دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.. فما تأثير ذلك على عالم السيارات؟
شهد صباح اليوم الأربعاء انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، ليصبح بذلك الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية…
شهد صباح اليوم الأربعاء انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، ليصبح بذلك الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. هذا الفوز أعزاءنا القراء يعني الكثير، فمن الواضح أن صناعة السيارات كانت ضمن أبرز العوامل التي جعلت الشعب الأمريكي يختار ترامب.
فقد مرت الشركات الأمريكية بأحد أصعب الفترات في تاريخها من ناحية المبيعات، خصوصاً بعد إيقاف آلاف المصانع والموظفين على مر السنوات لينتهي الأمر بأزمة 2008-2009. مما أثر كثيراً على صناعة السيارات في الولايات المتحدة.
وفي حال أوفى الرئيس الأمريكي الجديد بالوعود التي أعطاها خلال حملته الانتخابية، التي كان أبرزها هو فرض ضرائب على السيارات المستوردة من المكسيك، فسيشكل ذلك ضربة كبيرة للشركات التي راهنت بمليارات الدولارات على الإنتاج الخارجي وتحسين استهلاك الوقود.
ووفقاً لقناة NBC، قامت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بالاتصال بترامب لتهنئته في الساعة 2:41 صباحاً، وخلال ذلك الوقت كان ترامب ضمن الحصول على 276 صوتاً انتخابياً، بعد أن كسب أصوات سلسلة من الولايات ذات التأثير الأكبر مثل أوهايو، فلوريدا، كارولاينا الشمالية، ويسكونسون و بينسلفانيا.
جروح عميقة
يدل نجاح ترامب على أن صناعة السيارات في أمريكا لم تشفى بعد من الجروح التي تسببت بها الأزمة الناجمة عن تسريح الآلاف من الموظفين.
وخلال الساعات الأولى من يوم الانتخابات، استفز ترامب العاملين في قطاع السيارات عبر القول بأنهم كانوا ضحايا لسياسة غير عادلة، وتعهد بإصلاح ذلك. حيث قال “إن سياسة التجارة التي اتبعتها هيلاري كلينتون سواء في أمريكا الشمالية أو الصين أو كوريا هي التي أغلقت مصانعكم، وتسببت بتحطيم صناعة السيارات في الولايات المتحدة و أضرت بمجتمعكم”.
وشدد ترامب كثيراً خلال حملة الانتخابية على أهمية إعادة التفاوض في اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة NAFTA، حيث أكد أنه على استعداد لإلغاء الاتفاقية بأكملها “إذا لم يحصل العمال والشركات في أمريكا على ما يريدون”.
كما أكد ترامب مراراً وتكراراً أنه سيقوم فرض ضريبة بنسبة 35% على المنتجات المستوردة من المكسيك، والتي تقوم بتصنيعها شركات أمريكية الأصل. لكن لا زال من غير الواضح السياسة القانونية التي سيتبعها من أجل فرض ضريبة بهذا الحجم.
لكن ترامب يختلف في وجهة نظره تماماً مع الرئيس الحالي باراك أوباما، الذي قال “إن المصانع التي أغلقت أبوابها عندما استلمت الرئاسة أصبحت تعمل بنوبتين الآن” وأضاف “مبيعات السيارات تحقق أرقاماً قياسية… الوظائف تستمر بالنمو بسرعة فائقة منذ تسعينات القرن الماضي… لذا أظن أننا نستحق بعض التقدير.”
عكس التيار
لكن يبدو أن التقدير الذي طالب به أوباما لم يصل لكلينتون، التي عانت بشدة من أجل الحصول على أصوات الولايات التي تدعم قطاع السيارات مثل إنديانا و أوهايو و ميشيغان، حيث لعبت ولاية ميشيغان دوراً كبيراً في نتائج الانتخابات الرئاسية. علماً بأن أوباما فاز بأصوات هذه الولاية خلال حملتيه الانتخابيتين في 2008 و 2012.
كما اضطرت كلينتون لمواجهة عواقب “اتفاقية التجارة الحرة” التي قام بتوقيعها بيل كلينتون، زوجها والرئيس السابق للولايات المتحدة. والتي يقول الخبراء أنها لعبت دوراً أساسياً في نقل المصانع إلى المكسيك وآسيا والقضاء على آلاف الوظائف الأمريكية.
وبالطبع فقد استغل ترامب هذه النقطة لشن حملة ضد هيلاري كلينتون، لكن إعادة توجيه التيار لن تكون بالأمر السهل، فالولايات المتحدة بلغت قيمة صادراتها 125,78 مليار دولار العام الماضي، كما أن صناع السيارات قاموا باستثمار الكثير لتحسين مصانعهم في المكسيك في السنوات الأخيرة. لذا فإن على ترامب بذل مجهوداً ضخماً لإحداث فارق ملموس.
وكان ترامب قد أفصح عن بعض تفاصيل خطته لإعادة المصانع إلى الولايات المتحدة وتأمين الوظائف، لكنه طالب بتعليق القوانين الجديدة بشكل فوري، خصوصاً تلك التي تشكل تهديداً على العمالة.
وكانت شركات السيارات الأمريكية قد دفعت مليارات الدولارات من أجل بناء مصانع جديدة في المكسيك، كما استثمرت مبالغ طائلة على مشاريع تحسين استهلاك الوقود منذ 2011. لكن في حال تم فرض الضريبة المذكورة فإن تكلفة الإنتاج سترتفع بشكل كبير، مما سيرفع سعر السيارة وبالتالي سيتجه المستهلك إلى السيارات الصغيرة الأقل تكلفة.
ويتم حالياً دراسة القوانين المقترحة لتقرير ما إذا كانت ستخضع للتعديل أو ستبقى كما هي؟ كما سيتم تقييم صناعة السيارات لمعرفة ما إذا كانت ستحقق أهدافها المحددة لعام 2025، وسيتم تقرير ما إذا كان هناك حاجة للتغير بحلول أبريل 2018.
التغيير ضمن الأولويات
التغيير الواضح في صناعة السيارات الأمريكية سيجبر الشركات على إعادة تحديد أولوياتهم الحالية بدلاً من التركيز على المستقبل. فقد ارتفعت المبيعات بشكل كبير لفورد وجنرال موتورز وفيات-كرايسلر مما دفعهم لاستثمار المزيد من الأموال على تطوير تقنيات سياراتهم.
وتقترب مبيعات الولايات المتحدة من إكمال العام الناجح لسبعة أعوام على التوالي، بعد أن حققت الرقم القياسي عام 2015، قبل أن تنخفض بنسبة 0,3% خلال شهر أكتوبر.
التعافي المستمر في المبيعات سمح لشركات السيارات والموردين بإعادة بناء الرواتب بعد أن تم تخفيضها في 2008 و 2009، عندما خلت معارض السيارات من المستهلكين، أضر هذا كثير بمصانع جنرال موتورز وكرايسلر مما كاد أن يتسبب بإفلاسهما.
ويعد معدل الموظفين للشركات والموردين حوالي 926,400 موظف خلال الأشهر الـ10 الأولى من 2016، الرقم الأعلى منذ 2007 وفقاً للمكتب الأمريكي لإحصائيات العمالة.
كما يستمر معدل العمالة لدى موزعي السيارات الجديدة والمستعملة من 1,01 مليون في 2010 إلى 1,3 مليون وسطياً هذا العام.
الكثير من هذه الوظائف تساند التصدير، حيث بلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من السيارات حوالي 2 مليون سيارة العام الماضي، بانخفاض بسيط من الرقم القياسي المحقق عام 2014 والذي بلغ 2,1 مليون سيارة بزيادة 27% عن عام 2008.
{gallery}News/InternationalNews/2016/November/9/trump{/gallery}
شاهد كلمة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد دونالد ترامب عقب فوزه بالانتخابات: