هل ستتحول السيارات إلى “متصفح” على عجلات والصناعة إلى تكنولوجيا اتصالات ؟
خمسة اتجاهات قد تقلب صناعة السيارات رأساً على عقب، وكلها مرتبطة بتكنولوجيا الاتصالات، مما دفع مدير جنرال موتورز في أوروبا للقول ” نحن لاندير شركات سيارات بل ندير شركات تكنولوجيا”، وجاء كلام مسئول جنرال موتورز في معرض حديثه عن توطين سيارات القيادة الذاتية من خلال تقنيات الاتصالات. خبراء السيارات والتقنيات تدارسوا هذا الأمر مع مجموعة من القضايا الحرجة الأخرى المتعلقة بالسيارات الموصولة في ندوة الاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا UNECE بشأن سيارة المستقبل الموصولة شبكياًFNC-2018 ، وذلك على هامش فعاليات معرض جنيف الدولي للسيارات بسويسرا في 8 مارس 2018 ، وقد صدر كتاب مهم عن هذه الندوة في منتصف ديسمبر الماضي يعرض تصورات خبراء الصناعة لما هو قادم من تكنولوجيا لن تغير فقط صناعة السيارات وانما ستغبر حياة الناس أنفسهم . والاتجاهات الخمسة هي :
1- متصفح على عجلات
أصبحت السيارة متصفحاً يتنقل على عجلات ، وتصعب المغالاة في هذه الظاهرة، لأنها لا تعني شيئاً أقل من أن تصبح القيادة مماثلة للبحث عبر الإنترنت ، وهو صناعة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار أمريكي مع كل ما ينطوي عليه ذلك من مال يجنى من التصرفات خلال قيادة السيارات. يقول : روجر لانكتوت مدير التنقليه الموصوله بالسيارات بشركة استراتيجي اناليتيكس – لقد اصبحت السيارات أذكى في فهم ما يفعله البشر، وفي مساعدتهم على التحرك والوصول إلى مقاصدهم بدقة وأمان، lفكل فعل يأتي به السائق ينم عن نية ما، والنية تفتح باب رزق للمعلنين ومصنعي السيارات ، وتعتبر صالات عرض جنرال موتورز’ General Motors Marketplace نموذج مثالي ،تعكس أحدث تقدَّم في السيارات اليوم، وتقدم نظام يسدي النصح للسائقين آنياً ومباشرةً من لوحة قيادة السيارة استنادًا إلى تحليلات تنبؤية لرغبات العميل وسلوكه على مر الزمن ، وتعمل شركة HERE على دمج معلومات الموقع المتعلقة بالتصفح مع المعلومات السياقية المستندة إلى جهاز استشعار والمجمعة من مركبات اودي و بي ام دبليو و مرسيدس لمساعدة السائقين على تجنب العقبات ومخاطر الطرق على امتداد مسارهم.
2- المتصفح
تتسارع ظاهرة “التزود بمتصفح” هذه جراء نقلة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي – دعماً للقيادة المؤتمة والمساعدات الرقمية – نقلة من أنظمة الحوسبة السحابية إلى أنظمة مدمجة في السيارات في شكل معالجات أقوى وشبكات محسّنة للمركبات وتخزين على متنها.
3- مزايا جذابة جديدة
بدأت السيارات نفسها تتزود بالتوصيل الشبكي، مما عزز من التشغيل الآمن واستحدث مزايا جاذبة جديدة، على نحو يغني، في نهاية المطاف، عن امتلاك مركبة، وستتوالى فصول هذا الاتجاه على مدى زمني أطول بكثير، بيد أن عناصره آخذة في التبلور عبر توصيلات خلوية لتمكِّن من عرض ميزات نقل جاذبة مختلفة تماماً، ولتخلف آثاراً جانبية عميقة على مصنعي السيارات وتجار السيارات.
والبنية التحتية الداعمة للنقل والاتصالات اللاسلكية ، وتقوم شركة جنرال موتورز بتعديل برنامج التشارك في السيارات Maven الخاص بها لتمكين جميع السيارات التي تنتجها الشركة من استخدام برنامج Maven الذي يتيح لمالكي هذه السيارات الحاليين التشارك في سياراتهم مع مستخدمين آخرين. وفي الوقت نفسه، يبادر عدد متزايد من مصنعي السيارات، بما فيهم شركات بورشه و اودي و فولفو و لكزس و فورد وغيرها، إلى تقديم برامج مفعَّلة بتوصيل لاسلكي وقائمة على الاشتراك، وهي برامج تتيح للمشاركين تبادل السيارات بحرية على أساس أسبوعي أو شهري أو، في الواقع، حسب الطلب.
4- الاستقلال عن شركات الاتصالات
يسعى مصنعو السيارات لأن يصبحوا من مشغلي شبكات افتراضية متنقلة (MVNO) as MVNOs كجزء من التحول التاريخي في صناعة السيارات ، وتتطلع شركات السيارات لأن تصبح في حد ذاتها من مشغلي الشبكات الافتراضية المتنقلة ) MVNO ( في معرض سعيها لتحقيق نموذج أعمال مستقل عن شركات الاتصالات. وترغب شركات السيارات في أن تبحث سياراتها عن أفضل التوصيلات اللاسلكية المحلية بغض النظر عن مقدم الخدمة.
5- الشبكات اللاسلكية وسلامة المركبات
ستؤدي الشبكات اللاسلكية أيضاً دوراً أساسياً في مكافحة التهديدات للأمن السيبراني ودعم تحديثات الخرائط آلياً ، من أجل تحديثات القيادة المؤتمتة وبرمجيات الأنظمة الحرجة – وغير الحرجة كثيراً على متن المركبات. ولكن التغير الأهم إجمالاً الذي طرأ على توصيلية السيارات يتمثل في الاعتراف والقبول ضمن دوائر صناعة السيارات بأن للشبكة اللاسلكية دوراً وجيهاً وأساسياً في سلامة المركبات ، ويتجلى أول مظهر من مظاهر هذه الحقيقة في تقنية C-V2X التي لا يصح وصفها بأقل من ثورة في تحقيق إنترنت الأشياء الفعلية ، ويتملكنا العجب إذ نتأمل ما ينتظرنا، في غضون بضع سنوات قليلة، مع ظهور الجيل الخامس 5G. وفي هذه المرحلة الحرجة من تطور صناعة الشبكات اللاسلكية، تزُفّ بشرى قيام صناعة السيارات لأول مرة بالعمل الوثيق مع صناعة الاتصالات اللاسلكية على معايير وبروتوكولات متفق عليها بشكلٍ متبادل. وتشير تقارير الندوة الدولية حول تطور تكنولوجيا الاتصالات داخل صناعة السيارات وأثر ذلك على ملف الحوادث بأنه سيمكن خفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الصعيد العالمي إلى النصف بحلول عام 2020 . مع توفير إمكانية وصول الجميع إلى نظم نقل مأمونة وميسورة التكلفة مع إيلاء اهتمام خاص لاحتياجات الأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة ظروف هشة والنساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، بحلول عام 2030.