على خلاف الاتجاه السائد في الكثير من دول العالم الصناعية خاصة في أوروبا واليابان والولايات المتحده ، أعلن مجلس المركبات الكهربائية EVC فى مدينة سيدنى الأسترالية أن الحكومة تفضل الوقود التقليدى وتعارض إتجاه الشركات العالمية لاستخدام الطاقة المتجددة، لدرجة أن مبيعات السيارات الكهربائية فى بلادها بلغت 50 وحدة فقط، أو حوالى 7 0 % فقط من إجمالى مبيعات المركبات الجديدة خلال العام الماضى، بالمقارنة مع أكثر من 10% فى دول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا.
السيارات الكهربائية لاتلقى دعم الحكومة الاسترالية
وأمام حقيقة أن سجل استراليا هو الأسوأ فى مجموعة العشرين من حيث ارتفاع نسبة العوادم الكربونية فى هوائها ، تتحدى سياسات الحكومة الاسترالية الإتجاه الذى تقوده صناعة السيارات العالمية للتحول من استخدام الوقود التقليدى مثل البنزين والسولار إلى الطاقة المتجددة مثل البطاريات الكهربائية وخلايا الهيدروجين، والتى تنتشر فى الدول المتقدمة .
مبيعات الجرارات الزراعية في استراليا ضعف السيارات الكهربائية
ومن المفارقات الغريبه أن مبيعات الجرارات فى المناطق الزراعية والتى تشكل أقل نسبة فى أى بلد آخر، مازالت تمثل أكثر من ضعف مبيعات السيارات الكهربائية.ويقول مجلس EVC أن سياسات الحكومة الاسترالية ورفضها منح مواطنيها أى دعم لتشجيع شراء السيارات الكهربائية خلق سوقاً عدائية للطاقة المتجددة، لدرجة أن الشركات العالمية التى استطاعت دخول مجموعة العشرين التى تمثل أغنى دول العالم لم تتمكن من غزواستراليا رغم أنها عضو فى هذه المجموعة.
فولكس تصف استراليا بأنها اشبه بدول العالم الثالث في ملف عوادم السيارات
وتعبيرا عن استيائها من سياسات الحكومة الاسترالية أجلت شركات السيارات العالمية طرح موديلاتها المبتكرة هناك أو ألغتها تماما، واتجهت للأسواق التى تمنح حكوماتها دعم لمواطنيها أو تضع معايير متشددة لتقليص الانبعاثات الكربونية فيها مثل الصين ودول أوروبا. وترى شركة عالمية مثل فولكسفاجن الألمانية أكبر شركة سيارات فى أوروبا أن سياسات الحكومة الأسترالية تشبه مثيلتها فى دول العالم لثالث لتصبح وراء إندونيسيا وتركيا فى ارتفاع نسبة عوادم السيارات فى أجوائها، مما يعكس الصراع الإيديولوجى بين حكومة أستراليا المحافظة التى تعوق نمو السيارات الكهربائية وصناعة المركبات العالمية التى تسعى لنشر التكنولجيا المبتكرة والطاقة المتجددة.ورغم الرأي القاسي لفولكس فاجن في اتجاهات الحكومة الاسترالية فان الشركه الألمانية التى تستهدف أن تصبح أكبر شركة سيارات كهربائية فى العالم بحلول عام 2025 تخطط لموديلاتها الكهربائية الرياضية متعددة الأغراض SUV ID.3 الهاتشباك وID.4 التى طرحتها فى أوروبا العام الماضى أن تظهر فى أستراليا فى 2023 على أحسن تقدير
وأكد روبين دينهولم رئيس وحدة تيسلا – الأمريكية المتخصصة فى إنتاج المركبات الكهربائية – فى استراليا أن الجهود التى تبذلها حكومة سيدنى لتنقية الهواء وتقليص العوادم الكربونية تمثل أقل مستوى بين دول مجموعة العشرين، وأنها لا تهتم بتلوث الهواء فى طرق النقل والمواصلات التى تنتشر فيها.وتساهم وسائل النقل والمواصلات بحوالى 18% من الانبعاثات الكربونية فى أستراليا، لتصبح واحدة من أكبر دول العالم فى نسبة العوادم ،بينما تسببت الحرائق البرية فى إبادة منطقة تبلغ حوالى مساحة بريطانيا وتدمير حوالى 3 آلاف منزل على الأقل، مما يؤكد تعرض المدن الأسترالية لمخاطر التغير المناخى وحاجتها الشديدة للقضاء على تلوث الهواء وضرورة استخدام المركبات التى تعمل بالبطاريات الكهربائية وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة كالخلايا الشمسية.
رئيس وزراء أستراليا يستبعد التمويل التشجيعي للسيارات الكهربائية
ورغم أن سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا طرح خريطة الاستثمار فى التكنولوجيا منذ العام الماضى وأبدى اهتمامه بالبطاريات الكهربائية، والسيارات الهجين ،وناقش فى فبراير من هذا العام استراتيجة الوقود فى المستقبل، وأكد على أن التقنيات الجديدة توفر فرصا هائلة لتقليص الانبعاثات الكربونية، إلا أنه استبعد منح أى دعم لتشجيع شراء السيارات الكهربائية بزعم أن الدعم لن يحقق عائداً.
ويصف مجلس EVC الحكومة الأسترالية بأنها لا مبالية أو تعارض دخول السيارات الكهربائية فى بلادها فى أفضل الأحوال لأنها لا تهتم أيضا بإنشاء البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية، وتراها بلا فائدة ، لعدم وجود أى محطات لشحن بطاريات المركبات الكهربائية وأن العدد الضئيل من السيارات الكهربائية الموجودة فيها والذى ارتفع إلى 50 وحدة فقط حتى الآن يجرى شحن بطارياتها فى أى منفذ كهربائى سواء فى محطة بنزين أو فى البيت أو فى مكان العمل.