أصبحت الروبوتات واقعا في حياتنا – بل شريك لنا يسكن معنا ويتحدث الينا ويؤدي لنا ليس فقط كمهام خدمية ولكنه أصبح قريبا من الصديق الذي يسألك عن أحوالك ويخفف عنك وقت اضيق .. الروبوتات اليوم من أشهر سكان المدن الذكية في بلدان كثيره بالعالم ” Smart Cities، الأدوار التي تقوم بها اﻵليات الذاتية القيادة self-driving vehicles أو الطائرات المسيّرة من بُعد Drones كثيرة منها نقل البضائع الصغيرة الحجم) أو حتى في أنشطة أخرى تكاد لا تحصى، مثل تشخيص الأمراض (من بُعد) والجراحة وخدمة كبار السن أو مراقبة الأطفال وحمايتهم، وصولاً الى ملء الفراغ في حياة العازبين في اليابان مثلاً، بروبوتات تخاطبهم فور عودتهم من العمل مثلاً، حتى خروجهم من المنزل. ومن أحدث الخدمات الآلية ماتقدمه مجموعة كونتيننتال الألمانية Continental، والتي تُعنى بتسليم البضائع المشتراة خصوصاً عبرالإنترنت، الى اصحابها في “المدن الذكية” المكتظة بالسكان والسيارات على إختلاف وسائل إستخدامها. فالمشكلة الكبرى تكمن في تسليمك ما طلبته على الإنترنت، أولا في الوقت المتاح لك وفقاً لساعات عملك (أو في البيت
روبوتات تتعامل مع بعضها لخدمتك :
وبتأمل الصوره أعلاه سنلحظ هنا يدخل “مكعب” CUbE كونتيننتال الذاتي القيادة، أي المبرمج مسلكه ومواضع توقفه من مركز تحكم (قد يكون في المدينة ذاتها أو حتى في بلد آخر)، مع تضمينه عدداً من الروبوتات الصغيرة والذاتية التنقل بدورها، وفقاً للبرمجة المخصصة له، فتتسلم منه علبة مشترواتك. بمعنى آخر، تتم العملية بلا سائق للـ “المكعب الذاتي القيادة” ، وبلا موظف أو عامل بشري لتوزيع العلب الى الزبائن. روبوتات بروبوتات… خصوصاً إذا تولى روبوتك الشخصي لاحقاً تسلم ما تنتظره والتوقيع عنك.وخلف الصوره الظاهرة يوجد كم لا يستهان به من المعطيات العلمية. هناك أولاً توقعات كونتيننتال، وغيرها طبعاً، بأن يدفع إستمرار نمو التجارة الألكترونية بقوة، الى تأجيج المنافسة وبالتالي إحتدام السباق الى خفض كلفة التوزيع، خصوصاً في الكيلومتر أو الكيلومترات القليلة الأخيرة، أي في محيط التسليم مباشرة.
وهنا تحديداً، تتوقع الشركة الألمانية أن يشكل التوزيع الآلي للبضائع، أي بواسطة الروبوتات، حتى ثمانين في المئة من مجموع المبيعات المباشرة بين الشركات والمستهلك، علماً بأن عدداً من الشركات (منها يو بي إس وأمازون وغيرهما) يجري التجارب (منذ بضعة أعوام) على الدرونات drones أو الطائرات المسيّرة، لنقل البضائع (ضمن أحجام وأوزان محددة) وتسليمها في بعض المدن باالدول الصناعية (تجري تجارب أمازون خصوصاً في الولايات المتحدة وفرنسا والنمسا وبريطانيا وإسرائيل).إلا أن أهم عقبات الترخيص بإستخدام الدرونات يتركز على الجوانب القانونية (الخصوصية مثلاً، بما أن الدرون قادر على التصوير من بعد، أو حتى اﻹعتداء بوسيلة أو بأخرى على هدف معين)، وإعتبارات السلامة العامة (خصوصاً في المدن) إذ يتطلب التحكمُ بالجسم الطائر معرفةَ ظروف الطقس وسرعة الهواء وإتجاهه والضغط الجوي وغيرها من العوامل الطبيعية.
روبوت ينقل الموظفين والبضائع :
مكعب أز رويوت ” CUbE كونتيننتال الذاتي القيادة، ابتكار مؤهل أيضاً للعب دور روبوتاكسي robo-taxi لنقل الركاب (من دون سائق) في ساعات بدء العمل والإياب منه، على أن يتحوّل بين تلك الساعات وفي الليل أيضاً، الى فان لنقل البضائع وتسليمها بواسطة روبوتات التسليم delivery robots شبيهة بالكلاب وتسميها الشركة أيضاً “كلاب روبوتية” robodogs، يمكن تشغيلها حتى ما يقارب 24 ساعة يومياً، وسبعة أيام في الأسبوع. و يمكن تبديل حجم وسيلة النقل الأساسية والأخرى المنقولة فيها لتسليم البضائع، حسب أوقات العمل، حسب حجم البضائع المطلوب تسليمها، وحسب أيام الأسبوع وحتى مواسم العطل المختلفة، بما أن المفهوم يستند بمجمله على مبدأي الطاقة الكهربائية وذاتية الحركة المؤتمتة بواسطة البرمجة الإلكترونية. وختاما فإن هذا العالم سيكبر ويتسع بالروبوتات الذكية وأي تأخير في انتشار هذا النمط من الحياه سيعود لاستيقاء بعض الجوانب القانونية والأممنية