لم تعد صناعة السيارات صناعة هندسية بالكامل ، واليوم اقتربت من أن تكون صناعة اليكترونيات ومعلومات ، وذلك بعد أن هبت على الصناعة التقليدية رياح التغيير بموجات السيارات الكهربائية ، والهجينية وتبني تطبيقات القيادة الذاتية . هذا التحول وضع شركات تكنولوجيا المعلومات في صدارة المشهد ، ودفع شركات صناعة السيارات الكبرى للهرولة نحو شراكات ضرورية مع هذه الشركات وفي مقدمتها شركة APPLE آبل ” العالمية المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والحواسب الآلية .
وفي السنوات الخمس الأخيرة كثر الحديث عن ابتكار شركة آبل لسيارات جديده تعمل بكامل تكنولوجيا المعلومات وترددت أسماء مثل “آبل آي كار” وغيرها . المؤكد أن شركة آبل وغيرها من شركات تكنولوجيا المعلومات مثل جوجل ومايكروسوفت وغيرها سوف تغير مستقبل التنقل وتجعل من عالم السيارات الذي عهدته البشرية من قبل 150 عاما تراثا متحفيا قديما ..
كبسولة آبل أم سيارة المستقبل
شاهد البعض عروضا تخيلية لسيارة آبل المستقبلية ، واحتار الناس : هل هي سيارة أم كبسولة تقنية ! الأمر يشبه الخيال العلمي حيث تصور العروض سيارة بيضاء غريبة، تحتوي على مدخل دائري يفتح مثل بابين من أبواب الصالون ليكشف عن “قمرة قيادة تشبه الشرنقة” بمقعدين. ويذكر المفهوم بحاسوب آبل ايماك عام 2002، فالسيارة مطلية باللون الأبيض اللامع وتتميز بشعار آبل بين مجموعتي العجلات الأمامية والخلفية.
ليس هناك الكثير من المعلومات المحققة عن مشروع آبل، الذي يحمل الاسم الرمزي Project Titan، على الرغم من أن التقارير السابقة أشارت إلى أن المنتج قد يصل إلى السوق بحلول عام 2024 . وتعتبر سيارة آبل أكثر من مثيره ، وهي ذاتية القيادة، ومكهربة بالكامل . وتشير آخر التقارير إلى أن العمل على سيارة آبل لا يزال مستمرا، رغم التكتم الشديد من عملاق التكنولوجيا العالمي .
آبل تتوجه للصين السوق الأكبر عالميا
كثيرة هي التقارير التي تقول بأن شركة آبل تركز نشاطها بخصوص سيارتها المستقبلية بالتعاون مع أطراف صينية للكثير من الاعتبارات، وأهمها الناحية التجارية. حيث تعتبر الصين السوق الأكبر والأكثر نمواً للسيارات الكهربائية في العالم، خاصة وأن الصين تعتبر مخزنا حقيقيا للمكونات والقطع التي يحتاجها الذكاء الخاص بمثل تلك السيارات، وهذا يسهل كثيرا عمليات التوريد . وقد فعلت شركة تسلا نفس الشيء ببناء أحد مصانعها العملاقة على الأراضي الصينية .
وفيما يبدو أنه تعاون حقيقي مع شركة تويوتا العالمية ، قامت شركة آبل فعليا في فترة سابقة باختبار برامج القيادة الذاتية عبر أسطول من سيارات لكزس الرياضية متعددة الاستخدامات، والمزودة بأجهزة الاستشعار ، وصولا إلى تقديم مجموعة متنوعة من براءات الاختراع الخاصة بالسيارات الذكية وذاتية القيادة.
هذا وقد تم إنشاء نموذج رائع من قبل مصممين من شركة فاناراما البريطانية المتخصصة بتأجير السيارات ، للسيارة التي قد تبدو عليها سيارة آبل القادمة، وقد قال آندي ألدرسون، الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية : لقد بحثنا عن براءات اختراع رسمية مقدمة من آبل نفسها ، ودمجناها مع إشارات التصميم والجماليات التي نتوقعها من شركة التكنولوجيا ، وجاءت النتيجة رائعة لرؤيتنا لسيارة آبل .
قمرة قيادة آبل المستقبيلة عبارة عن شاشة لمسية كاملة
قال رئيس فاناراما : على الرغم من عدم وجود طريقة تقريبًا لمعرفة الشكل الذي سيبدو عليه المنتج النهائي، إلا أن براءات الاختراع ربما تكون أفضل مؤشر على الاتجاه الذي تتخذه شركة آبل». وأشار قائلا : المفهوم المتميز الحاصل على براءة اختراع، والذي يبدو أنه من المرجح أن يتحقق في سيارة آبل Apple Car هو واجهة شاشة لمس أنيقة – تخيلناها معا بأنها قد تكون لوحة القيادة الكلية للسيارة». ووفقًا لبراءة الاختراع، ستوفر الواجهة ردود فعل لمسية وستكون “جذابة من حيث الأسلوب، وقابلة للتخصيص بالكامل من قبل المستخدم.
ويُعتقد مدير فاناراما أن شاشة التحكم باللمس القابلة لإعادة التكوين ، أقل تكلفة من معظم لوحات الأدوات التقليدية وقد يكون لها تطبيقات في مجالات أخرى مثل المركبات العسكرية وأنظمة التحكم وأنظمة التشغيل الآلي للمنزل أو CAD أو الرسومات المحطات وما شابه ذلك.
ولمطابقة حساسيات تصميم آبل Apple ، فإن لوحة القيادة قد تكتشف هواتف الركاب، أو الساعات الذكية لتحميل تخطيطات الواجهة المخصصة، كما ستزود الوجهات المحتملة عبر الخرائط المستندة إلى satnav قوائم تشغيل الموسيقى المخصصة للرحلة. وفي الوقت نفسه، يلمح عدد من براءات الاختراع الأخرى إلى إمكانية امتلاك Apple Car لهيكل سيارة غير عادي، مع عدم وجود أعمدة أبواب مركزية وأبواب خلفية مما يسمح لتسهيل دخول الركاب عبر «الفتح المستمر».
مقاعد تدور بالكامل 360 درجة داخل سيارة آبل
ويمكن تخيل المقاعد الأمامية للسيارة على أنها قادرة على الدوران بالكامل لمواجهة الركاب في الجزء الخلفي من السيارة، ، كما يمكن أن تسهل هذه المرونة الداخلية تجربة سفر اجتماعية أكثر عندما تكون السيارة في وضع القيادة الذاتية، مع السماح لراكب مقعد السائق بالاستدارة، واستعادة السيطرة عند الحاجة.
اقرأ ايضا