سعودي أوتو : خاص
خلال العشر سنوات القادمة ستكون شركات صناعة السيارات قد استثمرت بالفعل 1.2 تريليون دولار في كهربة انتاجها بحلول عام 2030 . وفعليا استثمر صانعو السيارات ومصنعو البطاريات حتى الآن ما لا يقل عن 110 مليارات دولار لكهربة المنتجات في الولايات المتحدة .. على عكس عالم السياسة الذي اختفى من قاموسه مفهوم ” الحياد ” ففى عالم صناعة السيارات أصبح مفهوم الحياد الكربوني بمثابة النظام العالمي الجديد بالنسبة للصناعة التي قد تتحول من زمن استغرق قرابة القرن ونصف القرن الى عصر جديد خلال العشر سنوات القادمة على أكثر تقدير ..
من حياد السياسة للحياد الكربوني
.. اقتراح وكالة حماية البيئة (EPA)الأمريكية لفرض أكثر معايير انبعاثات المركبات صرامة حتى الآن بالنسبة للمركبات الخفيفة خطوة حاسمة نحو تقليل الانبعاثات الملوثة ، وهو التعبير الآخر ل ” الحياد الكربوني “مايحدث في عالم الصناعة ليس بعيدا عما يحدث حول موائد السياسة ، خاصة عندما نتابع ونتأمل مداخلات البيت الأبيض الأمريكي المستمرة لتوجيه صناعة السيارات في الاتجاه الذي يساعد على رسم خرائط المستقبل .
معركة انسحاب الصناعة من روسيا
أكبر واسرع قطاع استجاب لما تقتضيه العقوبات الغربية على روسيا ، كان قطاع صناعة السيارات ، ويظل مشهد انسحاب علامات السيارات الأمريكية والغربية من روسيا ماثلا للعيان ، لأن المعنى الأبعد أنه ليس انسحابا صناعيا ، أو لمستثمرين في صناعة السيارات ، ولكنه في حقيقته معركة من معارك حرب قد تطول ، وربما تكون المعركة الأهم التي لم تدوي فيها أصوات المدافع والطائرات .
بايدن يبشر بنظام عالمي جديد في الصناعه
الأمر التنفيذي للرئيس جو بايدن لعام 2021 يدعو أو ربما يفرض أن تكون المركبات عديمة الانبعاثات ، وأن تكون نصف المبيعات على الأقل بحلول 2030 للسيارات عديمة الانبعاثات ” السيارات الكهربائية تحديدا “بعض أطراف صناعة السيارات خاصة في شرق العالم تصف قوانين وكالة حماية البيئة الأمريكية ومواقف البيت الأبيض بالعدوانية. انزعاج الكثير من صناع السيارات باليابان والصين وكوريا الجنوبيه ، أن السياسات الأمريكية تجاه صناعة السيارات تفرض ملامح نظام عالمي جديد في الصناعة . ووفقا لما تسعى اليه وكالة حماية البيئة الأمريكية والبيت الأبيض نفسه أن يتم خفض انبعاثات أسطول السيارات بمعدل 13 بالمائة في المتوسط كل عام للسيارات والشاحنات الخفيفة مابين عامي 1927 – 1932 ، وتحقيق خفض تراكمى يصل الى 56 بالمئة بنهاية الفترة الزمنية بين التاريخين ..
كهربة السيارات يقترب من التمام
وفي حال تم تحقيق متطلبات وكالة حماية البيئة والسياسات الأمريكية عامة ، فيمكن أن تشكل المركبات الكهربائية أكثر من نصف مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2030 وتصل للثلثين بحلول عام 2032 . كمؤشر لامكانية تحقق هذا التغير سنجد انه في العام الماضي ، شكلت المركبات الكهربائية 5.6 في المائة من تسجيلات المركبات الخفيفة في الولايات المتحدة ، بزيادة قدرها 3.1 في المائة مقارنة بالعام السابق .بعد أن أعلن بايدن عن أمره التنفيذي في أغسطس 2021 ، قال المزيد من صانعي السيارات إنهم سيطلقون تشكيلات سيارات كهربائية فقط ، – بل ويخطط البعض لتجاوز هدف بايدن.
كهربة العالم غاية أمريكية
تساهم الحوافز الفيدرالية وتمويل البنية التحتية في زيادة زخم السيارات الكهربائية ، ومن شأن اقتراح وكالة حماية البيئة أن يجبر شركات صناعة السيارات على تقليل الانبعاثات. المؤكد أنه لن يتم الاستخفاف بالقواعد الجديدة، وسيقوم صانعو السيارات بصياغة خطط المنتجات المستقبلية واعادة هيكلة شركاتهم وفق معايير وأهداف جديدة. لم تعد صناعة السيارات في أمريكا مرتبطة بمن يجلس بالبيت الأبيض ، وساء استمر الرئيس بايدن رئيسا ، أو أتت الانتخابات القادمة برئيس جديد – لن يتغير الأمر بالنسبة لصناعة ومصنعي السيارات .
الصمت الكهربائي التام
النظام العالمي الجديد لصناعة السيارات والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، أصبح جزءا من استراتيجيات السياسة الأمريكية ، بل وجزء من مفهوم الأمن القومي الأمريكي ، والأكثر من ذلك ، فإن مستقبل صناعة السيارات أصبح جزءا من مستقبل الامبراطورية الأمريكية . سيتعين على صانعي السيارات تلبية المعايير الفيدرالية – أو الأفضل من ذلك ، يجب أن يخططوا لتجاوزها .. العالم من وجهة النظر الأمريكية لابد أن يسافر للمستقبل عبر مركبات محايدة كربونيا إلى حد الصمت الكهربائي التام