سعودي أوتو – خاص :
الملامح الواضحة لاستراتيجية عمل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لسيطرة تسلا على أسواق السيارات العالم ، أن يبدأ الغزو الصناعي انطلاق من الصين والهند .. وذلك عقب لقائه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة الأمريكية .. وتأتي خطوة ايلون ماسك تجاه الهند بعد أن حققت شركة تسلا وجودا قويا بالسوق الصيني – الاكبر عالميا بين أسواق السيارات في العالم – حيث حققت سيارات تسلا الكهربائية المبيعات الأعلى بين سائر العلامات ، الصينية والعالمية . من المتوقع وفقا لكافة التقارير الدولية أن ينمو سوق السيارات الكهربائية في الهند لتصل قيمته إلى ما يقرب من 206 مليار دولار بحلول العقد المقبل ، وفقاً لدراسة أجراها مركز تمويل الطاقة CEEW، فقد تصل الاستثمارات في هذا السوق الى 180 مليار دولار بحلول عام 2030.
مستقبل أسواق السيارات بالهند
كرست العديد من شركات السيارات اهتمامها بالسوق الهندي ، تحديدا في أعقاب أزمة كورونا ، وظهور مشكلات سلاسل التوريد ونقص أشباه الموصلات ، باعتبار الهند المنقذ لشركات السيارات عندما تضرب المشكلات السوق الصيني الكبير ، الذي منه أطلت على العالم جائحة الكورونا 2019 وماترتب عليها من اغلاق أدي لتفاقم مشكلات سلاسل التوريد .
وتعبيرا عن الاهتمام الهنددي الرسمي بالتعاون مع الملياردير الأمريكي وشركاته خاصة تسلا للسيارات ، وشركة سبيس X المتخصصه في تصنيع الطيران والنقل الفضائي، والتي أسسها إيلون ماسك عام 2002 ، اعتبر مودي الذي التقى ماسك في نيويورك أن اللقاء كان “رائعا” ، وأن المحادثات بينهما امتدت من الطاقة ومجالاتها وصولا إلى شئون الروحانيات الهندية .
من جانبه قال ايلون ماسك إنه شديد الإعجاب بؤئيس الوزراء الهندي ، و بالهند دولة وحضارة ، وأن لدية حمس كبير للاستثمار في هذا البلد الواعد جدا آكقوة ىسيوية وعالمية .
ستارلينك قبل تسلا
ضربة ايلون ماسك الأولي التي ستؤسس لباقي خطواته في الهند تمثلت في نية اطلاق خدمة ستارلينك عبر الأقمار الصناعية
على الإنترنت في الهند رسميًا . وتتسع آمال ورؤية ايلون ماسك فيما يتعلق بالهند وتقديم خدمة ستارلينك بها ، وقد عبر عن ذلك بقوله : إنني حريص على إطلاق ستارلينك في الهند والذي “يمكن أن يكون مفيدًا بشكل لا يصدق” في توصيل الإنترنت إلى القرى النائية التي تفتقر إلى البنية التحتية على الأرض .
تسلا وفرع جديد بالهند
أما مايتعلق بشكرة تسلا للسيارات الكهربائية – الأكبر عالميا انتاجا ومبيعا – فالطريق ممهد الآن لفتح فرع جديد لها بالهند ، خاصة مع اهتمام الدولة الهندية بتطوير النقل النظيف ، واستكشاف فرص استثمارية في قطاع النقل الكهربائي . وعلى مايبدو فإن اللقاء الدافيء الذي جمع بين رئيس الوزراء الهندي ، والملياردير الأمريكي ايلون ماسك قد أنهى أزمة طارئة بين الطرفين في أعقاب انتقاد الشريك المؤسس في تويتر، جاك دورسي، تهديد الهند بغلق المنصة لعدم امتثالها للقوانين الهندية التي تفرض حذف محتوى معين من موقع تويتر الإلكتروني.
ماسك ولقاءات قمم آسيا
لقاء ايلون ماسك برئيس الوزراء الهندي في نيويورك 20 يونيو الجاري سبقة بأيام لقاء ماسك ووزير الخارجية الصيني تشين جانج في بكين اثناء زيارة الملياردير الأمريكي للصين ، غقب آخر زيارة له لبكين عام 2019 . ولم يتجاهل ايلون ماسك اثناء زيارته لبكين مشاكل صناعة السيارات في السنوات الأخيرة ، عندما أشار صراحة الى إن “تسلا” تعارض تعطيل سلاسل الإنتاج والتوريد ومستعدة لمواصلة توسيع نطاق أعمالها في بكين، واصفا مصالح الولايات المتحدة والصين بالمتشابكة، مثل التوائم الملتصقة”. تعليق الآمال الكبيره على السوقين الصيني والهندي من قبل الملياردير الأمريكي ايلون ماسك تدعمه الأرقام والحقائق على الأرض ، ومن ذلك سنجد مثلا أن مبيعات السيارات الكهربائية بالصين في شريحة الدخل المنخفض باتت تستحوذ على 100% من مبيعات السيارات الجديدة في هذا السوق الكبير أو الأكبر عالميا .
آسواق آسيا بين السياسة والتجارة
وعلى مايبدو فإن السوق الآسيوي هو الأكبر عالميا بين قارات الدنيا ، وأن التنافس العالمي في ميادين التجارة والصناعة على هذا السوق الأصفر ، ربما سيكون أشد سخونة من الصراعات السياسية على مناطق النفوذ بآسيا . العالم يشهد اتساع قاعدنه الصناعية والتجارية بشكل متصاعد ، والأسواق الآسيوية تحديدا بعضها سريع النمو ، ومن الواضح أن اعتماد المركبات الكهربائية بالأسواق الناشئة مثل الهند وإندونيسيا وتايلاند آخذ في التزايد . في تايلاند، باع صانعو السيارات حوالي 9600 سيارة تعمل بالبطاريات فقط العام الماضي، بينما قفزت عمليات التسليم إلى 14700 فقط في الربع الأول من هذا العام.
وعلى الشواطيء الأوروبية باتت السيارات الصينية الكهربائية كثيرة الظهور ، ومنافس مهدد لأشهر الماركات العالمية ، الى ألحد الذي جعل الرئيس التنفيذي لمجموعة ستيلانتس كارلوس تافاريس يقول بأن هناك فجوة كبيرة في الأسعار بين السيارات الأوروبية والصينية، وإذا لم يتم تدارك الأمر، فإن العملاء الأوروبيين خاصة من الطبقة المتوسطة سوف يتجهون بشكل متزايد إلى السيارات الصينية.