتنبيه السيارات الاخرى. ويكفي أن سيارة المستقبل ستحتاج لمعالجة بيانات سيصل حجم بعضها الى 100 ميغابايت، وهي كمية بيانات كبيرة نسبياً لكنها تتيح لتقنية الحاسوب المتقدمة التعامل مع البيانات واستخلاص أوامر القيادة منها.

عصر مابعد محركات الاحتراق الداخلي :

وفي اتجاه نحو الاستغناء عن سيارات الاحتراق الداخلي  تعتزم العديد من الحكومات بحلول عام 2040 حظر بيع جميع السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين والديزل وأنواع الوقود المختلفة الأخرى، بناءً على مخاوف متصاعدة من أن ارتفاع مستويات أكسيد النيتروجين وملوثات الجو الناتجة عن السيارات سيشكل خطراً متزايداً على الصحة العامة.الحكومة الفرنسية  أعلنت رسميا  عزمها إنهاء مبيعات الديزل والبنزين بحلول  2040  كجزءٍ من أهدافها الطموحة التي وضعتها في ظل مؤتمر باريس للمناخ. كذلك اعلنت شركة السيارات السويدية “فولفو” نيتها  التركيز على تصنيع السيارات الكهربائية  خلال العقد الجاري 2020 – 2030 ، هولندا قررت حظر الوقود والديزل ابتداءً من عام 2025، فيما تسعى بعض الولايات الفدرالية في ألمانيا للتخلص التدريجي منهما حتى عام 2030. وكل ذلك يعطينا مؤشرات لبداية النهاية لهيمنة محرك الاحتراق الداخلي على السيارات بعد أكثر من قرن من الزمان على إنتاجه.

القياده الرقمية .. ماذا تعني

هل ستحول السيارات الذكيه حياتنا الي عالم رقمي وهل سنغيرها كما نغير الهواتف

هناك العديد من النظم الموجودة داخل السيارات الذكية لتجعلها قادرة على القيادة الذاتية دون سائق، إذ يوجد بها أجهزة استشعار عن بُعد، تستطيع رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للسماح للسيارة برؤية المخاطر المُحتملة. يتم ذلك من خلال انبعاث شُعاع الليزر من السيارة، وارتداد نبضاته مرة ثانية لتحديد المسافات بدقة، وتحديد ملامح الأشياء والكائنات المحيطة والأشخاص، إضافة لرصد مواقف السيارات القريبة، وبينما تستطيع أجهزة الاستشعار رسم الخرائط، فإنها لا تتمكن من تحديد سرعة السيارات المُحيطة بدقة في الوقت الحقيقي، لذلك يأتي دور الرادار لإرسال إشارة إلى المُعالج لتشغيل الفرامل، أو الخروج من الطريق عند الحاجة لتجنب الحوادث.

وتوفر الكاميرات الموجودة بالسيارات ذاتية القيادة صور متداخلة لمُحيط السيارة، ولا تختلف في ذلك عن عمل العين البشرية التي تُعطي صورًا متداخلة قبل تحديد عمق المجال المحيط والحركات الهامشية وأبعاد الأشياء. وتوفر كل كاميرا زاوية رؤية بنسبة 50 درجة، وبدقة تصل إلى نحو 30 مترًا، بينما تُمكن أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية، الموجودة في عجلات السيارة من الكشف عن المركبات الأخرى الموجودة في موقف السيارات، ويُحلل جهاز الحاسوب المركزي كافة البيانات المتاحة من أجهزة الاستشعار للتحكم في التسارع والتوقف وكل العمليات الأخرى.

سباق العمالقة للاستحواذ على المستقبل :

هل ستحول السيارات الذكيه حياتنا الي عالم رقمي وهل سنغيرها كما نغير الهواتف

أمام تحديات التطوير والانتقال من عصر سيارات الاحتراق الداخلي الي عصر السيارات الكهربائية ذاتية القياده عززت شركتا دايملر وبي.إم.دبليو تحالفهما لتتقاسما تكلفة تطوير تقنيات عالية للقيادة الآلية، على الرغم من أن كل شركة منهما تبذل جهودا مستقلة لتطوير سيارات ذاتية القيادة بالكامل، ودفعت التكاليف المرتفعة لتصميم وتصنيع المركبات التي تعمل بالكمبيوتر ، من جانبها شركة هوندا تتعاون  مع جنرال موتورز، بينما

هل ستحول السيارات الذكيه حياتنا الي عالم رقمي وهل سنغيرها كما نغير الهواتف

بي.إم.دبليو ودايملر فعليا ستطوران  نموذجا يغطي عددا من مراحل التشغيل الآلي بما في ذلك التكنولوجيا التي تتيح القيادة الآلية على الطرق السريعة وسيكون التركيز في البداية على تطوير تقنيات الجيل التالي من أنظمة مساعدة السائق والقيادة الآلية على الطرق السريعة والخصائص المتعلقة بانتظار السيارات“.العملاق الياباني – شركة تويوتا بدورها ومن خلال  وحدة أبحاث الروبوتات والذكاء الاصطناعي بها   تمكنت من الاستحواذ على خبير الروبوتات الشهير من عملاق التكنولوجيا غوغل لتعزيز وحدة الذكاء الاصطناعي فيها، وتقول تويوتا أن نوعاً آخر من الآلة قد يحل محل السيارات باعتباره الرغبة الرئيسية. ويقول برات “الروبوتات في المنازل قد تُصبح في النهاية ذات أهمية شخصية في المستقبل أكثر بكثير مما كانت عليه السيارات في الماضي”. وأكدت شركة تويوتا تريد الاستفادة من المهارات المُكتسبة من أجل صنع السيارات دون سائق لتواكب تطوير الروبوتات المنزلية التي يُحتمل أن تُبشّر بتحوّل كبير في أعمالها يعادل في ضخامته ابتعادها منذ عقود عن المعامل الميكانيكية في بداية عصر السيارات.

 


Exit mobile version