التعويض متاح للمتضررين من المطبات والحفريات
رغم الحوادث المؤلمة التي راح ضحيتها أبرياء نتيجة إهمال الطرق والتلفيات التي تحدث للسيارات عموماً على مدى عقود من الزمن بسبب …
رغم الحوادث المؤلمة التي راح ضحيتها أبرياء نتيجة إهمال الطرق والتلفيات التي تحدث للسيارات عموماً على مدى عقود من الزمن بسبب المطبات الصناعية او الحفريات التي تفتقر لأدنى مقومات السلامة المرورية وتفتقر أيضاً لأدنى أساسيات المعايير الفنية، إلا أن المطالبات بالأضرار من قبل مستخدمي الطرق لم تكن معهودة طوال هذه المدة ولم يكن متعارف عليها كثقافة.
ورغم تداول شبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية لرسائل تشجع قائدي المركبات على المطالبة بحقوقهم أثناء تعرض سياراتهم للحوادث والتلفيات إلا أن هذه الرسائل لم تجد قبولاً لدى البعض وهناك من شكك في صحتها.
وكان من ضمن هذه الرسائل المتداولة التي انتشرت عبر القروبات رسالة تشير الى تضرر سيارة احد السائقين من احدى الحفر وقيامه بالمطالبة باصلاح سيارته عن طريق ابلاغ طوارئ امانة منطقة الرياض على 940 والذي طالبه بتقرير من المرور حيث تم بناء على تقرير المرور تحميل المقاول قيمة اضرار السيارة وتسلم قائد السيارة مبلغ التعويض، وكذا تداول رسالة اخرى عن تضرر عدد من قائدي السيارات من احد المطبات وبعد شكواهم تم تعويض جميع المتضررين، والمبالغ كلها خصمت على المقاول. وتختم الرسالة “يجب ان نتعلم ثقافة المطالبة بحقوقنا حتى لو طول الموضوع في تلك السنة لم يكن هناك إجراء واضح كما تفضلتم ولكن الحقوق محفوظة”.
التوعية مطلوبة
يقول عبدالرحمن السليم تعليقاً على ما تم تداولة : ليس كل ما يكتب أو ينشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صحيحاً ولكن ربما المقصود من هذه الرسائل هو تحريك المجتمع نحو ثقافة المطالبة بالحقوق لمستخدمي الطرق وأنا حقيقة مع هذا التوجه لأن التوعية مطلوبة ولكن ما يحدث في بعض الجهات الحكومية وفي بعض المؤسسات والشركات من إجراءات أشبه ما تكون بالتعقيد تجعل المواطن يشعر أحياناً بالإحباط وإلا كنت أحد المطالبين بالتعويضات عن الأضرار التي لحقت في سياراتي المتنوعة.
ويرى خالد الجدوع صحة هذه الرسائل وقال: لا شك أن من يطالب بحقه من تعويض أو غيره سيحصل عليه ولكن الغالبية من أصحاب السيارات ينقصهم الوعي تجاه المطالبة بحقوقهم. مشيراً إلى أن ثقافة المطالبات بالحقوق أيا كانت سواء كانت تعويضات أو غيرها تأتي من الجهات الحكومية نفسها ومن المنشآت الخدمية لأن توضيح إجراءات المطالبة بالحقوق وسهولة تطبيقها تعتبر ثقافة يستقيها المواطن من هذه الجهات وينفذها بمرونة مستدلاً بذلك بالحملات التوعوية التي نفذتها وزارة التجارة والاستثمار في الميادين ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة وكان لها أثر ملموس على أرض الواقع.
اسباب كثيرة
من جهتها أكدت نسرين الغامدي – مستشارة قانونية – أن هناك أسبابا كثيرة تقف خلف ثقافة المطالبة بالحقوق ليس فقط فيما يتعلق بالأضرار التي تحدث لقائدي المركبات جراء مشاكل الطرق، كالمطبات الصناعية والحفريات ونحوها وإنما بالأضرار كافة التي تتعلق بأي مواطن من أي جهة كانت، وهذا سببه يجمع بين الجهل بالأنظمة وضعف الثقافة القانونية الواجب توافرها لدى كل فرد من افراد المجتمع بحدها الادنى على الاقل الذي يضمن حماية حقوقهم كما أن أحد الأسباب الجوهرية هو خوف المتضررين من الاجراءات البيروقراطية التي قد تستغرق فترات طويلة للحصول على تعويض مناسب لا سيما وأن البعض يخفى عليه من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي ثبت ذلك الحق مستقبلاً من خلال توثيق وتصوير خطأ جهة الادارة وعلاقته المباشرة بالضرر الحاصل له لكي يتمكن من اثبات المسؤولية التقصيرية لجهة الادارة، وما قامت به من تقصير وإهمال لبعض مهامها مما ادى الى حدوث ذلك الضرر الذي تعرض له صاحب السيارة.
وشددت على أهمية اتباع الخطوات التي تؤدي إلى حلول لهذه الإشكاليات ومنها؛ تعزيز الثقافة القانونية وذلك بعدة امور كالاطلاع على الانظمة ذات العلاقة والالتحاق بالدورات القانونية بالإضافة إلى متابعة القرارات والتعاميم الصادرة من الجهات الحكومية والاستعانة بالمحامين.
طلب تعويض
ودعا ناصر التويم – محامٍ – قائدي المركبات الذين تعرضت مركباتهم لتلفيات بسبب مشاكل الطرق سواء داخل المدن أو خارجها أن يتقدموا بطلب تعويضات من الجهات المسؤولة وأن يكون لديهم توعية بالأنظمة تجاه الأضرار التي تحدث لهم في الطرق العامة بسبب تهاون المسؤول أو عدم مبالاة المقاول الذي ينفذ مشروع الطرق، لافتاً إلى وجود قضايا مماثلة حكم فيها لصالح المتضررين وتم تعويضهم من قبل مقاول الطريق.
ويؤكد العقيد طارق الربيعان – المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور – أنه من حق قائد السيارة اذا تعرضت سيارته لحادث أو تلفيات بسبب مطب صناعي أو حفر بوسط الطريق أو مخلفات صيانة ونحوها وكانت هذه هي أحد الاسباب في وقوع الحادث أن يتقدم بالشكوى وطلب التعويض مبتدئا بذلك بطلب دورية مرور لإثبات الواقعة ومن ثم تسجيل تقرير مروري وتسليمه إلى قسم استقبال الحوادث بعد ذلك يقوم قائد السيارة بمراجعة مكتب الحوادث لاستلام تقرير عن الحادث لتقديمه لجهة الاختصاص للمطالبة بالتعويض.
المصدر : صحيفة الرياض