حرب الرقائق الاليكترونية من السيارات للطائرات والصواريخ الموجهه

حرب الرقائق الاليكترونية من السيارات للطائرات والصواريخ الموجهه

تسلل لنشرات الأخبار مطلع عام 2020 مصطلح “ الرقائق الإليكترونية ” أو أشباه الموصلات . الجمهور العام من الناس في العالم لم يكن لديه الكثير من المعرفة بهذه الصناعة ومتى بدأت وأين توجد وتتركز ، وما هي الرقاقة الاليكترونية وكم يبلغ سعر الواحده منها  ؟ . الحقيقة ان صناعة أشباه  الموصلات بدأت نهاية خمسينيات القرن الماضي – أي أن عمرها يتجاوز ال 75 عاما كصناعة . الرقائق الإلكترونية هي شرائح متناهية الصغر، وهي صناعة دقيقة جدا ، وايضا مكلفة جدا ، وتعتبر الرقائق أساسية لتشغيل الأجهزة الإلكترونية والموبايلات والكمبيوترات والسيارات الحديثة خصوصاً الكهربائية.بدأت صناعة الرقائق في الولايات المتحده ، ولكنها انتقلت منها إلى خارج حدودها لتصبح تايوان اليوم المنتج الأكبر للرقائق يتلوها اليابان .

تكلفة مصنع للرقائق الاليكترونية يكلف 25 مليار دولار

صناعة الرقائق بتايوان الأكبر عالميا

انشاء مصنع للرقائق الاليكترونية يكلف حوالي خمسة وعشرين مليار دولار ، أي مايعادل تكلفة انشاء محطة نووية ، وتعد شركة  TSMC   التايوانية بمثابة عملاق صناعة الرقائق، وبرأسمال سوقى قدره ٣٥٠ مليار دولار، أى ما يعادل خمسة أضعاف شركة «إنديتكس» الأمريكية المتخصصة ايضا بصناعة الرقائق .منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأ العالم ينتبه إلى تحول نوعي في كل الأجهزة والمعدات التي يتم التحكم بها عن بعد ، وكذلك كل أجهزة الحواسيب والهواتف النقالة التي تتعامل مع برمجيات لاحدود لها . لم يكن أحد يربط بين هذا التطور النوعي وبين الرقائق الاليكترونية التي هي أساس هذا التحول .

الرقائق الاليكترونية تحدد مستوى فخامة السيارات

الرقائق تحدد حداثة وفخامة السيارات

في عالم السيارات تحديدا بدأت أشباه الموصلات تضع معايير للسيارات الأكثر تطورا وترفا وعصرية من خلال برامج رقمية للتحكم الاليكتروني وصلت الي درجة الحديث عن القيادة الذاتية – أي قيادة السيارة بدون سائق . نصيب صناعة السيارات من استهلاك الرقائق الاليكترونية يصل الى  40 مليار دولار سنوياً ، والصناعات الأخرى تستهلك 475 من الرقائق ، أما خسارة صناعة السيارات من جراء أزمة الرقائق في عام 2021 فقط بلغت 210 مليار دولار .  

أشباه الموصلات عصب الأسلحة الحديثه

طائرات الدرون بدون طيار تعمل بأشباه الموصلات

وبعيدا عن السيارات سنجد أن أخطر الأسلحة في المعارك الحديثه يتحكم بتشغيلها أشباه الموصلات ، بدءا من الصواريخ الموجهة والطائرات الحرببية ، وصولا الى الطائرات المسيرة بدون طيار .. كل هذه الأسلحة وغيرها لايمكنها أن تعمل بالدقة والعصرية التي هي عليها بدون أشباه الموصلات . الحرب الروسية الاوكرانية في جزء كبير منها هي حرب اليكترونية ، تعتبر الرقائق الاليكترونية بمثابة شبكة أعصاب هذه الحرب ، ويقال إن أكبر دعم يقدم لأوكرانيا من أمريكا والغرب هو دعم اليكتروني يحدد مواقع القوات الروسية واماكن تمركزها ، وكيفية التشويش على أسلحتها الموجهه ومركز الاتصال بمواقعها  .. كل هذا وغيره لايتحقق دون الاعتماد الكلي على أحدث ما أنتجته مصانع الرقائق الاليكترونية .

صناعة الرقائق كلمة السر في الحروب الحديثه

الرقائق المتحكم الأول بتوجيه الصواريخ الحديثه

 يؤكد خبراء السياسة والعلوم الاستراتيجية أن المستقبل سيحسم لصالح من يسيطر على صناعة الرقائق الاليكترونية  أو رقائق الكومبيوتر  ، وأن هذا الصناعة لم تعد مسألة تخص رجال الأعمال ووزراء المال والاقتصاد ، ولكنها تخص أيضا وزراء الدفاع والخارجية ، حيث سيعتمد مستقبل القوة العسكرية بشكل متزايد على رقائق أشباه الموصلات التي هي عصب  أنظمة وأسلحة حديثه مثل أنظمة الرادار والصواريخ والدبابات والطائرات وتحديد المواقع (GPS) والتوجيه البصرى، وتشفير الإشارات وفك تشفيرها، والخدمات اللوجستية، الحروب الرقمية والتى تستهدف اختراق البنية التحتية للخصم وأنظمة تشغيلها، والتطبيقات العسكرية لأنظمة الذكاء الاصطناعى (AI) – كل ذلك لايعمل إلا من خلال استخدام الرقائق.الصراع الحقيقي والاسترايجي بين الولايات المتحدة والصين في جزء كبير منه هو صراع على من يملك عصب صناعة الرقائق الاليكترونية . 60 بالمئة من واردات الصين من الرقائق تأتيها من مصانع أمريكية سواء داخل أمريكا أو خارجها

ملف صناعة الرقائق وراء التهاب الأوضاع الصينية التايوانية

الرقائق الاليكترونية في كواليس المسألة التايوانية الصينية

وتطبيق أي حظر على صادرات الرقائق للصين يعني ضرب صناعة السيارات تحديدا في الصين في مقتل . امريكا تري ان حرمان الصين من الرقائق سيمنحها نصرا كبيرا – لكن – هذا النصر سيكلف امريكا خسارة مقابل تصديرها لهذه الرقائق وهي خسارة لاتحتمل .. الأمر الثاني أن أمريكا تخشي لو أنها حظرت تصدير الرقائ ق للصين أن يسرع هذا التوجه من اندفاع الصين تجاه تايوان وقد يصل الأمر الى تدمير الصين لمصانع الرقائق التايوانية وهذا في حال حدوثه يشكل كارثة على أمريكا وعلى صناعة السيارات تحديدا في العالم ..  اذن هي حرب تبدو ناعمة ولكن حريرها هذا هو عصب الأسلحة الخشنة والأكثر دمارا ، وليس مستبعدا أن تكون رقاقة ثمنها خمسة دولارت سببا في حرب عالمية أو مايشبه ذلك ..

 

اقرا ايضا 

بوش تستثمر 400 مليون يورو في صناعة الرقائق  

3.1 مليار دولار خسائر فورد بسبب نقص الرقائق 


Exit mobile version