الرجل الذي صنع لنا كل من موستنج والميني فان توفى، فعالم السيارات في حالة حداد اليوم على فقدان أحد عمالقة هذه الصناعة، فقد كان يعرف لي ياكوكا بأنه الرجل الذي ساعد في إطلاق فورد موستنج في الستينيات ثم أنقذ كرايسلر من الإفلاس في الثمانينيات، ولكن إذا نظرت بشكل أعمق، فقد كان تأثيره هائلاً في عالم صناعة السيارات.
رئاسته لفورد
ولد ليدو أنتوني ياكوكا في ولاية بنسلفانيا في 15 أكتوبر 1924، لوالدين مهاجرين، ولقد شُهر باسم لي وذلك لأن اسم ليدو ياكوكا قد تسبب في حدوث ارتباك عند إجراء مكالمة هاتفية بعيدة المدى أثناء السفر عبر الساحل الشرقي لتعليم موظفي فورد كيفية بيع الشاحنات، وبدأ ياكوكا العمل في شركة فورد في عام 1946 وشق طريقه في الشركة قبل أن يلعب دوراً رئيسياً في تطوير سيارة فورد موستنج والمساعدة في إنشاء قطاع جديد بالكامل من السيارات، وتم تعيينه رئيساً لفورد في عام 1970، ولكن تم عزله من قبل هنري فورد جونيور في عام 1978.
ويقول ياكوكا عن وقته كرئيس لفورد في سيرته الذاتية: “عندما وصلت أخيراً إلى هناك، كنت على رأس العالم، ولكن بعد ذلك قال لي القدر انتظر، لم ننته منك، الآن أنت ستكتشف ما تشعر به عندما يتم تقع من جبل إفرست!”.
إنقاذه لكرايسلر
في عام 1978، انضم ياكوكا إلى كرايسلر قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للشركة في عام 1979، فقط ليجد نفسه مع جبل مختلف لتسلقه هذه المرة، فقد كانت كرايسلر على وشك الإفلاس، ولكن ياكوكا تمكن من إبرام صفقة مع الحكومة الفيدرالية لإنقاذها، وقد علم ياكوكا قيمة السيارات الموفرة للوقود أثناء وجوده مع فورد، وعلم ذلك مرة أخرى مع كرايسلر، كما أشرف على تطوير قاعدة عجلات K-car، وجهز الشركة لسداد قرض الإنقاذ مبكراً، كما ابتكر سيارة ميني فان اختبارية وكان لها دور رئيسي، جنباً إلى جنب مع موستنج، في تطوير قطاع آخر مزدهر لصناعة السيارات، وبفضل الارتياح المالي الجديد لشركة كرايسلر، قامت الشركة بإحضار سيارة هي في أمس الحاجة لتسويقها وإنتاجها وهي دودج فايبر.
ومنذ وفاة ياكوكا لأسباب طبيعية ومضاعفات مرض الشلل الرعاش في منزله في بيل إير في لوس أنجلوس، تدفقت الإشادات ممن عملوا معه في عالم صناعة السيارات، كما أصدرت شركة فيات كرايسلر بياناً يعبر عن الحزن العام، حيث قالت: “تحزن الشركة على خبر وفاة ياكوكا، لقد لعب دوراً تاريخياً في قيادة كرايسلر خلال الأزمة وجعل لها قوة تنافسية حقيقية، ولقد كان أحد كبار قادة شركتنا وصناعة السيارات ككل كما لعب دوراً عميقاً بلا كلل كرجل أعمال”.