إن طرح شركة لوتس تيك للاكتتاب العام لم يكن قصة النجاح التي ربما كانت جيلي تأمل فيها، وبعد أسبوعين، انخفضت أسهم لوتس في بورصة ناسداك بنسبة 40% تقريبًا، من 13.80 دولارًا (51.75 ريال) عند الإدراج في 23 فبراير إلى 8.37 دولارًا (31.39 ريال) عند النشر، وانخفضت إلى 5.75 دولارًا (19 ريال) في الأسبوع الماضي، وفي الواقع، كان هذا هو الأحدث في سلسلة من خيبات الأمل لشركة صناعة السيارات الصينية، التي قوبلت اكتتاباتها العامة الأولية السابقة بنتائج مماثلة.
انخفاض في أسهم لوتس ليس الأول لمجموعة جيلي
لقد انخفضت أسعار أسهم شركات فولفو للسيارات، وبولستار، وإيكاركس منذ الاكتتاب، ومن المحتمل أن تكون هذه الإخفاقات السابقة قد أثرت على قرارات المستثمرين المحتملين في لوتس، ومع ذلك، بالنسبة لشركة جيلي الأم، قد يكون ذلك فألاً مثيراً للقلق حيث تحاول المجموعة طرح المزيد من العلامات التجارية للاكتتاب لجمع التمويل لمساعدتها للمنافسة في قطاع السيارات الكهربائية المكلفة.
والعلامة التجارية التالية التي سيتم طرحها للاكتتاب العام هي شركة صناعة السيارات الكهربائية الجديدة زيكر، مع المستندات المقدمة بالفعل لإدراجها في بورصة ناسداك، ولكن وفقًا لشون رين، المدير الإداري لمجموعة أبحاث السوق الصينية، وهي شركة استشارية في شنغهاي، فإن توقعات جيلي على المدى القصير لا تبدو رهانًا آمنًا، وقال رين، في حديثه لصحيفة فايننشال تايمز: “ليس لديهم استراتيجية قوية على المستوى الدولي أو في الصين”، “إنهم [جيلي] لديهم عدد كبير جدًا من العلامات التجارية المتداخلة التي لا معنى لها”.
ويمكن أيضًا أن يُعزى عدم الاهتمام بشركة لوتس، وهي علامة تجارية مشهورة تتحول إلى شركة تصنيع سيارات تركز على السيارات الكهربائية، إلى المخاوف المتزايدة بشأن الطلب على السيارات الكهربائية في الغرب، وبالإضافة إلى ذلك، كان أداء شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأخرى ضعيفًا بعد إيجابية الاكتتاب العام الأولي، وأبرزها ريفيان ولوسيد.
وفي حين أن شركات صناعة السيارات الصينية الأخرى قد لا تشعر بالقلق مثل جيلي، فإن طموحات مؤسس الشركة في التحول إلى العالمية تجعل من توليد الأموال أهمية خاصة للتوسع، ويريد لي شوفو، مؤسس جيلي، أن يجعل شركته من بين أفضل 10 شركات، وهذا يعني استثمارات كبيرة خارج الصين، وفي المقابل، في حين تقوم الحكومة الصينية ووكالات التنمية بتمويل شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأخرى، فإن مثل هذا الاستثمار يأتي مع توقع بناء المصانع في المقام الأول داخل البلاد.
تفاؤل مجموعة جيلي بتعافي أسهم لوتس
ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن هذا جزء من لعبة أطول بكثير من قبل الشركة، وفي الواقع، مع شركة فولفو – وهي علامة تجارية كانت تكافح ذات يوم – كانت جيلي صبورة، وتتبنى نظرة مستقبلية أطول أجلا، ويبدو أنهم يكررون هذا النهج مع لوتس أيضًا، وقد يكون من المنطقي أن هذه الاستراتيجية لم تنعكس بعد في أسعار أسهم لوتس، وقال أحد الأشخاص المقربين من الشركة: “هذه ليست أسهمًا مقلوبة”.
وفي الوقت نفسه، لا يزال تحول لوتس في بداياته، والمدير المالي أليكسيوس لي متفائل بشأن قطاع العلامة التجارية، حيث تبلغ تكلفة السيارات الكهربائية أكثر من 80 ألف دولار (300 ألف ريال)، ويعتقد أن شركة لوتس هي من أوائل الشركات التي تبنتها في سوق كبيرة تنمو عامًا بعد عام، ويتوقع أن تتمكن الشركة من توليد الربح بحلول العام المقبل بفضل مبلغ 880 مليون دولار (3.3 مليار ريال) التي جمعته من المستثمرين ومبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار (1.875 مليار ريال).
وقال مايك جونستون، الرئيس التجاري لشركة لوتس، إن المستثمرين مهتمون “بتاريخ الشركة وتراثها”، ويأملون أن يساعد نجاح العلامة التجارية في سباقات السيارات في تمييزها عن جحافل السيارات الكهربائية سريعة التسارع، ستنتج لوتس سيارات الدفع الرباعي الجديدة في ووهان، الصين، وهناك سيتم تصنيع سيارات مثل إليترا وتستهدف الشركة بيع 150 ألف سيارة بحلول عام 2028، ارتفاعًا من بضعة آلاف فقط.
وفي الختام، بحسب ما ورد رفض المقربون من جيلي أسعار أسهم لوتس باعتبارها تقلبات قصيرة المدى، إنهم واثقون من أن الشركة تسير على الطريق الصحيح وأنه بحلول نهاية العقد، ستبدو الأمور مختلفة كثيرًا، وتشير صحيفة فايننشال تايمز أيضًا إلى أنه إذا كانت جيلي ستستمر في طريقها نحو العالمية، فيجب عليها المضي قدمًا في استراتيجية التعويم الخاصة بها، ومع ذلك، فهذا يعني أن تشكيلة المجموعة المعقدة إلى حد ما – والتي، بالإضافة إلى فولفو للسيارات، وبولستار، ولوتس، وزيكر، وإيكاركس، تشمل استثمارات في بروتون، وسمارت، وليفك، ولينك آند كو، وأستون مارتن، وشركة فولفو، ومرسيدس، سوف يصبح أكثر تعقيدًا.
شاهد أيضاً:
