تتعرض السيارات الثقيلة مرة أخرى لانتقادات من نشطاء المناخ في أعقاب دراسة جديدة أجرتها مجموعة حملة تقول أن السيارات التي تعمل بالاحتراق والتي تم شراؤها في عام 2013 سوف تنبعث منها في المتوسط، كميات أقل من الكربون من السيارة الجديدة التي يتم شراؤها اليوم، ولكن كيف توصلت مجموعة العمل المناخي إلى هذا الاستنتاج؟
تفاصيل استنتاجات نشطاء المناخ بخصوص صداقة السيارات الحديثة للبيئة
وفقًا لصحيفة الغارديان، أظهرت البيانات المتعلقة بملكية السيارات في إنجلترا وفقاً لـ نشطاء المناخ أن أولئك الذين ينتمون إلى شريحة الدخل الأعلى بنسبة 20% هم أكثر عرضة بنسبة 81% لامتلاك سيارة ذات قيم تلوث عالية مقارنة بأصحاب المركبات في الـ 80% الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين ينتمون إلى أعلى 20% يقودون ثلاثة أضعاف عدد الكيلومترات كل عام مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى الشريحة الدنيا.
لا يوجد شيء خاطئ بشكل خاص في كونك صاحب دخل مرتفع، ومع ذلك، وجدت بيانات ملكية السيارة أن “امتلاك سيارة إس يو في كان مرتبطًا بالعيش في منطقة أكثر ثراءً”، مما يشير إلى أن العديد من مشتري سيارات الإس يو في يشترون هذه المركبات ببساطة بسبب الصورة التي تجلبها بدلاً من أي حاجة عملية قد تكون لديهم لسيارة واحدة، ونتيجة لشعبية سيارات الإس يو في، تصبح السيارة المتوسطة أثقل.
وكشفت الأبحاث السابقة أن 75% من سيارات الإس يو في الجديدة في المملكة المتحدة مسجلة لأشخاص يعيشون في المناطق الحضرية، مما يشير مرة أخرى إلى أن هذه المركبات لا يتم شراؤها بدافع الضرورة، هذه ليست ظاهرة جديدة في البلاد، حيث توصل البريطانيون إلى اسم لوصف سيارات الإس يو في المبهرجة التي لا تغامر أبدًا بالخروج من الطرق المعبدة: تشيلسي تراكتورز (في إشارة إلى منطقة لندن الغنية).
وباختصار، تقول الدراسة من نشطاء المناخ أن نسبة أكبر من مشتري السيارات يشترون سيارات الإس يو في الكبيرة أكثر من أي وقت مضى، ولأن هذه الآلات أثقل بكثير من سيارات السيدان والهاتشباك والواغن التي كان المشترون يشترونها سابقًا، فإن متوسط السعر الجديد السيارة التي تم شراؤها في عام 2023 أكثر تلويثًا من متوسط السيارات في عام 2013.
تتطلب سيارات الإس يو في كميات أكبر من المواد والصيانة لإنتاجها وصيانتها، وهذا يعد إسرافًا بشكل خاص إذا تم استخدام هذه المركبات ليس أكثر من رحلة إلى صالون الدباغة، يشتري الناس سيارة لاندروفر ديفندر بأعداد كبيرة في حين أن سيارة فولكس فاجن جولف تناسب احتياجاتهم بشكل أفضل وتكون أكثر لطفًا على الكوكب.
في حين يمكن اعتبار أن السيارات الكهربائية تنتج انبعاثات صفرية من أنبوب العادم غير الموجود، إلا أنها لا تزال تستهلك الكثير من الموارد وتزن أكثر بكثير من المركبات العادية، وكما أشار ستيلانتيس، فإن السيارات الثقيلة لا معنى لها في صناعة تحاول تعزيز الاستدامة، وهناك تأثيرات غير مباشرة أيضًا، مواقف السيارات معرضة لخطر الانهيار بسبب وزن الهياكل العملاقة التي لم يتم تصميمها لاستيعابها، كما أن مستخدمي الطريق أكثر عرضة لخطر الإصابة أو الوفاة، وفقًا لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS)، في الواقع، تريد الوكالة تخفيض حدود السرعة لأن مخاطر المركبات الثقيلة كبيرة جدًا.
وفي الختام، لقد شهدنا مثل هذه الدراسات كل عام منذ بداية سيارات الإس يو في الحديثة، ونبوءاتها أصبحت أكثر قتامة، ولكن ما دام العالم مستمراً في ربط الحجم بالمكانة، فإن مشكلة التلوث سوف تتفاقم سوءاً، ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، أنتجت سيارات الإس يو في هذا العام بالفعل انبعاثات عالمية تعادل الإجماليات الوطنية المجمعة للمملكة المتحدة وألمانيا، وكلاهما من مراكز التصنيع الأوروبية.
شاهد أيضاً:
قضية انبعاثات السيارات تفجر حربا جديدة بين الحكومة الأمريكية وموقع EBAY