السيارات الكهربائية والهجين في طريقها للصعود الكبير
أدى انخفاض تكاليف البطاريات والزخم الكبير الذي اكتسبه التحرك نحو اعتماد مزيج الطاقة النظيفة، إلى تحول المركبة الهجينة، والمركبة الهجينة القابلة للشحن بالكهرباء، والمركبة الكهربائية إلى أمر واقع في حياة الناس حول العالم. وبات السؤال كيف ستبدو صناعة السيارات، في المستقبل؟ وهل سيكون للسيارات الكهربائية القدرة على جذب اهتمام المستهلكين والمنظمين وتبقى قادرة على البقاء لمدة أطول في المستقبل؟ أم أن هذا النوع من السيارات سيواجه نفس المصير الذي واجهته أنواع من الوقود البديل، مثل الغاز النفطي المسال، والغاز الطبيعي المسال، وغاز الإيثانول، وغاز الهيدروجين، والتي كانت من أسس “تغيير قواعد اللعبة” في الماضي؟ ومنذ طرح أولى السيارات الهايبرد والكهربائية داخل الأسواق، والعمل على تطوير بنية تحتية داخل العديد من دول العالم لأخذها مكانًا بديلًا عن السيارات التي تعمل بالوقود العادي، للحد من استهلاك الوقود وتقلل نسبة الغازات الضارة للبيئة
آليه عمل السيارات الهايبرد :
تأتي آلية عمل السيارات الهايبرد على النحو التالي: الأول “النظام المتسلسل” ويعتمد على محركات كهربائية تقوم بإرسال الطاقة إلى العجلات، وتستخدم محرك البنزين كمولد طاقة للبطارية لذا يمتلك هذا النظام بطارية أكبر من النظام الآخر وهو “المتوازي” والذي يعتمد على محرك كهربائي وآخر بنزين يساعد كل منهما الآخر في دفع العجلات ويعد هذا النظام بسيارات الهايبرد الأكثر شيوعًا بالأسواق.
ومن مميزات سيارات “الهايبرد” الآلي أنها سيارة صديقة للبيئة، تحد من استهلاك الوقود بالعمل بالطاقة النظيفة إلى حد كبير، بالإضافة إلى تقليلها نسبة انبعثات الغازات الضارة للبيئة، تعمل بأداء أفضل من السيارات ذات محرك البنزين، وبالمحافظة على الصيانات الدورية لها لن تحتاج إلى صيانات أكثر مثل سيارات الوقود العادي.
عيوب السيارات الهايبرد :
اول وابرز عيوب سيارات “الهايبرد” يتمثل في ارتفاع أسعارها مقارنة بفئاتها في سيارات محرك البنزين، صياناتها ذات تكلفة أكبر؛ لذا يجب التحقق بشكل دوري من بطارية السيارة والوصلات الكهربائية الموجودة بها، والتحقق من سائل التبريد وزيت السيارة وناقل الحركة بشكل دوري ومنتظم.
السيارات الكهربائية وابرز مميزاتها :
أما السيارات الكهربائية فانها تتميز بالعديد من المواصفات من أهمها كونها سيارة صديقة للبيئة، تعمل على الحد من استهلاك الوقود (مصدرالطاقة كهرباء 100%)، تحد من الانبعثات الضارة للبيئة .. وتبادر الحكومات حول العالم إلى وضع أهداف، وتشريعها في بعض الأحيان، لضمان تحول السيارات الكهربائية إلى الخيار السائد للراغبين في شراء المركبات خلال العقدين المقبلين. فالحكومة النرويجية، على سبيل المثال، تسعى إلى ضمان خلو جميع السيارات الجديدة من الانبعاثات بحلول العام 2025 . أما في المملكة المتحدة، فستحظر الحكومة بيع سيارات الركاب ذات محرك الاحتراق الداخلي (ICE)، وذلك بدءاً من العام 2040، وستسمح فقط باستخدام السيارات الهجينة والكهربائية. وفي كندا، تهدف الحكومة إلى زيادة عدد المركبات الكهربائية إلى 500,000 سيارة على الطريق في العام 2018. ورغم عدم قدرة الحكومة على تحقيق هذا الطموح، إلا أنها كشفت عن نوايا الحكومة الكندية وتوجهاتها المستقبلية في هذا الصدد.
ويبدو أن تغيراتٍ ما بدأت تلوح في الأفق. فالوتيرة الحالية المتسارعة للابتكار التكنولوجي والتشريعي، والحوافز الحكومية، وإطلاق المنتجات، والصخب الإعلامي، وإقبال المستهلكين بوتيرة متسارعة قد جعل بعض المحللين يتوقعون طرح 400 طراز من المركبات الكهربائية في السوق بحلول عام 2025، وتحقيق مبيعات عالمية تصل إلى 25 مليون سيارة .
وبحلول العام 2040، تتوقع بلومبرج نيو إنرجي فاينانس أن تمثل السيارات الكهربائية نحو 33٪ من إجمالي أسطول السيارات العالمي و 55٪ من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة وأن يصل العدد الإجمالي لهذه المركبات إلى نحو 560 مليون سيارة على الطرق في جميع أنحاء العالم . ويتوقع خبراء في الصناعة أن تشكل السيارات الهجينة والكهربائية نصف مبيعات السيارات الجديدة في العالم بحلول العام 2030
عوائق في طريق السيارات الكهربائية
بالطبع، توجد أمور كثيرة يجب مراعاتها أكثر من التركيز على مجرد إحصاء عدد السيارات الكهربائية السائرة على الطريق، إذ أن البنية التحتية لشحن تلك المركبات بالطاقة، سواء كانت بطيئة أو سريعة، ما تزال تشكل عائقًا في العديد من البلدان، في حين أن توفير بعض من المواد الخام، مثل الكوبالت، قد يضع بعض العوائق في طريق الحصول على بطاريات أرخص . لكن يبقى النمو أمراً لا جدال فيه، حيث من المتوقع أن يصل السوق العالمي لشواحن السيارات الكهربائية إلى 1786 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2023 (هذا يمثل ارتفاعًا من 163 مليار دولار أمريكي في عام 2016)
ماذا يخشى العملاء من السيارات الكهربائية :
هناك العديد من العيوب والمخاوف من المستهلكين من مدى سير السيارة الكهربائية والوقت المستغرق في شحن بطاريتها في الرحلات الطويلة مقارنة بوقت المستغرق في ملء خزان الوقود بالسيارات العادية.ويضاف إلى عيوب السيارات الكهربائية، عدم الانتهاء من البنية التحتية لتوفير محطات الشحن، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بالأداء الخاص ببطارية السيارة على المدى البعيد، وتكلفة استبدالها، وهل يؤثر ذلك على قيمة السيارة؟؛ لم تتجاوز محطات الشحن الخاصة بالسيارات الكهربائية داخل الولايات المتحدة الأمريكية الـ22 ألف محطة شحن بها 57 ألف نقطة شحن والتي توفر مستوى بطيئا يستغرق ساعة لشحن السيارة مسافة 20 ميلا، بالإضافة إلى 3300 محطة شحن سريع بها 12 ألف نقطة شحن معظمها مخصص لسيارات “تسلا” الأمريكية.