ترشيح سيارة الجيل الثامن من كامري للقب سيارة العام دفعت إليه أسباب وبراهين عملية يجسدها ذلك التغيير الثوري الذي منحته تويوتا لأثيرتها وجوهرتها كامري والذي يتبدى في هيئة تصميمية جديدة أعادت هذه السيارة إلى عنفوان التألق والمنافسة، وإلى جانب الثورة على الشكل التقليدي ضخت تويوتا في شرايين كامري دماء عصريا جديدا تمثل في منظومة محركات بارعة وتجهيزات داخلية حولت المقصورة إلى بيت حقيقي يجد فيه صاحبه قمة الهدوء بلا منغصات لضجيج قد يأتي من الخارج وقمة التقينة التي تسهل على السائق والركاب بشكل ممتع استخدام كل شيء من أجل متعة أكبر وراحة لا توصف. وبالإضافة لمسببات اللقب من هيئة وقوة فقد حققت كامري الجديدة اختراقا في الأداء والسلامة والاقتصادية في استهلاك الوقود.
كل شيء تغير إذن في سيارة الجيل الثامن من تويوتا كامري، وعلى مدى ربع قرن استطاعت هذه السيارة ترسيخ حضورها ومكانتها في السوق السعودية حازت خلال هذه السنوات على ثقة السائق والراكب، واليوم تأتي بالتصميم الأخاذ، والمواصفات الأكثر تقدما، والتقنيات المبتكرة التي تم استحداثها، وكلها مزايا ستقدم تجربة سيدان غير مسبوقة، وتعتبر كل هذه التغييرات ثمرة أخرى لمنصة تويوتا الهندسية العالمية الجديدة (TNGA)، التي تم ابتكارها خصيصا من أجل إنتاج مركبات أفضل أداء وتقنية، وسيضيف جديد كامري الكثير من الشعبية التي تتمتع بها هذه السيارة الرائعة، لتؤكد مجددا مكانتها باعتبارها واحدة من الأكثر مبيعا على مستوى المملكة والعالم.
ثورة تصميمية
لقد تغيرت هيئة كامري تغييرا جذريا وصل بسيارة الجيل الثامن لأن تكون الأفضل على الإطلاق والأكثر جاذبية وتميزا في تاريخ هذا الاسم العريق، طغت على التصميم الخطوط الرياضية حادة الملامح وبشكل متداخل سواء في المقدمة الشرسة بصدامها الأمامي الذي يبدو عدوانيا كما لو كان بمقدمة سيارة رياضية خالصة، وحتى المصابيح لم تسلم من شراسة وبروز حاد لسماتها ومن فوقها غطاء محرك متموج بشكل مثير، أما الخطوط الجانبية الرياضية الملامح خاصة. فإنها تتصل مباشرة بطريقة مبتكرة بصندوق الأمتعة مع خطوط خلفية متناغمة بشكل عام مع التصميم. كل هذا قد لا يكون غريبا على تويوتا، هذا الاسم العالمي الذي يعني الجودة والثقة والامتياز، وما يمكن رؤيته تحليليا أن فريق التصميم في تويوتا قد بدأ مع كامري الجديدة من الصفر بهدف إعادة صنع جديدة للسيارة وابتكارها من جديد، باتخاذ الأطر الهيكلية العالمية الجديدة لشركة تويوتا (TNGA) أساسا للمنصة الجديدة كليا وللوحدات والإلكترونيات وغيرها من المكونات الأساسية، وكانت المحصلة سيارة مدهشة بشخصية رومانسية أخاذة، وتصميم غير مسبوق، وقيادة سلسة وأداء أكثر من مدهش.
لماذا كامري الجيل الثامن؟
أن ما جعل الفريق الفني المتخصص في سعودي أوتو لا يتردد في ترشيح كامري الجديدة للقب سيارة العام هو أنه قد يكون من السهل إحداث تغييرات جذرية وثورية في سيارة متوسطة النجاح ولا تنافس بقوة في ساحات السيارات التي تشترك معها في ذات الفئة، أما أن تبحث لسيارة هي سلفا متربعة على قمة المبيعات في أمريكا لخمسة عشر عاما متتالية والأكثر شيوعا وثقة في أسواق الشرق الأوسط عن قمة جديدة تعتليها فإنها مهمة صعبة، وقد نجحت تويوتا فيها ببراعة، ومن النظرة الكلية للتفاصيل التي استحقت بها كامري لقب سيارة العام سنجد أن عروس 2018 أصبحت أطول وأكثر استقامة، غطاء المحرك أقل 1.6 بوصة من السابق، وخط السقف انخفض بمقدار 1.2 بوصة، وبالتالي انخفض مستوى مقاعد الركاب بوصة في الأمام، و1.2 بوصة في الخلف. الحزام الدائري مع (لوحة القيادة) انخفضت قليلا لتعطي المقصورة الداخلية مساحة أكبر وشعور بالراحة أكثر.
أبرز ما في الواجهة الأمامية الشبك الأمامي القوي والعريض ذو الطابع الرياضي. الأضواء الأمامية ذات تصميم انسيابي طراز (Bi-LED) يمتد للخارج بلون داكن ويندمج مع الأضواء (LED) النهارية (DRL). الصدام الأمامي اندمج به شبك التهوية العريض وفتحات تهوية جانبية وبأعلى غطاء المحرك خطوط وتقوسات متماشيه ومندمجة مع الواجهة الأمامية.
في خلفية كامري تظهر المصابيح المتصلة بفتحات تهوية مثيرة، وأربعة مخارج للعادم تؤكد على الطابع الرياضي للسيارة، بالإضافة لسقف البانوراما الزجاجي للفئات الأعلى في خطوة متقدمة لا يحظى بها المنافسون، وقبل مغادرة مسرح الفرحة والمتعة نخلص للقول بأن مصممي تويوتا قد نجحوا ببراعه في ابتكار تصميم يقلل من مقاومة الرياح ويحسن من مستوى الديناميكية الهوائية.
أكثر من مقصورة
إذا كانت كامري الجيل الثامن 2018 بمجرد النظر إليها نجدها مختلفة كليا عن الأجيال السابقة فإن الاختلاف الحقيقي نلمسه عندما نجلس خلف عجلة القيادة. لقد أعيد تصميم المقصورة كليا لتجمع بين الوظيفية والتصميم المستقبلي ودرجة عالية من الحيز الشخصي والحرفية العالية. ومن العناصر البصرية الرئيسية لهذا النوع من مفهوم التصميم، الذي يركز على السائق، خط تصميمي جديد مميز وطويل وأنيق ينساب كموجة ناعمة وصولا إلى الكونسول الأوسط. وإلى التفاصيل، سنلمس بسهولة ووضوح أن المقصورة الداخلية في كامري 2018 أصبحت متمحورة حول السائق لتوفر قيادة عملية فاخرة، حيث تملك الكثير من التجهيزات والعناصر التي تساهم في جعل قيادتها تجربة مثيرة، ومن أبرز هذه التجهيزات مقاعد مريحة ورحبة توفر دعما مميزا للجسم. ويعتبر مقعد السائق الكهربائي القابل للتعديل بست وضعيات ومقعد الراكب الأمامي الكهربائي القابل للتعديل بأربع وضعيات جزءا من السمات واسعة النطاق لمقصورة كامري. لقد ضاعفت المقاعد الأمامية الجديدة من مستويات الراحة ومتعة الجلوس باسترخاء. كذلك فإن الفراغات المخصصة للمقعد الخلفي بدت أفضل بكثير من السابق وتوفر راحة محسنة للركاب، كما يمنح التقسيم بنسبة 60/ 40، للمقاعد الخلفية القابلة للطى مساحة تخزين أكثر رحابة.
سيمفونية تقنية
أقل ما توصف به مقصورة كامري الجديدة أنها سيمفونية تسمع نغماتها من خلاصة تقنيات العصر التي تم حقنها في ثنايا هذه السيارة البديعة حقا، والتي تبدأ مع جيلها الثامن رحلة صعود نحو قمم جديدة لم تبلغها من قبل ولم يسبقها إليها أي من المنافسين، وذلك بتوفير فرصة للاستخدام العملي والاعتيادي للسائق والركاب لترضي كل الأذواق من خلال توزيع كافة الأزرار وأجهزة التحكم لتأتي مثالية الترتيب والوظائف، عداداتها كبيرة وواضحة وبسيطة، وأزرار رفع وخفض الصوت في النظام الصوتي سهل الوصول إليها من قبل السائق، كما يساعد خط القاعدة المتدني والأعمدة النحيفة والنوافذ الجانبية على توفير رؤية أمامية جيدة. الأسطح أصبحت مغطاة بمواد لينة ناعمة جذابة المظهر. وتتوفر في كامري الجيل الثامن منظومة شاشات تعمل باللمس وتضم بكل سلاسة نظام الجيل الجديد من الوسائط المتعددة (ملتي ميديا). وبها فتحة (MP3) وبلوتوث و(DAB) وراديو ديجيتال، وست سماعات. تمنح الشاشات الجديدة في كامري مستوى فريدا من المعلومات المتكاملة من دون تشتيت انتباه السائق عن الطريق، إذ تقوم بعرض المعلومات من خلال شاشتين مترابطتين هما شاشة عرض متعددة المعلومات قياس 7 بوصات داخل مجموعة أجهزة القياس، ولوحة تحكم بالوسائط السمعية والملاحة قياس 8 بوصات تم دمجها بسلاسة وبتصميم حديث في الكونسول الوسطي. تنعم مقصورة كامري الجديدة بنظام تكييف هواء مدمج الحجم ومرتفع الأداء يقدم أفضل تبريد وراحة في هذه الفئة، فضلا عن أنه صديق للبيئة. بالإضافة إلى ذلك، فهو مزود بمصافي هواء جديدة قادرة على نزع الروائح من الهواء في المقصورة وإزالة الملوثات وجسيمات الغبار لزيادة الانتعاش في كل رحلة.
مثلث القوة
ومن مؤهلات كامري 2018 التي صعدت بها لمنصة التتويج لنيل لقب سيارة العام مثلث منظومة الحركة والقوة المتمثل في ثلاثة خيارت من المحركات تجمع كلها بين الاقتصادية في استهلاك الوقود ونظافة الاستخدام وروعة الأداء. الفئة الأساسية تعتمد على محرك رباعي الأسطوانات سعة 2.5 ليتر، وهو المحرك الأول في عائلة توليد القوة الديناميكية من تويوتا يتميز بحقن مباشر مع نظام التوقيت المتغير الذكي للصمامات، يولد قوة 204 أحصنة وعزم دوران 184 رطل-قدم. وحسب مصادر تويوتا فإن المحرك الجديد أقل استهلاكا للوقود بمقدار 26% مقارنة بالجيل السابق، الفئة الأعلى ستنطلق بمحرك (V6) سعة 3.5 ليترات يولد قوة أكبر من المحرك السابق، حيث يضخ قوة 297 حصانا، وعزم دوران 355 نيوتن-متر، ويرتبط المحركان بناقل حركة أوتوماتيكي جديد من 8 سرعات الذي يساعد على خفض استهلاك الوقود، والفئة الهجينة حصلت على محرك رباعي الأسطوانات سعة 2.5 ليتر إلى جانب محرك كهربائي وناقل حركة متعددة السرعات (CVT)، ويضخ هذا المحرك الهجين قوة إجمالية 212 حصان، ومع ارتفاع سعر البنزين فمن المتوقع أن يلقى هذا المحرك إقبالا من العملاء في مختلف الأسواق.
الأداء الراقي
ومن بطاقات الامتياز والتميز التي وصلت بـكامري 2018 إلى منصات التتويج بلقب سيارة العام ذلك الأداء الراقي الذي تقدمه السيارة الجديدة ليلتقي رقي التصميم ورقي الضيافة بالمقصورة إلى حالة ثالثة وهي رقي الأداء والمستوى الرفيع لمطواعية المحركات وسرعة استجابتها، تحتفظ كامري الجديدة بشكل مدهش بشخصيتها على الطريق كواحدة من أسلس وأهدأ سيارات السيدان في فئتها، وعلى الرغم من شخصية قيادتها السلسة، فقد تم تحسين أداء التحكم في كامري الجديدة بصورة جذرية، حيث يأتي نظام التعليق الأمامي بنسخة محسنة ومكون من نوابض نظام ماكفرسون، في حين تم تزويد الجزء الخلفي بنظام التعليق الشوكي المزدوج، والذي يمنح السائق شعورا غامرا بالتحكم والثقة.
مفهوم السلامة
عندما يلتقي الأداء الرفيع مع القيمة العالية مع تجهيزات السلامة المتكاملة في سيارة فإن استحقاق الألقاب والجوائز يصبح حتميا وهذا ما تحقق مع كامري الجيل الثامن والتي تضع السلامة في صدارة أولوياتها، بتوفر مجموعة رائعة ومتكاملة من مزايا السلامة والحماية عبارة عن 6 وسادات هوائية تعمل بنظام تقييد الحركة التكميلي (SRS)، ونظام مراقبة النقطة العمياء (BSM)، ونظام التحكم بثبات المركبة (VSC)، ونظام المكابح المانع للانغلاق (ABS)، ونظام توزيع قوة الكبح إلكترونيا (EBD)، ونظام مساعد الكبح (BA)، ونظام مساعدة الانطلاق على المرتفعات (HAC)، فضلاً عن البنية المعززة لهيكل ومنصة المركبة ودرجة صلابة هيكلها التي تم رفعها بنسبة 30%، وغيرها الكثير من المزايا الأخرى. ولا تتوقف تجهيزات الأمان والسلامة عند حد، حيث نجد مجموعة من معدات الراحة تشمل شاشة رؤية خلفية ذات خطوط إرشادية، ونظام المساعدة في ركن السيارة (PAS) الذي ينبه السائق عند الاقتراب من العوائق الموجودة في المناطق العمياء في الخلف، ونظام سونار أمامي وخلفي يستخدم حساسات فوق صوتية لكشف العقبات وإبلاغ السائق بالمسافة بين الحساس والعائق ومكانه عن طريق جرس تحذير على العداد نفسه.
قراءة أخيرة
حصول كامري 2018 على لقب سيارة العام جاء انفراديا ودون معاناه في التفكير عند المواءمة بينها وبين العديد من سيارات ذات الفئة، وما حصدته من نقاط تميز سهل مهمة نيلها للقب من الجولة الأولى للتقييم، وليس ذلك بالغريب على سيارة باعت خلال ربع قرن قرابة العشرين مليون سيارة قطع العديد منها أكثر من مليون كيلومتر وما زال بحالة ممتازة. هي إذن أرض للأصالة والثقة وقيمة كبيرة تفوق ما يدفع فيها من مال، ولا يمكن التنكر لحقيقة أن كامري خلال ربع قرن ظلت صديق العائلات المفضل والأثير.