الهايبرلوب يصل إلى السعودية

الهايبرلوب يصل إلى السعودية

ذكر معهد Future Observatory لأبحاث علوم المستقبل ، عن سعي المملكة العربية السعودية إلى إدخال نظام النقل فائق السرعة المعروف بهايبرلوب إلى البلاد ووضعه في الخدمة بما ينسجم مع رؤيتها 2030 لتحديث مدن المملكة، بهدف الحد من مشكلات المواصلات وتسهيل التنقل بين حواضرها.

وأعلنت السلطات السعودية مطلع أبريل/نيسان الماضي، أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة «فيرجن هايبرلوب ون» (Virgin Hyperloop One) الأمريكية التي تتخذ من ولاية لوس أنجلوس مقرًا لها، لتطوير نموذج أولي للمشروع.

وأشارت صحف محلية سعودية إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبر خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي عن اهتمامه بالتقنية الحديثة، وإمكانية الوصول إلى اتفاقيات لإرسال مهندسين سعوديين إلى المصانع الأمريكية، لتدريبهم على التقنيات المستقبلية.

وأوضح خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أن المملكة ترغب في أن تشارك في تجربة تطوير الهايبرلوب للتأكد من جدواها، مشيرًا إلى أن التقنية الجديدة أثبتت نجاحها في التجارب الصغيرة لكن يجب خفض تكلفتها وتجربتها لمسافات أطول لتصبح مفيدة عمليًا؛ وقال إن «المكاسب ستكون لمن يأخذ قدرًا معقولًا ومدروسًا من المخاطرة.»

وذكرت شركة فيرجن هايبرلوب ون إن «نتائج المشروع تقلص كل ساعةٍ من السفر إلى بضع دقائق، بربط مدن المملكة مع العديد من مدن المنطقة، ومنها إمارتي دبي وأبوظبي.» دون أن تحدد مسارًا دقيقًا للمشروع.

والهايبرلوب؛ نظام نقل ثوري جديد يفوق سرعة الصوت (نحو 1200 كم/سا) ابتكره المخترع ورجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، ويستند إلى دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء، تربط بين محطتَين، لتندفع داخله كبسولات بسرعات عالية على وساده هوائية مضغوطة لا تحتك بجدران الأنبوب، بالاعتماد على حقل مغناطيسي يوفره مولد كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية.

وتسعى المملكة إلى التخفيف من الاعتماد على الوقود الأحفوري، بوضع خطط لتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة؛ ومنها خطة «نيوم» الأضخم من نوعها عالميًا لبناء مدن ذكية تعتمد الطاقة النظيفة بالكامل وتوفر استثمارات لربط القارات، في المنطقة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة.

وفي أبريل/نيسان 2016، أعلنت السعودية التي تعد أكبر مُصدِّر للنفط الخام في العالم رؤيتها المستقبلية 2030؛ من ضمن أهدافها إنتاج 9.5 جيجاواط من مصادر الطاقة البديلة، لاسيما من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وتسعى المملكة لإحياء برنامجها المتوقف للطاقة الشمسية، وتحقيق المزيد من الأهداف الطموحة، التي وضعتها قبل أكثر من ستة أعوام، بعد إحراز تقدم محدود في تحويل إمدادات الطاقة.

وقد يشكل إدخال تقنية الهايبرلوب إلى المملكة فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال المحلية، وتوفير فرص عمل عالية الجودة للشباب الباحثين عن العمل.

وفي الخط الواحد من مشروع الهايبرلوب يمكن إطلاق كبسولةٍ تحمل 20 راكبًا كل 30 ثانية، دون خطورة اصطدام الكبسولات أو خروجها عن المسار، إذ يوفر النظام مسافة أمان بين كل كبسولة وأخرى تتجاوز 5 كلم.

واستقى الملياردير إيلون ماسك فكرة المولد الكهربائي العامل بالطاقة الشمسية المُستخدَم في الهايبرلوب، بعد أن استخدمه بنجاح في صناعة السيارة الكهربائية تسلا طراز إس، المصنفة كأول سيارة كهربائية آمنة قابلة للاستخدام.

وسبق أن أكد ماسك على أن نظام هايبرلوب يعد أكثر أمنًا وأسرع وأقل تكلفة وأكثر راحة من أي وسيلة مواصلات حالية.

ولا يتأثر نظام هايبرلوب بالأحوال الجوية مع بقاء الكبسولات في مأمن من الرياح والجليد والضباب والمطر داخل أنابيب النقل، ولا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي نتيجة وجود بطاريات احتياطية في كل كبسولة.

ويحظى نظام هايبرلوب، الذي يُطلق عليه وصف «قطار المستقبل» باهتمام عالمي، وتدعم حكومات عدة تنفيذه في أراضيها؛ ومنها فرنسا وروسيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والولايات المتحدة.

وعربيًا؛ تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة إنشاء أول نظام هايبرلوب تجاري في أراضيها، بين أبوظبي ودبي، ليكون متاحًا للاستخدام في العام 2020، إذ وقعت شركة الدار العقارية الإماراتية في أبريل/نيسان الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة هايبرلوب لتكنولوجيا النقل المبتكرة «هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز» (HTT) لإنشاء مركز هايبرلوب جديد في منطقة سيح السديرة بالقرب من موقع إكسبو 2020 ومطار آل مكتوم الدولي.

ويتضمن المركز الجديد مسارًا تجاريًا متكاملًا ومركزًا للبحوث والتطوير، ومعرضًا لاستقبال الزوار ومركزًا للابتكار، ويمتد طول السكة في المرحلة الأولى إلى 10 كلم، ومن المقرر أن تشمل المراحل التالية مستقبلًا، إنشاء شبكة تجارية مترابطة عبر دولة الإمارات ومخارجها، ليدخل القسم الأول من النظام حيز التشغيل مع انطلاق معرض إكسبو 2020.


Exit mobile version