هل هروب كارلوس غصن من اليابان سيظل أكبر صفقة فاشلة في تاريخ القيصر

هل هروب كارلوس غصن من اليابان سيظل أكبر صفقة فاشلة في تاريخ القيصر

كارلوس غصن .. القيصر العارب

 

الهروب المثير لكارلوس غصن من اليابان الي لبنان مرورا بتركيا نقل الصراع من مشكلة رجل صناعة شهير مع تحالف صناعي كان على قمته الي صراع أشبه بحرب العصابات بين رجل ودولة .. كارلوس غصن لم يعد في مواجهة مع لوبي ياباني داخل نيسان لم يكن يرغب في استمرار الرجل على رأس تحالف يضم معهم رينو وميتسوبيشي ، الوضع الراهن الآن نقل ميدان المواحهة الي ساحات أكبر أصبح تناول اسم كارلوس غصن بنشرات الأخبار الدولية أقرب مايكون للحديث عن زعيم للقاعده أو دولة الواعش .. نعم – غصن لم يقتل عصفورا يابانيا ولكن بنظر اليابانيين فالرجل ذبح العدالة والقانون وخدع كل رجالاتها ..

مالمصير الذي ينتظر كارلوس غصن :

سيناريوهات مابعد هروب كارلوس غصن ستظل مفتوحة لفترة طويلة على أكثر من احتمال ، وكل الخيارات مره .. تسليم نفسه يعني أن جريمة هروبه ستضاف الي ماسبق من اتهامات اعتقل بسببها وأن سنوات من السجن المغلظ بانتظاره ، ولو ظل هاربا فلن يستطع العمل في أي مكان ولن يسمج له بتأسيس أي كيان صناعي أو تجاري باعتباره مطلوبا للعدالة ، ولوقرر الاقامة في لبنان بقية  عمره فانها نهاية أشبه بالانتحار البطيء لرجل كان يملأ الدنيا ضجيجا واذا به يموت كفأر عجوز . فرنسا التي يحمل جنسيتها وكذلك البرازيل – دولتان بينهما وبين اليابان من العلاقات والمصالح مايجعل لجوء غصن لأي منهما شبه مستحيل – مكاسب الدول ومصالحها أقوى بكثير مما تتطلبه الأخلاق والمروءة ..

الحرب المفتوحه بين كارلوس غصن والعدالة اليابانية :

هل هروب كارلوس غصن من اليابان سيظل أكبر صفقة فاشلة في تاريخ القيصر

مشكلة كارلوس غصن الآن أنه نقل الخصومه بينه وبين أعدائه داخل  نيسان الى مواجهة مع الدولة اليابانية ممثلة في مؤسستها العدلية .. اتهام غصن للادعاء الياباني بالتواطؤ مع نيسان الدولية – التي كان يرأس مجلس ادارتها  – في كل وقت وكل مكان فيه جرح لكبرياء وشموخ دولة مثل اليابان – أحد معاقل صناعة السيارات في العالم – وعليه فقد أعلن الانتربول الياباني  في نشرة للانتربول الدولي عن طلب توقيف كارلوس غصن وتسليمه للسلطات اليابانية .. لبنان الدولة ليس بينه وبين اليابان اتفاقية تسليم مطلوبين وهذا سبب احتماء كارلوس غصن بلبنان وتصريحه في مؤتمرة الصحفي بأن لبنان هو البلد الأول والأكبر الذي وقف الي جانبه ..

كارلوس غصن خارج حسابات قصر الاليزيه :

هل هروب كارلوس غصن من اليابان سيظل أكبر صفقة فاشلة في تاريخ القيصر

من الواضح أن فرنسا الدولة ومن داخل قصر الاليزيه ليست على استعداد لاستقبال كارلوس غصن أو حتى الدفاع عنه أو التعاطف معه .. مصالح فرنسا مع اليابان أهم من مسئولية الدفاع عن غصن – الأمر الثاني أن للحكومة الفرنسية خصة ليست صغيره في أسهم رينو وليس لديها استعداد للتصحية بحصتها هذه بالدخول في مغامرة الوقوف بخندق كارلوس غصن .. وثالث الأسباب أن هناك الكثير من الاتهامات التي وجهت الي غصن لشبهات فساد وسوء استغلال للمنصب أثناء رئاسته لرينو – نيسان – وعلى مايبدو أن الفرنسيين في التعامل مع قضية كارلوس غصن يطبقون المثل العربي ” ابعد عن الشر وغنيله ”

لبنان .. بداية أم نهاية  كارلوس غصن :

هل هروب كارلوس غصن من اليابان سيظل أكبر صفقة فاشلة في تاريخ القيصر

في أول مؤنمر صحفي (يوم 9 يناير ) عقب هروبه قال غصن ” انني مستعد للبقاء لفترة طويلة” في لبنان. وانني اخترت  القدوم إلى لبنان “لاعتبارات لوجستية أكثر من أي أمر آخر”، “مضيفا “لا أعتبر نفسي سجينا في لبنان وأنا سعيد لوجودي هنا”، نافيا وجود أي “خطر” عليه. الكثير مما صرح به غصن قريب من الحقيقة والواقع الآن – ولكن كارلوس يعلم تماما أن مواقف الدول معلقة في الهواء وتغيرها العواصف عندما تهب فجأة وعلى غير انتظار .. لبنان اليوم قد لايكون هو لبنان غدا – ومن يدري – هل يمكن أن يتعرض الرجل الذي خدع دولة الي عملية قرصنه تعيده الي بلاد الساموراي بسيناريو أكثر اثارة من سيناريو الهروب الأول . هل فكر كارلوس غصن في أن القضاء الياباني قد يطلب تجميد  أسهمه في رينو ونيسان  خاصة وأن غصن نفسه أعلن في مؤتمره الصحفي أن شركة نيسان “خسرت 40 مليون دولار يوميا” منذ توقيفه عام 2018. وأن قيمة شركة رينو “في البورصة خسرت أكثر من خمسة مليارات يورو، أي أكثر من عشرين مليون يورو يوميا”.

المؤكد الآن فقط أن كارلوس غصن في لبنان وأن القضاء الياباني لن يكف عن طلب تسليمه للسلطات اليابانبة وأن قيصر الصناعة الأول في العالم أصبح قصة من الماضي لرجل بلا مستقبل

 


Exit mobile version