في الوقت الحالي تُمثل أنظمة مساعدة السائق جزءً من صناعة وتطوير السيارات، وتستطيع هذه الأنظمة الآن القيام ببعض المهام مثل التسارع والكبح التلقائي بل وأحيانًا التحكم في عجلة القيادة في بعض الحالات، ورغم ذلك، فطبقًا لمنظمة التأمين والسلامة على الطرق السريعة IIHS، فإن هذه الأنظمة ليست ذكية بما فيه الكفاية لتحل محل الإنسان بشكل كامل.
وحسب المنظمة، فإنه أثناء اختبار تقنيات القيادة الذاتية من المستوى الثاني لشركات تسلا ومرسيدس وBMW وفولفو على الطرق العادية وعلى مسارات السباق، فقد أظهرت هذه الأنظمة نقاط ضعف خطيرة.
قال ديفيد زوبي، كبير مسؤولي الأبحاث في المنظمة: “يجب على السائقين أن يظلوا يقظين عند استخدام هذه الأنظمة، ولا نعتقد أن أيًا منها يُمكن الاعتماد عليها بشكل كامل”.
وخلال اختبار الأنظمة على مضمار للسباق، وجدت IIHS نقطة ضعف في نظام تثبيت السرعة التكيفي لدى فولفو، وكذلك نظام كبح الطوارئ التلقائي لدى تسلا، وفي الوقت نفسه، كشفت الاختبارات على الطرق العادية مشاكل مع كل السيارات، حيث فشلت جميعها (ما عدا تسلا موديل 3) في الاستجابة للسيارات في المقدمة من وقت إلى آخر، أما بالنسبة لموديل 3 فقد أستخدم نظام كبح الطوارئ التلقائي بشكل مفرط، 12 مرة خلال 289 كلم من القيادة، وأفاد المهندسون أن في 7 مرات منهم تزامن الكبح مع وجود ظلال الأشجار على الطريق.
وأضاف زوبي: “ليس من المقبول أن يكون الكبح المفرط والغير ضروري هو الثمن للحصول على نظام أكثر أمانًا، سنحتاج إلى إجراء اختبارات إضافية لفهم ذلك بشكل أكبر”.
وجدت IIHS أيضًا مشاكل تتعلق بنظام المحافظة على المسار، إلا أن نظام Autosteer من تسلا نجح في إثارة الإعجاب لدى الجميع حيث أنه في اختبار مكون من سلسلة من ست تجارب على طريق منحني ذو 3 حارات، نجحت تسلا موديل 3 في البقاء داخل المسار في جميع المحاولات الـ 18 (ولم تتجاوز تسلا موديل S المسار إلا مرة واحدة)، في حين أن أنظمة مرسيدس وفولفو نجحت في تسع محاولات فقط من أصل 17، بينما نجحت BMW في 3 محاولات فقط من 16.
ومن ثم تم تنفيذ الاختبار نفسه على جزء منحدر من الطريق وذلك لاختبار قدرة النظام في التنقل على التلال، حافظت تسلا موديل 3 على المسار في كل المحاولات باستثناء مرة واحدة، في حين أن نظام مرسيدس قام بعمل جيد ونجح في 15 من أصل 18 محاولة، وحققت فولفو أداءً إيجابياً بـ 9 من أصل 16 محاولة، بينما موديل S نجح في 5 فقط من 18، وفشلت BMW بشكل مفاجئ في جميع المحاولات.
الشيء الآخر الجدير بالملاحظة هو أنه على الرغم من الأداء الجيد لتسلا في بعض الاختبارات، إلا أن موديل 3 وموديل S كانا الأكثر إخفاقًا بشكل كبير أثناء الاختبارات على مضمار السباق، حيث صدمت السيارتان العديد من الأجسام الثابتة أثناء قيام المهندسين باختبار أداء نظام كبح الطوارئ التلقائي.
تقوم IIHS حاليًا بتطوير نظام اختبار شامل لهذه الأنظمة، والذي يجب أن يكون جاهزًا خلال 12 شهر تقريبًا، وفقًا لما ذكره كبير مسؤولي الأبحاث في المنظمة.
ورغم الاختبارات التي أظهرت العديد من نقاط الضعف لدى أنظمة القيادة الذاتية وأنظمة مساعدة السائق، إلا أن هذه التقنيات تشهد تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، والتعاون المشترك بين شركات السيارات سيقود إلى المزيد من التطوير والتحسين بكل تأكيد.