كتب : كامل عبد الفتاح
زمان كنا نكتب ” الصينيون قادمون ” واليوم يمكننا ببساطه أن نكنتب ” الصينيون يهيمنون ويتقدمون ” .. فصول القصة هي فصول صناعة السيارات في الصين التي بدأت عادية لتتحول الى رقمية وكهربائية وعالمية ، ولم تأخذ 150 عاما لتتطور وتحولت خلال عشر سنوات الي عاصفة صفراء تضرب كل الأرقام والمدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة ..انها صناعة السيارات في الصين التي تتكاثر كما يتكاثر الصينيون .
كيف قفز الصينيون من القاع للقمة بهذه السرعه والدقه :
خلال العشر سنوات الأخيره من يمشى في شوارع بكين أو شنغهاي فقد كانت القليل من السيارات الصينية الصنع تستوقفه بين طوفان من سيارات فولكس واجن ومرسيدس ورينج روفر وتويوتا وغيرها – كانت سيارات صينيه مثل “هافالز” و”شانغان” و”بي واي دي” تبدو للبعض مثل فئران تجرى بين سيقان أسود ونمور دون أن يعبأ أحد بها . كان من الصعب قبل عشر سنوات ويزيد أن يتخيل حتى الصينيون أنه سيأتي يوم تصبح فيه صناعة السيارات الصينية قوة عظمى عالمية ومخيفه .
كيف نظرت الدولة الصينية للمستقبل في صناعة السيارات :
بدأت صناعة السيارات الصينيه صعودها السريع برؤية مستقبلية من القيادة الصينية التي رأت أن التحدى ليس في صناعة سيارات وانما في الكشف عن منتج صيني منافس عالميا .. من هنا كان قرار السماع بدخول شركات أجنبية للسوق الصيني شرط أن تكون هناك شراكة من صانع صيني بنسبة لاتقل عن 50% مثل شركتَي “فاو” و”سايك موتورز”؛ في ذلك الوقت وهي شركات تملك الدولة بها نصيبا كبيرا. دارت عجلة صناعة السيارات في الصين وخلال ثلاثة عقود مضت استطاعت صناعة السيارات الصينية عام 2018 أن تنتج 23 مليون سيارة ، متجاوزة بذلك إجمالي منتجات أوروبا من السيارات، كما وضعت الولايات المتحدة خارج التصنيف تمامًا.
السيارات الصينية بين الهندسة والتصميم
قرر مايقرب من 70 صانع صيني للسيارات أن ينتجوا سيارات جديده ومتقنه ومنافسة انطلاقا من تطوير هندسة وتصميم السيارات وفتحوا الباب للاستعانة بمصممين عالميين – خاصة اذا علمنا أن الطرق في الصين يجري فوقها 325 مليون سيارة ، وأن الصين الكبري بها 8 مدن من أكبر مدن العالم ازدحاما .. وانطلقت خطط صناعة السيارات في الصين من ضرورة أن تتجاوز تتجاوز المبيعات المحلية العلامات التجارية الأجنبية بحلول عام 2020 . كما تدرس بعض الشركات الصينية الآن خططًا طموحة لتوسيع الصادرات إلى الغرب من العلامات التجارية الجديدة؛ مثل “جيلي” و”جاك” و”وجريت وول وهافال وجاك وغيرها ..
صنع في الصين 2025 .. القفزة المقلقة لواشنطن
عملا بخطة صنع في الصين 2025 تخطط الدولة الصينية لتسونامي صناعي وانتاجي تجتاح به العالم وتتجاوز الغرب ، خاصة بمواكبة الانطلاق القريب لشبكات الجيل الخامس والتي من المتوقع أن تكون عاملًا حيويًّا في أتمتة صناعة السيارات. اثار التحول نحو شبكات الجيل الخامس حربا بعضها ظاهر وبعضها خفي بين واشنطن وبكين فيما يتعلق بهواوي .. والحكاية أن من يسيطر على صناعة الهواتف و الحواسب وتطبيقاتها سيسطر على العالم ويخترق الغرف المغلقة ويفسد أنظمة كانت تبدو حديثه وستكون متخلفة أمام فيضان الجيل الخامس القادم .. بعض التقديرات تقول أن المبيعات المحلية للسيارات ستتجاوز العلامات التجارية الأجنبية بحلول عام 2020،”. وفي عام 2018، كشفت شركة “جيلي” عن أنها ضمت 9.7٪ من أصول دايملر الألمانية القوية لتضيف إلى حصتها مزيدًا من السيطرة في شركة “فولفو” السويدية، التي تملكها الشركة بالفعل. وللثقة المتزايده والمدروسة سوف تسمح الدولة الصينية ابتداء من عام 2022 لشركات السيارات الأجنبية بالعمل بالسوق الصيني دون شرط الشراكة مع صانع صيني .
مستقبل السيارات الكهربائية سيكون صينيا
في الوقت الذي تعلن فيه حكومات غربية بأن السيارات الكهربائية لن تسود وتتفوق ويبدأ عصرها فعليا قبل عام 2040 بسبب ارتفاع تكلفة انتاج وبيع البطاريات الليثيوم نجد نقاط قوة صناعية حقيقية في الصين، لأنها منتج ضخم للبطاريات وتريد أن تكون الأكبر في العالم، وبالطريقة نفسها التي أصبحت من خلالها المزود المهيمن للوحات الطاقة الشمسية. وتنمو شركات صناعة البطاريات الصينية بسرعة، كما توقع اتفاقيات مع منتجي الليثيوم في جميع أنحاء العالم. وحاليًّا تقوم شركة “كاتيل”، أكبر شركة لتصنيع السيارات في الصين، ببناء مصنع جديد يأتي في المرتبة الثانية بعد مصنع “تسلا” في ولاية نيفادا. والآن توجد نحو 400000 حافلة كهربائية متداولة حول العالم مصنوعة في الصين.
صناعة السيارات الصينية تستعد للتحول لشركات تكنولوجيا
في الوقت الذي يتسم التعاون بين شركات التكنولوجيا وصناع السيارات في الغرب بالقلق، تتعاون شركات التكنولوجيا المهيمنة في الصين بشكل وثيق مع شركات صناعة السيارات المحلية، وبالطبع الشركات الأجنبية. بل إن شركات صناعة السيارات غير الصينية قد بدأت في إجراء اختبارات في المدن الصينية بدلًا من أوروبا وأمريكا؛ لتجنب القواعد المتشددة ، وسوف تواجه شركات صناعة السيارات وعمالقة التكنولوجيا في الصين منافسة شديدة من نظرائهم الغربيين الذين هم في طليعة السباق حسب تقرير ل “لأيكونومست البريطانية ” ؛ لخلق مستقبل التنقل في العالم. ولكن إذا فعلت الشركات الصينية ذلك بشكل أسرع وأرخص من منافسيها؛ فلن يمتد دليل وجودها على الطرق الصينية فحسب، بل عبر الطرق السريعة في بقية أنحاء العالم.